طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" السلطات المصرية بإسقاط الأحكام التي صدرت بحق الأطفال الأربعة ومدرسهم في محافظة المنيا، الذين أدينوا بتهمة ازدراء الأديان بسبب مقطع فيديو يسخر من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا بـ"داعش"، تمَّ تسجيله في إحدى مدارس المحافظة.

ودعت المنظمة، في تقريرٍ لها، إلى إلغاء المادة التي تُستخدم في مقاضاة ازدراء الأديان من قانون العقوبات.

وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "يجب ألا يسجن هؤلاء الأطفال لتعبيرهم عن آرائهم، حتى وإن اكتنفتها سخرية غير ناضجة.. إنَّ استمرار ملاحقة المتهمين بازدراء الأديان في مصر يتناقض مع مزاعم الحكومة بتعزيز رؤية دينية أكثر شمولية".

وأضاف حوري: "السخرية من داعش أو أي جماعة دينية أخرى في شكل مزحة صبيانية ليست جريمة.. وبدلاً من تبني وجهات نظر رجعية بشأن ازدراء الأديان، على السلطات المصرية أن تحمي حرية التعبير".

وأوضَّح محامي الأطفال، لـ"رايتس ووتش": "وحدة تقنية تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون راجعت مقطع الفيديو وأرسلت تقريرًا منحازًا إلى المحكمة".

وذكر أنَّه طالب هيئة المحكمة، عدة مرات، بمراجعة محتوى المقطع للتأكد من مصداقية التقرير، إلا أنَّ القاضي رفض الاستجابة لطلبه.

وكانت محكمة جنح المنيا قد قضت، في 25 فبراير الماضي، بحبس ثلاثة أطفال لمدة خمس سنوات، وإيداع الطفل الرابع في إحدى دور الرعاية، بسبب فيديو مدته 32 ثانية، صوره معلمهم، يسخر من ممارسات "داعش" المتطرفة، كما حكمت على المعلم بالحبس ثلاث سنوات في محاكمة منفصلة.