استشهاد 30 تلميذا وإصابة 26 آخرين اثر هجوم للعدو الإسرائيلي..والكوماندوز ينتقم للملائكة الصغار
 
 
 
في مثل هذا اليوم، عام 1970، وقعت أبشع المذابح اللاإنسانية في التاريخ، بينما كان أطفال  مدرسة بحر البقر، بمحافظة الشرقية، يستعدون ليوم جديد، ممتلئين بالحماس والفرحة، مودعين أهلهم ظانين أنه عائدين إليهم، وقعت مذبحة بحر البقر، التي اهتز لها العالم بأسرة، فبات هؤلاء الملائكة ضحايا وحشية الإحتلال الإسرائيلي، الذي لا يعرف طفل من كبير، ولا شيخ من إمرأة.
 كانت بحر البقر المجزرة الأولى من نوعها، في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، بالرغم من أنها ليست الأخيرة، فأصبحت تلك الواقعة أيقونة في الصراع العربي الاسرائيلي، ودافعا لجنود مصر في حرب أكتوبر عقبها بثلاث سنوات.
 
 
 
الموثقون للحدث
ستة وأربعون عاماً على رحيل الملائكة الصغار، اثر قصف غادر من القوات الإسرائيلية بطائرات الفانتوم، راح ضحيته 31 طفلاً وإصابة 26 آخرين من أطفال المدرسة، بمحافظة الشرقية، بعد سقوط 5 قنابل وصاروخين على المدرسة، التي كانت تتكون من طابق واحد يضم ثلاثة فصول،هذا اليوم الذي وثقته صفحات التاريخ، كما وثق هذا الحدث الفنانين، مثل المطربة شادية والشاعر صلاح جاهين، و شارك في التوثيق مجموعة من الصغار، الذين قدموا أغنية "بلادي يا بلادي"، والتي تضمنت بعض المشاهد النادرة واللقطات لأثار المذبحة.
 
 
 
رغبة الانتقام
 
وتزامن هذا الأمر مع وجود رغبة الانتقام، إذ تولدت رغبة ملحة من «أجهزة المعلومات» للحصول على أسرى من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وتم التخطيط - بالفعل - للحصول على أسرى من كل القطاعات بالجبهة، فركز الجيش الثانى الميدانى عمليات الرصد على المنطقة من شمال القنطرة حتى رأس العش، أو منطقة «رقبة الوزة»، حيث القوات المعادية منعزلة، ولا يوجد عمق للدفاع الإسرائيلى يحمى مواقعها.
خطة الكوماندوز
واستمرت عملية المراقبة لتحركات العدو مع دراسة الأرض «نهارا وليلا» لعدة أيام بدقة، حتى اتضح الموقف وأسلوب تحرك مجموعات الإمداد الإسرائيلى وموعد عودتها وطريقة تحركها وأسلوب حراستها، وفى نهاية مايو 1970 قررت القيادة المصرية تنفيذ العملية اعتمادا على عنصر المفاجأة، إذ تم رصد مجموعة إسرائيلية مكونة من 4 دبابات، و4 عربات مدرعة، وحافلتى ركاب إجازات، عند تحركها شمالا من القنطرة.
 
يوم العبور
 
وعبرت القوات فى ليلة « 29-30» من شهر مايو، واتخذت مواقعها مستفيدة من طبيعة الأرض والسواتر الترابية فى شرق القناة، إلى أن أفادت نقطة مراقبة فى شمال القنطرة غرب بتحرك مجموعة الإمداد الإسرائيلية المكونة من عدة دبابات وعربات نصف جنزير، بينما فضل قائد الكتيبة «83 صاعقة» عدم التدخل ضد قوات العدو المتحركة، وهى فى طريقها إلى الشمال، إلا إذا اكتشف أمره، مفضلا اشتباك قواتنا الخاصة «الكوماندوز» معهم حال العودة، إذ سيكون عنصر المفاجأة هنا أقوى.
 
لحظة الانتقام
وبعد أن حدثت الاشتباكات مع الكمين رقم 2، التابع ل «اللواء مشاه» عادت القوات الإسرائيلية مسرعة إلى حيث كانت، ولم تشعر القوات المعادية بالأبطال الثمانية ينقضون عليهم دون هوادة، وكان هول المفاجأة كبيرا، وأحدث ذعراً لا حدود له، ولم ينج من هذا الكمين سوى فرد واحد فقط - يدعى «مائير» أخذته المجموعة معها، وهى عائدة إلى الضفة الغربية من قناة السويس، إذ تم القضاء على 35 عنصرا من عناصر جيش الدفاع، التابعين لسلاح المظلات، الذى كان يمثل أعلى مستوى تدريبى بالجيش الإسرائيلى حينئذ.
 
السبت الحزين
.. لم يمهل القدر الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» للكشف عن تفاصيل العملية بالكامل، إلا أن خلفه «الرئيس الراحل أنور السادات فعل.. وقف السادات، بلهجته وعباراته المميزة، فى لقائه بعمال طنطا «يناير 1971» ليزف الخبر إلى الأهالى قائلا: «8 أولاد من أولادى بس، عبروا القناة، وادولهم درس عمرهم ما هينسوه.
 
 
وفور أن أنهى الرئيس السادات خطابه، كانت وكالات الأنباء العالمية والمحلية تتناقل تفاصيل المعركة، التى وصفتها الصحافة الإسرائيلية فى حينه بكمين «السبت الحزين»، للتدليل على حجم الخسارة الفادحة التى منيت بها قوات الاحتلال.