المؤسسة الإعلامية الأشهر والأكثر استقرارا في العالم العربي تقع ضحية براءة الأطفال، فلا أحد يهزم التضليل سوى البراءة في الحقيقة، لا أحد يمكنه أن يسيطر على الصغار ولا حتى شروط التعاقدات القاسية التي كانت تمنعهم من الحديث عن تفاصيل برنامج "ذا فويس كيدز" إلا بعد انتهاء الحلقات كي لا يتأثر عائد الإعلانات.
كان متأثرا للغاية السيد مازن حايك المتحدث باسم مجموعة mbc وهو يتحدث قبل أسابيع عن كيف أن المسؤلون بالقناة مشغولون ليل نهار بحماية الأطفال المشتركين في البرنامج كي لا تتأثر نفسيتهم، يمنعون عنهم مواقع التواصل ويعطونهم جوائز في حال الخسارة ويلتقون دوما بأخصائي نفسي لكي يحافظوا عليهم متوازنين، ولكنهم لم يجدوا طريقة للمحافظة عليهم من الكذب والتضليل.. الأطفال العرب لم يكن ينقصهم أبدا أن يعيشوا لمدة أسابيع طويلة في أجواء تحترف صناعة إخفاء الحقيقة لصالح "تنفيذ التعليمات"، يكفيهم دمار الحرب وتوتر الأوضاع.
فما كشفه الطفل المصري المستبعد من البرنامج أحمد السيسي قبيل ساعات من حلقة النهائيات حينما قال أن لقب البرنامج سيذهب لمتسابق لبناني يشير إلى خداع المحطة البيّن وأنهم يغرون المشاهد العربي بالتصويت ويستنزفون أمواله فيما النتيجة مقررة سلفا، ورغم ذلك الإعلانات تزداد،..لا أحد يحلم بالشفافية في مؤسسة عربية ضخمة مثل تلك، وبالطبع سيرد مازن حايك في فيديو مصور قريبا تعرضه القناة نفسها على اللغط الدائر بشأن تصريحات أحمد السيسي قائلا:"الأمر مجرد مصادفة لا أكثر".
أحمد السيسي
بالطبع السيسي سمع ما يدور في الكواليس وعرف أن المحطة ـ لأسباب تخصها ـ جهزت العدة لمنح اللقب للين الحايك "وهي متميزة بالمناسبة"، بالطبع زملاءه سمعوا القصة أيضا ولكنهم صمتوا بحكم سنهم وبحكم خبرتهم وبحكم خوفهم أيضا ولكن لأنه المتسابق الأصغر لم يعرف كيف يخفي أمرا صادما كهذا.. فماذا تريد المحطة السعودية أن تعلّم الأطفال بالظبط؟!.

على مدار سنوات كان المتابعون يشككون في نتيجة مسابقات برامج المواهب على شاشة mbc، وتحديدا في نتيجة "ذا فويس"، ففي الموسم الأول قيل أن هناك ضغطا كبيرا من عاصي الحلاني ليحصل فريق علي اللقب، وبالفعل فاز به متسابقه المغربي مراد بوريقي الذي لم يكن يتمتع بأي شعبية بعكس العراقي قصي حاتم مثلا، وفي الموسم الثاني تسرّب أيضا أن اللقب سيذهب لفريق القيصر ولمتاسبق عراقي تحديدا، وفي الموسم الثالي كان معروفا قبل الحلقة النهائية بأسابيع أن الفائزة سوف تكون نداء شرارة من فريق شيرين بالرغم من الأصوات كانت تذهب لحمزة الفضلاوي من فريق صابر الرباعي، كما أن وعد القناة لشيرين كان يظهر في ترديدها لعبارتها الساذجة "2015 بتاعتي أنا"، وهو ما كان، ورغم كل تلك الوقائع لم يكن أحدا يمتلك دليلا حقيقيا، حتى فضحهم الصغير صاحب الأسنان المتكسرة.. فما لم تضعه mbc في حسبانها أن لعبتها مع الصغار بالطبع سوف تكون أقسى ولن تمر على خير.