الاحتفال بمولد الإمام الحسين، رضوان الله عليه، يمثل مناسبة عطرة لجموع المصريين من شتى المحافظات والمستويات التعليمية، فلا تقتصر المشاركة بالمولد على أصحاب التعليم المتوسط، بل يصل الأمر إلى حضور مسؤولين كبار خلال مظاهر الاحتفال.. "مولد الحسين" يأتي مرتين كل عام، ففى 3 شعبان يحتفل المصريون من محبي آل البيت الكرام بمولد حفيد المصطفى، عليه السلام، وفي تلك الآونة المولد الكبير وهو ذكرى دخول الرأس الشريف من عسقلان إلى القاهرة، والذي استقر بالمشهد الحسيني في مسجده بحي الجمالية، حسب بعض الروايات.
ذكرى دخول الرأس الشريف التى يتم الاحتفال بها على مدار الأسبوع الجاري، ومن المقرر أن يشهد يوم الثلاثاء المقبل الليلة الكبيرة التى يشارك فيها ويحييها شيخ المداحين الشيخ ياسين التهامي، ونجله محمود التهامي نقيب المنشدين والمبتهلين، إذ تمثل تلك الذكرى نفحات وحبًّ لدى جموع الصوفية، بينما تعد معركة شرسة بين التيارات السلفية والشيعية.
السلفية ومولد الحسين
التيارات السلفية تحمل على عاتقها الكثير من المتابعة لمظاهر الاحتفال بمولد الحسين، سواء الأول أو الثاني، بينما توجد تلك التيارات وبكثافة وبقوة في الاحتفال بذكرى دخول الرأس الشريف، وذلك لرصد وجود الشيعة والعمل على منعها من الوجود بالحسين, فالتيارات السلفية تنظر إلى الاحتفال بالحسين على أنه بدعة وعمل مكروه، ويجب القضاء عليه، غير أن قرار وزارة الأوقاف بالتنسيق مع المشيخة والطرق الصوفية حجم من تلك النظرة السلفية لمولد الحسين وجعلها تقتصر على مقاومة وجود الشيعة.
مولد الحسين لدى الصوفية
هذه الذكرى تجلب الكثير من النفحات والروحانيات لجموع المتصوفين بمصر وبالخارج، حيث تحرص طرق الصوفية المسجلة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية وعددها 76 طريقة طبقًا للقانون قم 118 لسنة 1976، على المشاركة وبقوة، وكذلك الطرق غير المسجلة وعددها أربعون طريقة، أشهرها "الطيبية" التى يترأسها شقيق شيخ الأزهر الشيخ محمد الطيب. إذ تحرص الصوفية على إقامة العديد من السرادق لتقديم مختلف الأطعمة والمأوكلات والمشروبات لزوار الحسين، بينما تقيم كل طريقة الحضرة الخاصة بها عقب كل صلاة بصحن الحسين.
وفي الليلة الكبيرة تحتفل المشيخة العامة بالمولد بمؤتمر عام يحضره الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية.
الشيعة.. العين الخائفة بمولد الحسين
الشيعة يعدون محل الخلاف والجدل في إحياء تلك الذكرى، ليس نتيجة تربص السلفية بهم، ولكن بقدر ما لديهم من طقوس مختلفة وغريبة على المجتمع المصري في إحياء ذكرى مولد الحسين، ولعل من أبرز العادات التي تميّز الشيعي عن غيره من زوار الإمام الحسين بمولده هو قيامهم وحرصهم الشديد على مسح أحذية زوار الحسين. وتعد تلك العادة راجعة إلى التحلي بالتصرفات والعادات التي تحدث في العراق، خصوصًا في الأربعينية وذكرى استشهاد الإمام الحسين بكربلاء، حيث تقيم الحوزات الشيعية العديد من السرادقات لخدمة زوار الحسين من مأكل وغير ذلك من الخدمات.