شهدت الأيام الأخيرة في سوق الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل جرام عيار الذهب 21 لأول مرة إلى 375 جنيهًا، منذ الصباح الباكر بالتزامن مع البورصة العالمية، ولم يمر سوى ساعات قليلة على ارتفاعه حتى وصل إلى 360 جنيها، حتى شهدت حركة الشراء حالة من الركود، فيما تسابق المواطنينعلى بيع مقتنياتهم الذهبية، مستغلين الأسعار المرتفعة.

كان الحظ حليفًا للشاب محمد يوسف 30 عامًا، عندما قرر الذهاب مع عروسه لشراء "شبكة الخطوبة"، منذ ما يقرب من 7 أيام، حيث اختارت بعض القطع ذات الأوزان الخفيفة، ما ساعدهما في الحصول على طقم متنوع من الذهب.

"كل همها إنها تساعدني مدفعش فلوس كتير في الشبكة.. حتى اقترحت عليا مجبش دهب أصلا.. لكن أنا صممت دا حقها"، هكذا أعرب يوسف عن فرحته بمساندة ودعم خطيبته، في عدم تكبده أموال كثيرة حتى يتمكنا من الزواج، دون مواجهة التعقيدات المالية.

 

 "نظرية التأجيل".. اتجاه اتبعته سمر وحيد 24 عامًا، منذ ما يقرب من شهرين.. حيث تعمدت تأجيل الذهاب إلى إحدى محال المشغولات الذهبية، حتى هبوط أسعار الذهب مرة أخرى فلا عزاء للانتظار، مما سيضطرها إلى الشراء في تلك الأوقات قائلة: "إيه يعني بقى لو اشترينا دبلة ومحبس.. ما إحنا كده هنفضل مستنين كتير ومش هتحصل الخطوبة".

فعلاقة الحب التي جمعت بين وحيد وخطيبها، جعلتهما لا يطيقان الانتظار وقتا طويلًا، لذلك سيعزمان على اللجوء الأوزان الخفيفة، دون الحاجة إلى ما يسمى بـ "المنظره" التي راح زمانها، وتقول: "إحنا مرتبطين بقالنا 5 سنوات فقولنا مفيهاش حاجة لما نستنى شوية يكون الذهب سعره قل.. بس لما لاقين أنه في زيادة قولنا نتخطب حتى لو بأقل التكلفة".

ووصف أحمد عزت 35 عامًا تاجر الذهب في منطقة الدقي، حركة البيع والشراء خلال الساعات القليلة الأخيرة، بأنها تكاد تكون معدومة، موضحا أن حالات الشراء للمخطوبين أصبحت حالة واحدة كل شهر، ليكن سعر "الشبكة" في المتوسط ما بين 8 إلى 10 آلاف جنيه، بينما يسعى البعض إلى اللجوء لشراء الأوزان الخفيفة من الذهب، ولا سيما من العيار 18 حيث يوجد به أشكالا متنوعة، ذات أوزان خفيفة، تصلح للشراء بأسعار أقل، وذلك لمواجهة غلاء الأسعار الذي يشهده الذهب.

وأشار عزت، إلى أن هناك بعض الفئات الذين يلجئون لـ"الفرجة" على المعروض أمامهم وشراء التقليد منه في الذهب الصيني قائلا: "أنا على قد حالها وعايزين يبقوا مبسوطين".

وتابع بعض "الزبائن" يستفادوا من ارتفاع أسعار الذهب، حيث يلجأ البعض لبيع مقتنياتهم الذهبية للحصول على أموال تُعينهم على مواجهة أعباء الحياة.

وأوضح زكريا عزمي 87 عامًا صاحب أحد محلات الذهب: "أنا بيجيلي ناس تبيع أكتر ما تشتري.. ممكن الواحد يقلع مراته غويشة ولا سلسلة عشان يكفي مصاريفه.. إحنا بقينا نشتري أكتر ما نبيع".

وتابع "الـ4 آلاف جنيه" بات الرقم الرسمي لمعظم الشباب الغير قادر على شراء "الشّبكة"، من خلال انتقاء أخف المشغولات الذهبية، موضحا أن الزبائن بعدت كل البُعد عن الذهب البلدي ذات الأوزان الثقيلة التي تلزم لها الأموال التي تعادلها، ليقول: "الشباب يادوب بيشتري الدبلة والخاتم جنبهم اليومين دول".