قضى نصف عمره فى السجن بعد إدانته بالتورط مع آخرين فى اغتصاب فتاة، وخرج للحياة بعد 25 عاماً فلم يجد قوت يومه، ونهش الجوع جسده، وباءت كل محاولاته فى الحصول على مصدر رزق حلال بالفشل، فتمنى العودة لزنزانته حتى يحصل على قوت يومه. قال "مسعود.م" لـ"اليوم السابع": كنت شاباً كلى حيوية وطاقة، أخرج مع أصحابى بمنطقة حدائق القبة "نتفسح" فى بعض الأحيان، وأحياناً أخرى "نعاكس البنات"، وكنت متأثر بأصدقاء السوء، وكنت "دلوعة" والدى، حتى كانت النهاية المأسوية. وأضاف "مسعود": سقطت فى قبضة الشرطة لاتهامى وآخرين باغتصاب فتاة، وبالرغم من أن تهمتى كانت الشروع فى الاغتصاب، إلا أننى حصلت مثل باقى زملائى على المؤبد، وكان عمرى وقتها عشرون عاماً، وأسودت الدنيا أمام عينى، وفكرت فى مستقبلى خلف قضبان السجون. وتابع: "كنت أستعد للزواج، وبدلاً من أدخل دنيا دخلت السجن، وأصبحت خلف القضبان وحيداً، لا أحصد ولا أتذكر سوى الندم والدموع والحسرة، على سنوات من العمر أقضيها محبوساً خلف الجدران، وعمر قضيت نصفه وأنا أرتدى الملابس الزرقاء لا أعرف لوناً آخر". وتابع "مسعود": دخل السجن وخرج العشرات وأنا باقى فى عنبرى، أستقبل سجناء وأودع آخرين، حتى أصبحت بمثابة شيخ السجناء وكبيرهم، يحرصون على الجلوس برفقتى يحكوا لى قصصهم ومشاكلهم، وبدأت أتأقلم مع هذا الوضع وحاولت أنسى الأيام. واستطرد باكيا: ضاع شبابى وحيويتى داخل السجن، وأصبحت هزيلاً ضعيفاً، لم أستمتع بحياتى مثل أقرانى بالخارج، وأصبحت أفكر فى اليوم الذى أخرج فيه للدنيا لاستمتع بما تبقى من عمرى، أفكر فى الزواج حتى أنجب قبل أن أموت، أحاول أحكى للجميع قصتى حتى لا يلقوا نفس المصير، أحاول أصرخ بأعلى صوتى فى أذن الشباب "لا تستسلموا للشيطان فى لحظة ضعف، عيشوا حياتكم واستمتعوا بها". خرجت من السجن بعد 25 سنة - مسعود يواصل حديثه- واصطدمت بالواقع، فشاهدت الكبارى والطرق، تغير الرؤساء والحكومات، وموت معظم من كنت أعرفهم، وصلت بالقرب من منزلنا وتجولت فى الشارع أكثر من 3 مرات فلم أعرف أحد، حتى وصلت منزلى بعد رحلة من العناء، وعندما التقيت والدتى أخبرتنى بوفاة والدى. وتابع "مسعود": حاولت البحث عن فرصة عمل تدر لى "فلوس" حلال أنفق منها على نفسى، لكن أُغلقت جميع الأبواب أمامى لأنى "رد سجون"، حتى أعطف على "أولاد الحلال" وجهزوا غرفة صغيرة وزوجونى بها وأنجبت طفلى الصغير، لكننى للأسف لا أجد ما أنفق به عليهم، ينهش الجوع أجسادنا، ومن ثم أصبحت أتمنى العودة للسجن حتى ألقى لقمة العيش.