أطلق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منصة Instant Articles للناشرين. هي ميزة جديدة تتيح لأي ناشر أن ينشئ محتوى تفاعلي مباشرة على شبكة التواصل العالمية، التي يزورها يوميا أكثر من مليار مستخدم، ليتم تصفح ذلك المحتوى بسرعة أكبر 10 مرات من تحميله عبر صفحات الموبايل ويب التقليدية.
على سبيل المثال، اضغط هنا لتجربة سرعة تحميل هذا المقال الذي يستخدم الميزة الجديدة على هاتفك الجوال، ثم افتح مقالا آخر من موقع إخباري عادي. قارن سرعة التحميل.
الخدمة التي تم الإعلان عن إتاحتها لجميع الناشرين خلال انعقاد المؤتمر السنوي لمطوري فيسبوك (F8) في سان فرانسيسكو (12-13 أبريل)، تسمح للناشر بأن يبث مقالاته مباشرة على صفحته بالموقع العملاق، ومن ثم يستطيع مستخدمو الأجهزة الجوالة (87% من مستخدمي فيسبوك يزورونه عبر الموبايل) مشاهدة المقالات، من خلال تطبيق فيسبوك، وليس على المتصفح التقليدي، وهذا يعني أنه لا يذهب إلى موقع الناشر من الأساس.
المنصة الجديدة تقدم مجموعة من المزايا المغرية، التي من المتوقع أن تجذب معظم الناشرين حول العالم، فهي بجانب السرعة الكبيرة التي تجذب نسبة إضافية من القراء قدرها فيسبوك بـ20%، فإنها أيضا تتيح للناشر أن يحتفظ بالملامح المميزة لوسيلته الإعلامية، وتبدو صفحة المقال كأنها جزء من موقعه الأصلي، فمثلا سوف ترى مقالات BBC وكأنها على موقعها، ولكن بصورة أكثر جاذبية وتفاعلا. كذلك يمكن للناشر أن يعرض إعلاناته الخاصة، أو إعلانات شبكة فيسبوك، على ما ينشره من محتوى بالمنصة الجديدة، ويجني الإيرادات.
ومن المزايا المغرية أيضا، أن الناشر يستطيع إضافة صور بجودة عالية، يمكن للقراء أن يشاهدوها بطريقة مبتكرة، فالصورة تتحرك في عدة اتجاهات لتعرض كافة جوانبها، بجودة كبيرة، وبمقدور الناشر كذلك أن ينشئ محتوى "الواقع الافتراضي"، وهو عنصر جذب كبير، واتجاه تتبناه كبرى غرف الأخبار في العالم، لأنه يلقى إقبالا ملحوظا من مستخدمي الإنترنت، ويتيح لهم فرصة للتفاعل مع المحتوى الإخباري. هذا إلى جانب مقاطع الفيديو، والبث الحي للفيديو.
هناك شيء آخر مهم. إذا نشرت مقالا على Instant Articles ونشرته أيضا على موقعك (example.com)، ثم قررت أن تضع رابطا إلى موقعك لهذا المقال على صفحتك في فيسبوك -كما تعودت أن تفعل دائما- لتجذب بعض الزوار، سوف تبحث برمجيات شبكة التواصل الاجتماعي عن نسخة من المقال في منصتها، فإذا وجدته منشورا، ستعرضه على الفور، ولن يذهب المستخدم إلى موقعك.
تقول فيسبوك إنها بطريقة ما، سوف تضيف الزيارات التي تحظى بها مقالاتك على منصتها إلى زيارات موقعك في شركات "التحليلات" مثل comScore، لكن ما قالته فيسبوك لم يشرح بصورة واضحة كيف سيحدث ذلك، ولم يكشف أيضا عن كيفية إضافة تلك الزيارات لقاعدة بيانات شركة ترتيب المواقع إليكسا على سبيل المثال.
إذن نحن أمام منصة مغرية جدا للناشرين والجمهور على حد سواء. وسوف تزداد جاذبية إذا أتيحت الخدمة بذات التقنيات والسرعة على الأجهزة الشخصية (PC).
لكن الجانب المقلق هو أنها قد تجعل الناشرين يهملون مواقعهم. إنها حالة أشبه بأنك تهمل أرضك، وتذهب للزراعة في أرض شخص آخر لأنه وفر لك أدوات متطورة، تجعل العملية أكثر سهولة، وسرعة، وربحية.
المشكلة أنك سوف تجد نفسك أسيرا لقرارات ومصالح، أو على أفضل تقدير، مصير ذلك الشخص. المنطق يقول إنه من الأفضل، أن تستفيد بما يقدمه لك من أدوات، وفرص للربح، وجذب المزيد من الجمهور لاسمك التجاري، ولكن من المهم أيضا ألا تهمل أرضك (موقعك)، وتتوقف عن رعايتها وتطويرها.