"الجدع جدع والجبان جيان بينا يا جدع ننزل الميدان"، على صوت الشيخ إمام تجمع المصريين فى ميدان الثورة، جلسات الحديث التى لا تنتهى، والمناقشات السياسية ليل نهار، وغيرها من الأجواء التى عاشها الثوار على مدار 18 يوم من ثورة الـ25 من يناير، اختلطت فيها دموع الفرح بالحزن، والفرحة بالندم، والخوف بالشجاعة، تذوقوا فيها مرارة الإنكسار وحلاوة الانتصار، بعد أن دب الخوف فى قلوب علية القوم من هم سكنوا القصور لسنوات وأفسدوا فى الأرض، مشاعر لم يعرف طعمها المصريين من قبل، لحظات خاصة يعيشها الثوار، مرور السنوات لا تجعلهم ينسوا ما حدث على مدار هذه الفترة، حلم لم يفسده إلا قليلاً من التعنت والغباء والغدر، فى ذكرى الثورة الخامسة، نسترجع مشاهد من ميدان الثورة، وقت أن كان المصريين على قلب رجل واحد فى مواجهة الفساد، نرصد كيف تجمع المصريين حول طعام واحد ليس كما أدعى الكارهين، مشاهد من الميدان فى ذكرة الثورة الخامسة تذكرك بما مضى...

المحشى..

من أحد أشهر الأكلات التى ميزت الميدان فى ثورة الـ18 يوم، وكانت هى هدية الأم المصرية للثوار فى هذا الوقت، حيث يحكى الكثير من الثوار أن هذه هى الوجبة الوحيدة التى كانت عظيمة داخل خيام ميدان التحرير، فى الوقت الذى كان يتهمهم البعض بالعمالة والحصول على أموال من دول أجنبية.

الفول والطعمية..

كانت هى الصديق الصدوق لهم فى ميدان التحرير وكانت هى السند فى أوقات الشدة، فقد مر الثوار بظروف غاية فى القسوة، كانوا يجلسون لفترات طويلة دون أى طعام يذكر، بسبب النقص الشديد فى الأسواق فى هذا الوقت من الثورة، فما كان عليهم إلا تناول أى وجبة تساعدهم على الاستمرار فى المقاومة.

البطاطا شريكة ليالى البرد والخوف..

كل من شارك فى ثورة يناير يستطع أن يتذكر جيداً هذه اللحظات الخاصة التى كانت فيها البطاطا حليفاً لهم فى أوقات الجوع الشديد، وكانت بديلاً للكثير منهم عن الطعام الذى من الصعب الحصول عليه، كما أنها كانت سند حقيقى وشريك للثوار فى ثورتهم على الظلم والطغيان.