تأثر الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقصة سمر عز الدين، مضيفة شركة مصر للطيران، التي لقت حتفها في حادث تحطم الطائرة القادمة من مطار شارل ديجول الفرنسي في طريقها إلى مطار القاهرة والتي سقطت بعد دخولها المجال الجوي المصري بقليل، وذلك مساء الخميس الماضي.
وجذبت سمر عز الدين الانتباه بعدما انتشرت صورة لها على فيسبوك تظهر فيها بالزي الرسمي للمضيفات الجويات تخرج من البحر وتجر ورائها حقيبة سفر، وفي خلفية الصورة تظهر طائرة محطمة في البحر، وهي الصورة التي رفعتها على صفحتها الشخصية بعد التحاقها بالعمل بمصر للطيران، ما جعل البعض يرى أنها كانت تشعر بأن نهايتها ستكون بهذه الطريقة المأساوية، وأنها تنبأت بموتها خاصة وأنها كررت وضع الصورة ذاتها أربع مرات آخرها في مارس الماضي، خلال فترة عملها التي لم تستمر إلا عام ونصف.
وهنا يطرح سؤال نفسه، هل فعلًا يشعر الإنسان باقتراب أجله؟ وهل هذا الشعور الخفي يجعله يصدر أقوالًا أو أفعالًا معينة ليس لها تفسير منطقي، وفيما يلي نستعرض رأي العلم والدين حول حقيقة ظاهرة الشعور باقتراب الأجل.
رأي الدين
أكد علماء الدين أن موعد موت الإنسان لا يعلمه إلا الله وحده، ولا يمكن لإنسان التنبؤ بموعد موته ولا أن يتنبأ له غيره، مصداقًا لقوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ &<750; وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا &<750; وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ &<754; إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، إلا أن هناك ظاهرة نفسية شائعة تتلخص في شعور غير مبرر باقتراب الموت يصاحبها أحيانًا أعراض جسدية كزيادة ضربات القلب أو زيادة التعرق، ففسر علماء الدين هذه الظاهرة بأنها ناتجة عن مرض نفسي تزول أعراضه بزوال مسبباته.
رأي العلم
رصد العلم بالفعل شيوع ظاهرة الإحساس باقتراب الموت وأكدوا على وجود أعراض جسدية لها إلى جانب الانطواء والاكتئاب والنظرة المتشائمة للحياة التي تصيب من يعاني تلك الحالة، وفسر العلماء هذه الأعراض بأنها أحد الاضطرابات النفسية الشائعة وتعرف باسم اضطرابات الهلع، وللأسف يجهل الكثيرون حقيقتها وحتى بعض الأطباء ما يدفعهم للتشخيص الخاطئ لمن يعانون تلك الأعراض، وتحدث هذه الاضطرابات على شكل نوبات من الأعراض الجسمية المفاجئة مصحوبة برعب من الموت وشعور الفرد بأنه على حافة فقدان الوعي أو الجنون.
ويذكر أن طائرة مصرية من طراز "أير باص" سقطت في البحر المتوسط الخميس الماضي على مقربة من المياه الإقليمية اليونانية، وعلى متنها 66 شخصُا من بينهم طاقم الطائرة المكون من 10 أفراد، ما أدى إلى مصرعهم جميعًا فيما لا تزال أعمال البحث الجارية على ما تبقى من حطام الطائرة أو جثث الضحايا.