قال الكاتب السعودي خالد المالك إن مستقبل العرب تحكمه مجموعة اعتبارات، أهمها أنه مرهون بالعلاقة السعودية - المصرية، وأصدق هذه الاعتبارات أن قوته يستمدها من التوافق والتفاهم بين القاهرة والرياض وما من مشكلة تحل بالأمة إلا وكان حلها ومرجعيتها بالتدخل العاقل والحكيم من هاتين الدولتين، مؤكدا على التأثير والدور الذي يلعبه التحالف السعودي المصري في إضفاء القوة على المسار العربي في مجمل الأحداث.

وأضاف المالك - وهو رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) السعودية في مقاله بالجريدة اليوم /الثلاثاء/ - إن الملك سلمان يزور القاهرة بعد غد الخميس في زيارة رسمية، هذه الزيارة لا ينظر لها العالم وكأنها زيارة مجاملة لمصر شعبا وقيادة، ولا يقيمها على أنها زيارة مقابل زيارات سابقة للرئيس المصري، كان قد قام بها للرياض، وإنما هي زيارة تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والاستراتيجي، ومن أهميتها السياسية والاقتصادية، ومن الدور الفاعل لكل من سلمان والسيسي، وتأخذ وضعها أمنيا وعسكريا ضمن الترتيبات التي تتجدد بشكل دائم لجعل العلاقات الثنائية ومن ثم العلاقات العربية - العربية في وضعها الصحيح، في ظل الغليان والفوضى الأمنية التي تعصف ببعض دول المنطقة، ومن أن الخروج من هذا الوضع المأساوي لا يمكن أن يتحقق بدون التفاهم والتعاون بين الزعيمين الكبيرين سلمان والسيسي .

وتابع فى مقاله بعنوان (المملكة ومصر والعرب في ضوء زيارة سلمان للقاهرة) وليس هناك من شك بأن اهتمام العالم بالزيارة، وقراءاته المتعددة لما سينتج عنها، والتحليلات والتعليقات الكثيرة التي سبقت بدء سلمان زيارته المرتقبة لمصر، ومتابعة وسائل الإعلام لكل إشارة عنها بالآراء والتوقعات، ووضع كل الاحتمالات لمدى تأثيرها على مجريات الأحداث في المنطقة وفي العالم، إنما يعبر كل ذلك عن أهميتها، وتأكيد نجاحها قبل أن تبدأ؛ فتوقيت الزيارة يظهر تصميم الدولتين والزعيمين على رفض كل ما يخطط ويرسم لمستقبل المنطقة، طالما أنه لا يصب في مصلحة دولها وشعوبها، وإصرار الملك والرئيس على أن دول المنطقة لن تقبل بأقل من أن تكون آمنة ومستقرة، مع رفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، بحسب ما يجمع عليه المحللون، ويؤكده المتابعون، ويقول به من يرى أن المملكة ومصر هما صمام الأمان لاستقرار دول المنطقة .

وأضاف: إن من ينظر إلى الزيارة من زاوية العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر سوف يتأكد له حرص القيادتين على تطورها ونموها، والسعي إلى تحقيق التكامل فيما بين الدولتين، وصولا إلى إنجاز كل ما يخدم الشعبين الشقيقين، خاصة أن الزيارة تأتي مواكبة للاستقرار الذي تنعم به مصر الآن . 

واستطرد وفي ظل هذه الصورة المضيئة عن العلاقات السعودية - المصرية، وأهمية الزيارة بحسب ما يراه المراقبون والمتابعون، فإن أحدا لا يمكن أن ينظر إلى المباحثات التي سيجريها الملك سلمان مع الرئيس السيسي إلا أنها فاتحة خير لخروج دول المنطقة من هذا النفق المظلم، والتحرك باتجاه إعادة الأمل والعمل معا بأن تكون دولنا في وضع أفضل، من حيث الاستقرار والأمن، والوصول بالوضع المعيشي والاقتصادي إلى ما يلبي حاجة المواطنين، ويعينهم في بناء مستقبلهم .