«فاصل ونواصل».. ربما غاب عن ذهن كثيرين منهم العودة مرة أخرى لبريق الأضواء ومغازلة العدسات وتصدر المانشيتات الصحفية.. إلا أنهم عادوا وأثاروا الجدل وعلامات الاستفهام.. "الدستور" تفتح ملف "الناجون من حطام يناير".
أحمد زكي بدر
وزير التربية والتعليم الأسبق، والذي تولى المنصب في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ومابين يناير ويناير الآخر، قضى "بدر" عامه الأول والأخير وزيرا لتلك الحقيبة، اختار حينها أن يقتحم عش الدبابير لكنه لم يسلم من لدغاتها، بعض القضايا حسمت لصالحه وأخرى خصمت من رصيده.
وتعد قضية الدروس الخصوصية وأزمة الكتب الخارجية والمنتقبات والحضور والانصراف بالنسبة للطلاب وحقوق المعلمين الأدبية والمادية.
ومع اندلاع ثورة الشعب في 25 يناير، طالب متظاهرون برحيله بدءا من الطلاب مرورا بالمعلمين وانتهاء بالعاملين بديوان الوزارة ليغادر لاحقا في أول تعديل وزاري تلا الثورة مباشرة.
انزوى "بدر" طيلة سنوات رغم توليه رئاسة أكاديمية أخبار اليوم حتى أعاده المهندس شريف إسماعيل مرة أخرى لتولي حقيبة وزارية مغايرة إلا وهي وزارة التنمية المحلية.
وأثارت عودة "بدر" حالة من الجدل في الأوساط السياسية والشارع، حيث طالب البعض القيادة السياسية بالابتعاد عن الوجوه التقليدية وآخرون قالوا لامانع شريطة أن يخضع الاختيار لتقييم موضوعي.
أحمد أبو الغيط
قضى "أبو الغيط" سجله المهني داخل جدران وزارة الخارجية شاغلاً العديد من المناصب مابين سفيراً لمصر للخارج مروراً بتعينه سكرتيراً بالوفد المصري في الأمم المتحدة حتى انتهي به المطاف وزيراً للخارجية في حكومة أحمد نظيف.
وتعد أبرز المحطات في مسيرة "أبو الغيط" المهنية هي موقفه من الهجوم الإسرائيلي علي قطاع غزة عام 2009 قائلا: "حماس هي السبب وراء ماحدث وأيضا موقفه من حزب الله اللبناني مرجعا إليهما السبب فيما يشهده العالم العربي من توترات وأزمات".
بعد نجاح الشعب في إسقاط "مبارك" ورحيل الحكومة غادر مبنى الخارجية وظل ظهوره قاصر المناسبات الاجتماعية.
اتجه أبو الغيط بعد ذلك لكتابة مذاكرته والتي حملت عنوان شهادتي متناولاً فيه سيرته الذاتية ودور وزارة الخارجية في عهد المخلوع مبارك وقد حاول تفنيد الاتهامات التي انتقدت أداء وزارة الخارجية أثناء فترته.
وبعد سنوات من الصمت عاد الدبلوماسي إلى الأضواء من جديد بعد أن رشح لتولي المنصب خلفا الدكتور نبيل العربي الذي رفض التجديد لولاية أخرى.
فايزة أبو النجا
السفيرة صاحبة لقب المرأة الحديدية وعدو أمريكا اللدود والتي دخلت في صدام حاد معها حين أسند لها ملف جمعيات المجتمع المدني؛ والتي قضت بحصول العديد منها على تمويلات من الخارج بهدف زعزعة الاستقرار في الوطن.
وتعد "أبو النجا" أحد الوزراء الناجين من مقصلة يناير ورغم كونها كانت أحد الوزراء البارزين في حكومة أحمد نظيف لكن لم يمنع نجاح ثورة يناير في الإطاحة بمبارك ونظامه أن تستمر في حكومات ما بعد الثورة مثل حكومة عصام شرف وحكومة الجنزوري الثانية.
ومع قدوم نظام الإخوان تم إبعاد "أبو النجا" عن حقيبة التعاون الدولي وابتعدت عن الأضواء فترة حتى أعادها الرئيس السيسي مرة أخرى بتعينها مستشارا للرئيس لشئون الأمن القومي.
أحمد درويش
شغل الدكتور أحمد درويش منصب وزير الدولة لشئون الإدارية إبان حكومة أحمد نظيف التي ثأر عليه المصريين خلال ثورة الشباب في 25 يناير.
ويعد الدكتور "درويش " واحدا من الوزراء الذي نال أداه مايشبه الإجماع من التقدير سواء من المناهضين لسياسيات حكومة نظيف أو المؤيدين.
وقد شهدت فترة "درويش" تطوراً في العديد من الملفات لعل أبرزها دوره في ميكنة العمل داخل الوزارات فيما عُرف وقتها بمشروع الحكومة الإلكترونية ودوره في إنشاء بوابة للمناقصات الحكومية ونشر تقارير تتعلق بالفساد ساهمت في توتر العلاقة بينه وبين المخلوع مبارك والعديد من الإنجازات الآخري.
نالت جهود "درويش " التكريم فقد منحته الأمم المتحدة جائزة أفضل خدمة واختارته سنغافورة كأحد أهم الشخصيات المؤثرة في الشرق الأوسط.
اختار "درويش" أن يدخل في عزلة اختيارية بعد يناير رافضا الإدلاء بأي تصريحات وعزف عن الظهور الآعلامي إلا في مرات معدودات.
وقد أسند له الرئيس السيسي ملف التنمية الاقتصادية لمنطقة قناة السويس في اختيار أشاد به الجميع مؤكدين أنه اختيار صادف أهله.