يدّون اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، عددًا التفاصيل والحقائق التي شهدها خلال فترة توليه مسؤولية الداخلية، تمهيدًا للانتهاء من كتابة مذكراته عن فترة عمله، خاصة الـ18 يومًا لثورة 25 يناير وكواليسها.

وشكلت مذكرات «العادلي» شهادات مهمة عن مرات فترة مسؤوليته للوزارة خاصة الفرة التي عاشتها الشرطة المصرية بعد قيام ثورة يناير، وجهوده في مواجهة الإرهاب، وذلك بحسب ما قالت مصادر مقربه من «العادلي» في تصريحات صحفية.

وعرض «العادلي» في مذكراته، إنجازاته في مواجهة الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، مع توليه المنصب يوم 17 نوفمبر سنة 1997، عقب الحادث الإرهابي بالأقصر، وكيف قضى عليه دون أن يسقط عدد كبير من رجال الشرطة.

ويعلن «العادلى» لأول مرة عن تفاصيل محاولات اغتياله أكثر من مرة على يد الجماعات الإرهابية تارة والعناصر الإجرامية تارة أخرى، ويعترف بأنه أخطأ في بعض الأحيان، واتخذ قرارات خاطئة، ثم يعود ليبرر ذلك بأنه «بشر» كما أنه كان حريصاً على أخذ رأى القيادات الأمنية في كثير من المواقف، لافتاً إلى أنه رغم التوسعات العمرانية التي شهدتها البلاد، إلا أن نفس أعداد رجال الشرطة استطاعت حماية الوطن داخلياً.

ويرى «العادلي» في مذكراته أن الأسباب التي أدت لتفاقم الأمور قبل 25 يناير، ما أدى لزحف المتظاهرين للميادين، ومنها ترديد مصطلح التوريث وارتفاع نسبة البطالة والأسعار واختفاء السلع الأساسية والمطالبة بمزيد من الحريات.

ويفجر «العادلي» عددًا من المفاجآت، على رأسها «أنه حاول أكثر من مرة تنبيه النظام بخطورة الأمر قبل 25 يناير، حيث رفع تقارير أمنية عن غلاء الأسعار وسوء الأحوال»، مؤكدا أن الشرطة تحملت عبء الأخطاء السياسية طويلاً، وكانت تحاول جاهده الخروج من هذه المواقف.

ويسرد وزير الداخلية تفاصيل الأيام السابقة لـ25 يناير والتالية لها، حيث أوضح أن التظاهرات كانت بسيطة فى بداية الأمر، ولم يتخط الأمر إلقاء حجارة من المتظاهرين على رجال الشرطة.

وقال وزير الداخلية الأسبق فى مذكراته، «إن الشرطة لم تستخدم السلاح في مواجهة المتظاهرين، وأن الداخلية لو كانت تريد استخدام الرصاص لاستخدمته في أحداث 6 إبريل بالمحلة سنة 2008». واعترف «العادلي» في مذكراته أن معلوماتهم عن أعداد المتظاهرين جاءت مغلوطة، حيث توقعوا أن العدد لن يزيد عن 400 ألف في كل المحافظات، ولكنهم فوجئوا بالحشود.