حُسن النية وحده وقف خلف عشرات المحاولات التى انطلقت من أجل توفير مساعدات مادية وعينية لضحايا حريق العتبة عقب اندلاعه، مناشدات ونداءات للجمعيات الأهلية من أجل الوقوف إلى جانب المتضررين، أطباء فتحوا عياداتهم مجاناً، ومتطوعون بدأوا فى إعداد الطعام و«شنط رمضان» من أجل جبر خاطر التجار المنكوبين الذين بدورهم رفضوا المساعدات، مكتفين بالتعويضات التى صرفتها الحكومة والدعم الذى وعدت به.

 

«أحمد»: «إحنا تجار صعايدة.. مش شحاتين ولا غلابة»

 

يبدو أن الطريقة بدت خاطئة، حالة من الغضب تتصاعد من التجار تجاه المساعدات، تارة بالضرب وتارة بـ«الشتيمة»، هذا ما تؤكده منى سالم، وهى ممن حاولوا التواصل لأجل إيجاد الطريقة المثلى للمساعدة، عبر جمعية «فرحة تجمعنا» التى تعمل من خلالها: «شفنا ناس كتير حاولوا يساعدوهم اتشتموا واتضربوا لأن الناس هناك شايفين مساعدتهم مسئولية الدولة، وأى حد منهم ممكن ياخد حاجة الباقى بيبدأ يعايره». فلسفة مساعدة مغايرة اتبعتها الجمعية عبر تاجر ثقة، ونقاش عميق فى الكيفية التى يمكن من خلالها مساعدة المتضررين: «الاستماع لهم هو البداية الحقيقية للمساعدة، بداية أغلبهم صعايدة، لديهم عزة نفس شديدة، ليسوا من فئة الفقراء أو المساكين كى نعطف عليهم بطعام وشراب».

خلصت منى وفريقها إلى أن المتضرر الأهم هو «السرّيح» وأن لديهم ثلاث مشكلات رئيسية: «فلوس إيجار المخزن اللى بيحتاجوه، وإيجار الأرضية، وديون للتاجر اللى بيشتروا منه ومعظمها آجل، غالبيتهم باع اللى وراه واللى قدامه عشان مايبقاش حرامى ولا يشتغل فى المخدرات، فاتحين بيوت وعايشين حياة صعبة بس بالحلال». الكثير من الاحتياجات من أجل عودة العمل يحتاجها المتضررون.

فلسفة عمل انتهت بـ«منى» إلى التأكد من أن الأمر لا يحتاج أموالاً بقدر ما يحتاج تفهُّماً، وهذا ما أكده أحمد بدوره، أحد التجار المتضررين من الحريق، يروى مشهداً لسيارة تابعة لإحدى الجمعيات الأهلية فاجأتهم بوجبات طعام «محدش خد منهم حاجة، إحنا مش شحاتين ولا غلابة عشان يعاملونا كده، فيه ناس أولى».