اختير أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر الأسبق، أمينا عاما لجامعة الدول العربية، خلفا للدكتور نبيل العربي، الأمين العام الحالي، وذلك بعد موافقة جميع الدول العربية، ومن المقرر أن يبدأ مهام منصبه اعتبارا من يوليو المقبل ولمدة 5 سنوات متتالية.
وشهدت الجلسة محاولات من قطر والسودان لشق الصف العربي بطلبها تأجيل التصويت على منصب الأمين العام لمدة شهر.
وبدأت جولة المفاوضات على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفًا للدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي، والذي من المفترض أن تنتهي ولايته في شهر يوليو المقبل، بعد أن أعلن "العربي" في 28 فبراير الماضي عن عدم نيته الترشح لفترة جديدة، وهو ما جعل مصر ترشح الدكتور أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق إبان فترة حكم مبارك ولمدة 7 سنوات حتى 2011، وذك بعد تكهنات على الساحة العربية حول اسم الأمين العام الجديد.
وكانت أبرز الأسماء المرشحة وقتها أمام وزير الخارجية الأسبق هو اسم سامح شكري وزير الخارجية الحالي.
ومن المتعارف عليه أن منصب الأمين العام للجامعة العربية دومًا ما يكون من نصيب المرشح المصري الذي لا يلاقى تنافسا يذكر، اللهم إلا حالتين الأولى حينما نقل مقر الجامعة لتونس خلال الفترة من 1979 وحتى 1990 بعد رفض الدول العربية اتفاقية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وتولى المنصب وقتها التونسي "الشاذلي القليني" والذي استقال في 1990 لرفضه الحرب الأجنبية على العراق .
وكانت الحالة الثانية حينما رفضت قطر ترشح الدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في العام 2011 خلفًا للمصري الدكتور عمرو موسى، ودفعت بمرشحها عبدالرحمن العطية، والذي انسحب أمام الأمين العام الحالي الدكتور نبيل العربي.
" الصغيرة " قطر تبدأ اللعب.. و"دهر" وزير خارجيتها في وجه "العربي"
اليوم كانت الجامعة العربية على موعد جديد مع "عناد" قطر في التصويت على منصب الأمين العام، بطلبها تأجيل التصويت لمدة شهر، معللة ذلك برغبتها في حدوث توافق.
كما تجاهل وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كلمة الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، بانشغاله بالحديث مع سفير قطر بالقاهرة، مكتفيًا بتوجيه ظهره للمنصة .
وتوقف الاجتماع لأكثر من مرة وجر العديد من المشاورات داخل الغرف المغلقة بين الدبلوماسيين من كافة الدول العربية لمحاولة إثناء قطر عن موقفها المطالب بتأجيل التصويت، وهو ما تم وأعلن فوز أبو الغيط بإجماع عربي .
" الجاروش" عن "أبو الغيط": لم يكن محل إجماع
ويرى السفير على الجاروش مدير الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية، أن قطر لديها تحفظات على اسم "أبو الغيط" تحديدًا وهو ما حدث من قبل في واقعة الدكتور مصطفى الفقي في 2011، ولكن لا يمكن اعتبار ذلك أنها " مناوشات "، قائلًا : إن " مصر دولة كبيرة ولا تدخل في مناوشات مع أحد، وبالأحرى قطر.
وأشار الجاروش في تصريحاته لـ"الدستور"، إلى أن الملاحظات على اسم أبو الغيط ليست من قطر فقط وإنما هناك العديد من الدول تشارك قطر في نفس الرأي .
وأبدى مدير الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية تعجبه من إعلان مصر اسم أبو الغيط كمرشح للجامعة، في حين أنه اتضح أنه لا يوجد إجماع عربي عليه.
السفير طلعت حامد توقع عدم وجود إجماع على "أبو الغيط"
وكان السفير طلعت حامد مستشار أمين عام البرلمان العربي السابق، قد توقع في وقت سابق في تصريحات لـ"الدستور"، حدوث جدل حول أبو الغيط، قائلا: "تواجه مصر صعوبات في حال أصرّت على ترشيح الدكتور أحمد أبو الغيط معللًا ذلك بقوله: "الدول ستضع علامات استفهام عليه بسبب موقفه من الربيع العربي ومواقفه الأخرى، كما أن الاجتماع القادم للجامعة سيقام في موريتانيا، وهو ما يشكل تحديا جديدا ويوجب على مصر ترشيح اسم عليه إجماع، لأن هناك العديد من الترتيبات يمكن أن تتم في الخارج".
وأكد حامد أنه عمل بالجامعة لأكثر من 45 عامًا ويعي جيدًا ما يحدث في المطبخ من الداخل، مشيرًا إلى أن سامح شكري وزير الخارجية المصري الحالي، هو المرشح الأنسب لمنصب الأمين العام، وأي مرشح آخر لن يكتب له النجاح .
" الحفاظ على بقاء الجامعة العربية" أهم ملف في معهود للأمين الجديد
وعن أهم الملفات التي يجب على الأمين العام الجديد العمل عليها، قال السفير على الجاروش: "أنا اشفق على الأمين العام القادم فالمنطقة تشهد مرحلة تاريخية لم تمر بها من قبل من قتل وحرب وصراعات وانقسامات، وأهم ما يجب أن يقوم به الأمين القادم، هو أن يحافظ على كيان الجامعة ووجودها"، مشيرًا أن هناك بعض الدول العربية ترى أن الجامعة العربية أصبحت عبئا ثقيلا عليها سياسيًا وماديًا، ووضع دول مجلس التعاون الخليجي كمثال .
وأكد أن القوة العربية المشتركة من أهم الملفات التي يجب العمل عليها، وهو ما يدخل ضمن ملف الحفاظ على الجامعة موحدة، معربًا عن أسفه عن عدم ظهور القوة العربية حتى الآن بقوله: "أكاد أقول أن فكرة القوة العربية المشتركة معلقة، رغم ما قامت به مصر من جهود لإتمامها".
ووصف مدير الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية، أن ما تمر به الجامعة العربية حاليًا من غياب دورها بأنه "التهميش"، وقد مرت به الأمم المتحدة من قبل، مؤكدا على أن الدول العربية يجب أن تثبت رغبتها في بقاء الجامعة العربية .
" أبو الغيط " في سطور .. أكثر من 50 عاما في العمل الدبلوماسي
لأبو الغيط سجل طويل من العمل الدبلوماسي والذي بدأه في عام 1965 بعد عام واحد من حصوله على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، حيث عُين سكرتيرا ثالثا بسفارة مصر لدى قبرص في عام 1968، وتدرج في المناصب الدبلوماسية حتى عُين مستشارا سياسيا بالسفارة المصرية لدى موسكو في عام 1979، ثم المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية في عام 1982، وذلك قبل أن يعين مديرا لمكتب وزير الخارجية في عام 1991، ثم مساعدا لوزير الخارجية في عام 1996 وصولًا لتوليه منصب وزير الخارجية في 2004 لـ 2011 .