«احذر من اختراق كاميرا هاتفك الأندرويد وتصويرك عن بعد.. تطبيق إباحى خبيث يخترق هواتف الأندرويد ويغلقها مطالباً بفدية.. احذر أن يبتزك أندرويد»، رسائل أشبه بالفزاعات باتت تحاصر مستخدمى الهواتف المحمولة «الذكية»، من مخاطر عدة لتطبيقات نظام «أندرويد»، كان آخرها التحذير الذى أطلقه مرصد الإفتاء من تطبيق إلكترونى جديد لتنظيم «داعش» يسمى «حروف»، يستهدف تجنيد الأطفال عبر تعليمهم الحروف الأبجدية العربية باستخدام كلمات تتعلق بالحروب والأسلحة.

 

خبير تكنولوجيا الاتصال: التنظيمات الإرهابية بثت أكثر من تطبيق على الهواتف المحمولة خلال السنوات الخمس الماضية لنشر أفكارها.. والحجب أو المنع غير مجدٍ

 

«لم يعد التطرف يأتى من منابر المساجد، إنما من الهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعى»، حقيقة كشفها الدكتور شريف درويش اللبان، أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، موضحاً أن الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة فى عصر ما بعد الحداثة لم تعد تستخدم المساجد لنشر مفاهيمهم المتطرفة، إنما تطور أسلحتها التكنولوجية للعب هذا الدور، فاستخدم «أسامة بن لادن» ومن بعده «أيمن الظواهرى» شرائط الفيديو المتلفزة لنشر أفكارهم، حيث كانت تُرسل إلى بعض القنوات.

تنظيم «داعش» يستخدم الآن أحدث الأنظمة التكنولوجية لأمور عدة، على رأسها تجنيد أعضاء من مختلف أنحاء العالم، خاصة الدول التى يشعر فيها الشباب بالتهميش والقهر وعدم الحصول على حقوقهم، مثل أوضاع المسلمين فى الدول الغربية، وبالتالى أراد التنظيم استقطابهم لتدمير الحضارة الغربية بنفس أسلحتها وهى شبكات التواصل الاجتماعى، وتطبيقات الهواتف المحمولة. «درويش» أوضح أن هناك تطبيقات عديدة «أندرويد» على الهواتف الذكية تحمل مخاطر عديدة للكبار والصغار، مثل تطبيقات تعليم الحروف بالتعرف على أنواع الأسلحة، وهو امتداد لثقافة العنف لدى «داعش»، الذى يُدرب الأطفال على قطع رؤوس الدمى، وسبق أن بث أعضاء التنظيم الإرهابى على مدار الخمس سنوات الماضية أكثر من تطبيق يدعو إلى نشر قيمهم وأفكارهم، مع الحرص على أن تكون على درجة عالية من التقنية لجذب الأنظار إليها.

التصدى لتلك التطبيقات الهدامة لا يكون بالحجب أو المنع من قبل الدول، فالممنوع دائماً مرغوب، وفقاً لـ«درويش»، إنما بقيام وزارة الثقافة ومراكز تكنولوجيا التعليم بنشر تطبيقات موازية تحمل قيم السلام المجتمعى، وفيما يتعلق ببرامج التجسس واختراق الخصوصية الذى يتكرر كل فترة، فإن شركات المحمول تحاول التصدى له كل فترة، حفاظاً على سمعتها ومبيعاتها، حيث تقوم بسد الثغرات، لكن يصعب منعها تماماً، ويتم عمل دورات توعوية للمواطنين حول كيفية استخدام عدادات الخصوصية لحماية بياناتهم الشخصية.