قرارات عدة اُتخذت فى الفترة الأخيرة لمنع النقاب، فبدأً من قرار رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار بحظر ارتداء النقاب لعضوات هيئة التدريس بالجامعة، مرورًا بمنع الطبيبات والممرضات بمستشفيات الجامعة من ارتداء النقاب أثناء أدائهن عملهن، والتى تبعها حملة "لا للأحزاب الدينية" التى أنشأت مبادرة "امنعوا النقاب" لتعميم هذا القرار على جميع الجامعات والمستشفيات فى مصر وليس جامعة القاهرة فقط. وتطور هذا الأمر فى الآونة الأخيرة بعد تصريح علاء عبد المنعم عضو مجلس النواب، المتحدث بإسم دعم مصر أن هناك مشروع قانون يتم الإعداد له لمنع النقاب بالمؤسسات العامة والمرافق؛ لأن من حق كل مواطن أن يرى هوية من يتعامل معه دون إخفاء.

وللاستطلاع الرأي سألنا عدد من المنتقبات، إذا طُبّق القرار هل سيتخلين عن ارتدائهن النقاب من أجل الاستمرار فى العمل أم لا؟ البداية كانت من أمينة التى ارتدت النقاب منذ عام 2008، وأثناء دراستها فى العام الجامعى الأخير مُنعت من السكن فى المدينة الجامعية بسبب ارتدائها النقاب، وعندما خُيّرت بين ارتداء النقاب أو السكن فى المدينة الجامعية فضلت السكن على نفقتها الخاصة عن أنها تتخلى عن النقاب، وفور اجتيازها المرحلة الجامعية وحصولها على تقدير امتياز فى احدى كليات جامعة القاهرة، رفضت الجامعة تعيينها لأنها ترتدى النقاب.

وتقول أمينة "مرضتش استغنى عنه فى الحالتين فى السكن الجامعى وفى التعيين فى الجامعة اللى كل الناس نفسها توصله، أنا دلوقت بشتغل فى مجال الترجمة فى احدى الشركات ولو هيمنعونى عشان لابسه النقاب يمنعونى مش عايزة الشغل انا عايزة النقاب".

أما نهاد فرأت أنها ترضى الله بارتدائها النقاب فهى تعمل مدرسة بإحدى المدارس لطلاب ذكور فى المرحلة الإعدادية وتسمع الكثير من السخرية من الطلاب فى مثل هذه المرحلة، كما تسمع سخرية بعض زملاؤها وإلحاح البعض الآخر لكى تخلعه وتتعامل معه حسبما قالت بـ"عدم اكتراث"، أما إذا طُبق هذا القرار فى الدولة فهى لن تتخلى عن ارتداء النقاب تحت أى ظرف، فهى تفضل الجلوس فى المنزل على أن تخلع النقاب الذى ارتدته بكامل ارادتها. بينما تذكر فاطمة التى تعمل طبيبة فى احدى العيادات الخاصة أن النقاب لديها فكرة غير قابلة للمناقشة، فهى ترى أنها لا تضر أحد مطلقًا بارتدائها إياه، بل تود أن تصبح كل الفتيات مثلها، وتروى فاطمة "مش احنا اللى بنأذى الناس الناس هى اللى بتأذينا بالسخافات اللى بنسمعها، انا كنت واحدة من الناس اللى بتتريق على المنتقبات قبل ما البسه لكن دلوقت ربنا يغفرلى".

وعندما وجهنا إليها سؤال هل من الممكن أن تستجيبى لهذا القرار إذا طُبّق؟ ردت "الأرزاق على الله مش هخلعه غير لما أموت".