عرفها الجمهور من شاشات السينما في القرن الماضي على اعتبار أنها كومبارس ولم يعلموا أنها أول امرأة تمثل على المسرح بدلاً من الرجال، حيث كانت بارعة على خشبة المسرح التي لم يتمكن أن تدخلها قبلها فنانة، أنها الممثلة المصرية "صالحة قاصين".

ولدت صالحة قاصين لأسرة يهودية في القاهرة عام 1878، ونشأت مع أختها الفنانة "جراسيا قاصين"، التي هاجرت بعد ذلك إلى إسرائيل، لتترك صالحة للعيش بمفردها في مصر، ثم أشهرت إسلامها عام 1929.

أول ممثلة على المسرح 
بدأت صالحة مشوارها الفني مبكرًا على خشبة المسرح، لتكون أول امرأة تقتحم تلك الخشبة وحلت محل الرجال، وذلك بعد أن اكتشفها الفنان محمود حجازي، شقيق الشيخ سلامة حجازي، والتحقت بعدة فرق مسرحية أولهم فرقه عزيز عيد ثم مسرح نجيب الريحاني، وتألقت بجمالها وموهبتها في أشهر المسرحيات منها مسرحيه "ضحيه الغاوية"، ومسرحيه "الملك يهوب"، وغيرهم من الأعمال المسرحية ثم السينمائية، حيث مثلت أكثر من 180 فيلمًا.

أجر لم يحصل عليه أحد
وصل أجر صالحة إلى 100 جنيه ذهب شهريا في بداية مشوارها الفني بسبب تألقها، الذي استمر طوال 30 عامًا، ولكن سرعان ما اختفت الأضواء عنها ليتدبل هذا الأجر الكبير والهدايا الثمينة إلى مجرد بضعة جنيهات من نقابة المهن التمثيلية وأخرى كأجر من أدوارها الصغيرة بالأفلام والمسرحيات.

نجيب الريحاني
اشتهرت صالحة، منذ صغرها بجمالها الذي فتن الكثير من شباب عصرها، وكون لها جمهورًا عريضًا ممن يتهافتون تحت أقدامها، لعل أشهرهم الفنان القدير نجيب الريحاني، الذي أكدت الصحف على ارتباطهم بقصة حب كبيرة قبل اشتغاله بالسينما، والتي كانت السبب وراء تغيير مسار حياته تاركا وظيفته المتواضعة متجها إلى عالم الفن من أجلها؛ حيث كان يغار عليها بشدة ويطاردها في كل مكان حتى عملها لكن شاء القدر أن لاتكتمل تلك القصة بسبب الديانة، حيث كان مسيحيا وهي يهودية.

نهاية حزينة
لم تقف صالحة عند هذه القصة الفاشلة، بل استكملت حياتها بالزواج ثلاث مرات أطولهم الأخيرة التي وصفتها بأنها بأجمل فترة في حياتها، وامتدت 11 عامًا، حيث تبدلت حياتها بعد وفاة زوجها الثالث واضطرها الحال لاستأجار غرفة صغيرة بحديقة منزل الفنان جورج أبيض؛ كي تعيش هناك وتظل دائمًا في أجواء الفن، حتى وافتها المنية في أول شهر أبريل الجاري من عام 1964 عن عمر يناهز 86 عامًا بعد إصابتها بمرض ألزهايمر.