«شاي الضحى» يواصل إمتاع الجمهور الكويتي.
فمع نسائم الصباح الجميلة، وعلى شاشات تلفزيون الكويت، يتواصل عرض برنامج «شاي الضحى»، مستهدفاً شريحة مهمة من المشاهدين في هذا التوقيت. ولعل ما جعل البرنامج يلقى الاهتمام هو اقتران اسمه بعادة حميدة من قديم الزمان في الكويت، حيث تجتمع النساء وقت الضحى لتبادل أطراف الحديث واحتساء الشاي. لكن «شاي الضحى» البرنامج يبرز هذه الأيام بطلّة جديدة ويحمل تطويراً في الأفكار، ويواكب المستجدات التي شهدها المجتمع، ويخاطب ربات البيوت والمتقاعدات والأسرة، من خلال تسليط الضوء على بعض القضايا التي تهم المرأة، وهو ما جعل القائمين على تلفزيون الكويت يسندون تقديمه إلى المذيعة أسماء السيف، التي تميزت بإطلالتها في البرامج الصباحية، ومصممة الأزياء هيا الحوطي التي تهتم بأناقة وجمال المرأة، ليسوده التنوع وتبعث فيه الروح الجديدة، وفي هذه السطور نتعرف أكثر على ملامح التطوير التي شهدها «شاي الضحى» من فريق البرنامج.
في البداية، أكدت مذيعة البرنامج أسماء السيف أن اسم «شاي الضحى» وطبيعته له خصوصية اجتماعية في الكويت، لا سيما أنه يعرض عبر بوابة تلفزيون الدولة، وهو ما جعله يشغل حيزاً لا بأس به من اهتمام المتابعين، ملمحة إلى أن وزارة الإعلام أجرت دراسات قبل تقديمه على الشاشة، ووجدت أن هذه الفترة ليس لها متابعون لدى تلفزيون الكويت، إلا أن الأمر تغير بعد انطلاقة البرنامج الذي اجتذب مشاهدة واسعة.
وقالت السيف إن البرنامج، وبالرغم من أجوائه النسوية، إلا أنه يطرح في الكثير من الأحيان قضايا مشتركة تهم النساء والرجال، ويستضيف العديد من المتخصصين والأكاديميين الرجال، لكنه يهتم بقضايا المرأة في المقام الأول، مشيرة إلى أنه مُوجه إلى ربات البيوت والمتقاعدات والأسرة بشكل كبير.
وعن محتوى «شاي الضحى» وما يحمله من أفكار، أوضح رئيس فريق الإعداد نايف النعمة أن فقرات البرنامج يوجد ما يناظرها في كل القنوات وفي التوقيت نفسه تقريباً، إلا أن ما يميّز «شاي الضحى» هو عبقه الكويتي ونكهته المحببة التي تشبه شاي الضحى، فضلاً عن إيقاعه السريع وتنوع فقراته وضيوفه بشكل ثري يواكب كل جديد في الساحة الاجتماعية، وتقديمه كل ما يهم المرأة أولاً والأسرة ثانياً، لافتاً إلى أن روح البرنامج وتأثيره الكبير جعل قيادات وزارة الإعلام تحرص على متابعته، وتوليه أهمية من خلال زيارة استوديو التقديم والثناء على العاملين فيه، ومن هؤلاء وكيل الوزارة طارق المزرم ووكيل التلفزيون يوسف مصطفى ومدير إدارة الإنتاج والمنوعات في تلفزيون الكويت محمد المسري وغيرهم.
ونوه النعمة إلى عملية التجديد والتطوير التي تشهدها الحلقات، قائلاً: «قدمنا حلقة من حلقات البرنامج من أحد المخيمات الربيعية للحديث عن أجواء الربيع والتقينا برواد البر، وانتقلنا في حلقة أخرى إلى سوق المباركية لنقل الأجواء الرائعة التي تسود هذا المكان، وكذلك قدمنا إحدى الحلقات من وسط البحر على متن أحد اليخوت، لننقل الأجواء البحرية ونقوم بتغيير (اللوكيشن)، كما قدمنا إحدى حلقات البرنامج من (بيت سدرة)، ناهيك عن التفاعل والاهتمام بالفعاليات الوطنية أثناء الاحتفالات بالأعياد الوطنية، حيث نقلنا احتفالية محافظة الأحمدي، فضلاً عن التجديد في الأفكار ومناقشة العديد من القضايا التي تهم الأسرة، ومنها التحضير للمناسبات والأفراح وغيرها»، مشدداً على أن البرنامج ينافس برامج مهمة في فضائيات لها اسمها ومكانتها.
وقال النعمة إن اختيار المذيعات جاء متوافقاً مع محتوى البرنامج، حيث تم الوضع في الاعتبار أن المذيعة أسماء السيف صاحبة خبرة مهمة في العديد من البرامج الصباحية، وقدمت برامج من قبل في إحدى القنوات الخاصة وحظيت بحضورمتميز أمام الكاميرا. كذلك هيا الحوطي مصممة أزياء وقدمت من قبل برامج في قنوات أخرى، ولها خبرتها في مجال الجمال والأزياء والاهتمام بشكل المرأة، كل ذلك ساهم في وجود شكل لإطلالة متميزة على المشاهدين، فضلاً عن وجود مخرج مخضرم يقف خلف هذا الفريق وهو المخرج سليمان الخراز الذي يقدم صورة متميزة لكل من يتابع البرنامج، لافتاً إلى أن «شاي الضحى» عادة حميمة عند أهل الكويت حين تجتمع النساء في أحد المنازل ويتبادلن أطراف الحديث ويحتسين الشاي.
من جهته، اعتبر المخرج سليمان الخراز أن برنامج «شاي الضحى»، وبالرغم من أنه يأتي ضمن مجموعة كبيرة من البرامج الصباحية التي تقوم ببثها العديد من القنوات التلفزيونية، إلا أنه الأكثر مناسبة في مضمونه ومحتواه مع البيئة والعادات والتقاليد الكويتية، مشيراً إلى أنه يعد نقلة مهمة في جذب المشاهدين في توقيت مختلف.
وقال الخراز: «قمنا بعمليات تطوير مستمرة سواء في الغرافيك أو التقارير، وكذلك في الأفكار والضيوف وطريقة الإخراج من أجل أن يواكب البرنامج كل جديد في الفترة الصباحية»، لافتاً إلى أنه يتعرض للكثير من الأحداث والأخبار التي تحدث قبل وأثناء الحلقة. وأضاف: «بذل الجميع جهوداً كبيرة، لا سيما خلال الفترة الأخيرة التي تزامنت مع الأعياد الوطنية لدولة الكويت، حيث كثيراً ما تطرّقت الحلقات إلى الفعاليات المتميزة، مبيناً أن البرنامج أصبحت له روح جديدة في كل صباح.
وحول إضافة مذيعة ثالثة للبرنامج وغياب فقرة الطبخ، أوضح الخراز أنه تم طرح فكرة المذيعة الثالثة، إلا أن المدة الزمنية لبث البرنامج لا تتحمل، حيث لا تكفي 60 دقيقة لوجود ثلاث مذيعات وتقارير وضيوف وغيرها، أما فقرة الطبخ فإنه لم يتم وضعها بشكل صريح في «شاي الضحى» نظراً لوجود مطبخ في برنامج «صباح الخير»، مشيراً إلى أنه يتم اللجوء إلى فقرة الطبخ بشكل يتناسب مع الفكرة، كما حدث في حلقة احتفال مملكة البحرين بعيدها الوطني مثلاً.
وكشف الخراز عن وجود اهتمام كبير من قبل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح وكذلك وكيل وزارة الإعلام بضرورة استمرار هذا البرنامج، مشيراً إلى أنه قد يتغير العاملون في البرنامج إلا أنه مستمر، لما حققه من حضور خلال الفترة الماضية، مشدداً على أن «شاي الضحى» وتوقيته مُوجَّه إلى العائلة في كل صباح، خصوصاً ربات البيوت والمتقاعدين.