“لتجد نفسك عليك أولا أن تعرف نفسك”.. العثور على شخصيتك الحقيقية تجربة كاشفة تتيح لك أن تصبح مكتفياً ذاتياً وأن تقوم بما يفيدك في حياتك، فشعور عدم اكتشاف نفسك يصعب وصفه، وعندما لا تعرف هويتك الحقيقية فمن الصعب تجاهل هذا، كل هذا ليس مهمة سهلة لكنها بالتأكيد تستحق المحاولة.

إيقاظ ضميرك
دون شريطاً زمنياً لحياتك. سجل كل الأهداف الهامة التي تشعر بأنك حققتها أو التي تريد أن تحققها، وبالترتيب اكتب تلك التي شكلت شخصيتك وأثرت في تكوينك. عندما تواجهنا الحياة بالمصاعب والمشاكل فإنها تحدث تغييرات جذرية في طريقة تفكيرنا، هكذا تشكلنا الخبرات الحياتية لنصبح ما نحن عليه، إن هذه الأحداث التي تكتبها هي مكون رئيسي من شخصيتك وليست مجرد انعكاس لمجتمعك.

ليس الهدف الندب أوالتباكي، بل معرفة وتوضيح المشاكل، فقد يكون هناك ما يمنعك من إطلاق العنان لقدراتك ومعرفة نفسك على حقيقتها، لذا اقض بعض الوقت في تأمل واستيضاح الماضي وفي شريط حياتك أداة ممتازة تتيح تحديد أحداث الماضي التي تعتبرها مهمة بموضوعية، مع النظر إليها كوحدات بنائية لشخصيتك وتجارب مهمة غيرت حياتك بدون أن تحملها بالكثير من العواطف (كما قد يحدث أثناء كتابة اليوميات)، كأنك تكتب سيرة ذاتية لوظيفة، اكتب بلا تعقيد أومبالغات وركِّز على الأحداث الرئيسية والدروس المستفادة من كل حدث في الماضي.

عند تحليل تجارب الماضي السلبية، ركز على ما تعلمته منها، ففي شريط حياة كل إنسان عثرات لكن التهويل أو التقليل منها لن يفيدك، وبدلاً من هذا استوعب أن هذه التجارب ساهمت في تشكيل شخصيتك وما أنت عليه الآن، أفصل أفكارك الخاصة عن أفكار الآخرين، فمعظم الناس وهذا شائع من السهل خوض غمار الحياة منقادين لما يحيطهم من أفكار وظروف.

نحن عملياً نقدم خارطة طريق عن “واقع الحياة”، لذا اذهب إلى المدرسة، احصل على وظيفة، تزوج، فكر هكذا ولا تفكر هكذا، وفجأة تنتهي الحياة، هذا ليس بالأمر السيئ هو بالتأكيد يفي بالغرض إلا أن هذا لا يترك مساحة خاصة لك لإبداعك وأفكارك الخاصة، لذا اكتب في نهاية الشريط الزمني بعض معتقداتك الخاصة التي لا تستند إلى المنطق بل إلى ما قيل لك في حياتك من الآخرين، فجميعنا لدينا مثل هذه المعتقدات .. والآن، ماذا تظن؟.

إن المجتمع يقوم بطريقة خفية بتصنيف الجميع، حيث يدين “الفشلة” ويمجد “الجمال” وينبذ “الغرباء”، لكن انتبه هذه الأوصاف والتصنيفات ليس لها أساس في الواقع، كيف تشعر تجاه العالم من حولك، فكر فيما تظنه أنت جيداً أوسيئاً، وليس ما قيل لك من أي شخص آخر.

حاول التفكير بعمق، هل تتفق فعلاً مع توجهات والديك السياسية ومعتقداتهم الدينية، وهل حقاً مسيرتك المهنية هي أكثر ما يهمك، وهل ارتداؤك للنظارت السوداء السميكة يجعلك تشعر أنك أكثر أناقة، إن كانت الاجابة لا، فهذا ممتاز، لا توجد مشكلة في عدم تقبلك للقناعات المسبقة السائدة، الآن كل ما عليك فعله هو نسيان ما تم تلقينك إياه وأن تتعلم من جديد معتمداً هذه المرة على حدسك أنت.

إبدأ بالاعتماد على نفسك، فالثقة بالنفس والاعتماد على الذات أساس اكتشاف ذاتك، إن لم يكن لديك إحساس صلب بأهميتك فإنك ستميل دائماً لآراء الآخرين وإلحاحهم وما يعتقدون أنه الصواب، لذا تعلم أن تؤمن بنفسك وتثق بمشاعرك، فعندئذ ستجد طريقة لتنمية إحساسك بالذات ومعرفة نفسك، وتذكر أن تكون صبورا مع نفسك وأن تثق بقدراتك، كل شيء سيأتي مع الوقت.

إن كنت ضحية اضطهاد في الماضي، واجه هذه المشكلة، فهي لن تمحى من تلقاء نفسها وقد تظل للأبد تؤثر على سلوكك اليومي في الحياة، مسببة إياك أن تخضع لتوقعات الآخرين وتطلعاتهم بدلا من تطلعاتك الخاصة، وإبدأ بالثقة بقراراتك وطريقة حكمك على الأمور، حتى بأخطائك، كلنا نقوم بارتكاب الأخطاء، إلا أنه من خلالها ننمي أنفسنا ونتعلم ونصل إلى معرفة أنفسنا حقاً.

إبدأ بتحمل مسؤولية ميزانية المنزل ومتطلباته والتخطيط للمستقبل، فالأشخاص الذين لا يؤمنون بأنفسهم عادة ما يفضلون تجاهل “التفاصيل” الحياتية، معتقدين أن الأمور سترتب من تلقاء نفسها، إلا أن الأمور لا تحدث بهذه البساطة، لذا تحمل المسؤولية يخرجك من حالة انعدام الوزن ويعلمك الاعتماد على النفس والثقة بها بدلا من التخبط بين أمواج القدر.

استعد للبداية من جديد. قم بتطوير سلوكك الأخلاقي الخاصي بك والتزم به، ابدأ بالتغلب على العادات الضارة، توقف عن التدخين والإكثار من الطعام والإفراط في المشروبات الروحية، فهذه أمثلة على التصرفات المثبطة للهمة التي ستمنعك من الاستفادة بكامل طاقتك، كما أنها توفر مهرباً لك من التفكير في حياتك بدلاً من التفكير في إضفاء السعادة عليها بدون الاعتماد على أي من هذه العادات الضارة، هذه الخطوة قد تتطلب كثير من التأهيل من بعض الأشخاص لكن التكاسل عن أدائها لصعوبتها لن يجعلها تختفي، وتذكر دائماً أنك لن تدفع حياتك للأمام إذا ظللت تنظر خلفك.

رتب حياتك، فقد تجد أن ترتيب متطلباتك الحياتية يعجل من وصولك لمعرفة نفسك، ونظم غرفتك، قم بواجباتك المنزلية، صف علاقاتك الاجتماعية مع هذا الصديق أوذاك، فتصفية ذهنك من مثل هذه المشاغل سيتيح لك الوصول إلى نفسك بطريقة أسهل.

لدى كل منا أعذار لتبرير عدم تنمية أنفسنا كما نريد، قد يكون العذر هو المال أو الانشغال بعمل أو دراسة أو زواج أو أيا يكن، إن كنت مشغولاً قم دائماً باتخاذ ما يمكنك من خطوات لتوفير بعض الوقت وتخصيصه لمواجهة هذا الأمر، إن لم يكن على قمة أولوياتك فلن تنجزه أبداً.

تغلب على ظروفك
انعزل عما ما يحيط بك، وأعط نفسك بعض الوقت والمساحة للتخلص من توقعات الآخرين ومحادثاتهم وضوضائهم، وانعزل عن الإعلام وضغوط المجتمع، وخصص بعض الوقت كل يوم للمشي والتفكير، واجلس في أي حديقة وتأمل، وقم بقيادة سيارتك في طريق هادئ وفكر أيا يكن ما تفعله، وابتعد عما يشتتك عن التفكير في حياتك وما تخططه لمستقبلك، في عزلتك ستشعر بالحرية والثقة بلا خوف أووحدة أواحتياج.

كل شخص يحتاج لبعض الوقت مع نفسه مهما كانت مرحلته العمرية، وسواءا كان الشخص اجتماعياً أو انطوائياً، مرتبطا أ وأعزب، فالعزلة هي وقت لتجديد النشاط ومشاورة النفس، أو وقت للشعور بالسلام وإدراك أن “الوحدة” ليست بالشيء السيئ بل هي جزء مما قد يحرر نفسك، جزء من تكوينك، إن كنت شخصاً مبدعاً، قد تجد أن بعض الوقت وحدك يفيد في تنمية موهبتك، والتشاور مع الآخرين مفيدا أحياناً لكن يصعب إطلاق العنان للإبداع وهو محاط بالآخرين.

ابحث عن هدف، فعندما تؤمن بشيء ما أو ترى الجمال في شيء ما يجب عليك أن تفعله بغض النظر عن ما قد يظنه أي شخص آخر، إن كنت وجدت شيئاً يستحق مجهودك وتضحيتك من أجله، فقد وجدت أهم طريق في حياتك، وهذا الطريق قد يقودك في النهاية إلى ما يتم سعيك في الحياة تماماً، المهم أن تدرك أنه لا يهم ما هوالهدف، فقد يكون منع مجاعات الأطفال أو الرسم، حين يتعلق الأمر بالشغف بهدف معين فلا يوجد مقياس، إما أن تشعر به أولاً، ليس أي منهم أفضل من الآخر، وعندما تجد شيئا يدفعك للقفز من سريرك صباحاً تمسك به. هذا ما سيساعدك على تنمية ذاتك.

في أي خطة لتنمية الذات من الضروري وجود نظام دعم ومساندة، لذا لن يفهم العديد من الناس ما تمر به وسيعتبرون أنك تعاني من بعض التغيرات المزاجية وسيقومون بصدك، استعن بالناصح ليوجهك فيما تمر به من مواقف من هذا النوع، سيساعدك بالتأكيد.

حدد مسيرتك المهنية، فإن كنت كثير التنقل بين الوظائف باحثاً عن ما يناسبك، قد يكون معنى هذا أنك في أعماقك لا تشعر بالسعادة، وقد يكون تغيير الوظيفة مجرد عذر تتعلل به لعدم إدراك مقوماتك الشخصية، سيساعدك الاهتمام بما تحب عمله في العثور على ذاتك، إن لم تكن في حاجة ماسة للمال، فما العمل الذي تفضل أن تقضي فيه يومك؟ وكيف يمكنك أن تكسب المال من هذا العمل؟.

قم بتخصيص بعض الوقت للتفكير الحر، وفكر فيما تحب وما لا تحب، أبعد من هذا في أي فكرة تطرأ على بالك وقم بكتابة خواطرك ثم عد مرة أخرى للتفكير في مسيرتك المهنية وانظر إلى ما كتبته خلال تداعي الأفكار الحرة، مثل ما هو نوع الوظيفة الذي قد يرتبط أكثر بالأفكار التي أثارت اهتمامك وحمستك خلال تفكيرك الحر؟، يقوم التفكير الحر بالأساس على محاولة البحث عما يثير السعادة وسط ركام الواجبات والتوقعات التي يفرضها عليك العقل الواعي.

على أي حال لا يجب أن تنسى أنك قد لا تستطيع أن تجد عملاً قريباً مما أثار حماسك، إن حدث هذا فعليك أن تقوم بإحداث توازن بين حياتك وعملك مما يتيح لك البحث عن ذاتك خارج العمل، حتى إن كان هذا يعني أن تعمل وقتا أطول، ليس هذا صعباً إن تذكرت أنه في سبيل البحث عن إحساس دائم ومستقر بالنفس.

غير رؤيتك للعالم
تخلى عن الشعور بالرغبة بأن يحبك الجميع، وتقبل أن بعض الناس لن يشعروا بالود تجاهك بغض النظر عما تفعله لتغيير هذا الشعور، من المهم أن لا تنشغل بآراء الآخرين فيك لأنك لن تستطيع إرضاء الجميع، وكما لا تريد إحباط الأشخاص المقربين إليك، فيفترض بهم كذلك أن يرغبوا في إرضائك، ما دمت تعيش دائماً محاولاً تطبيق أفكار الآخرين عما يجب أن تكونه، فإنك لن تتوصل أبداً لمعرفة حقيقة نفسك، ولا تضيع عمرك في محاولة إرضاء الآخرين مسبباً لنفسك التعاسة.

عليك إدراك أن بعض الناس يشعرون بالغيرة أو الخوف أو التعجب تجاه الشخص الذي يقوم بتغيير عاداته وتطوير شخصيته ليصبح أكثر نضجا وحبا للذات، وبعض الناس كذلك قد يحبون هذ، هذا التغير الذي تقوم به هو تهديد لعلاقاتك الاجتماعية القائمة، كما أنه يجبر من حولك على إلقاء نظرة قاسية على حياتهم الخاصة وهو ما قد لا يرغبون بالقيام به، أعط بعض المساحة لهؤلاء الناس وأظهر تعاطفك تجاههم، وستعود العلاقات معهم بمضي الوقت، إن لم يحدث فتجاوز هؤلاء، فأنت لست بحاجة إليهم لتجد نفسك.

تخلَّ عن الأفكار السلبية، فقد يبدو هذا غامضاً بعض الشيء إلا أنه ليس صعباً، حاول التقليل من إصدار الأحكام على الآخرين أو حتى على نفسك. سيساعدك هذا لسببين الأول أن التفكير الإيجابي ينمي النفس ويؤدي إلى شعور بالسعادة لا يتوفر غالباً عند شعور المرء بالضياع، والثاني هو إتاحة الفرصة للاستفادة من خبرات جديدة أومعرفة أشخاص جدد ممن قد غضضت الطرف عنهم من قبل، وهذا سيفتح لك هذا آفاقاً جديدة، ويدخلك إلى عالم قد يكون أفضل قد تجد فيه المكان الذي يناسبك وتحقق به أحلامك.

حاول أن تقوم كل يوم ببمارسة شيء “غريب” أو ” غير منطقي” أو حتى “غير مريح”، فالخروج من قوقعتك سيؤدي إلى أكثر من تعلم خبرة جديدة، سيجبرك كذلك على أن تعرف نفسك أكثر. ما تقدر عليه وما تحبه وما لا تحبه وما كنت تفتقده في حياتك من قبل.

اسأل نفسك. اطرح أسئلة صعبة وبعيدة المدى على نفسك وسجل إجاباتك. في غير وقت عزلتك قد يكون من السهل أن تتراجع هذه الأفكار المثمرة إلى خلفية تفكيرك وأن تمحى من ذهنك، إن قمت بكتابتها فستتمكن في كل مرة تتأمل فيها أن تراجع ملاحظاتك وتنقحها وتتقدم خطوة للأمام بدلا من إعادة الإجابة على نفس الأسئلة. أبق ملاحظاتك في مفكرة واحتفظ بها في مكان يسهل الوصول إليه. ستساعدك في قياس تطورك خلال الحياة. ها هي بعض الأسئلة لتساعدك على البدء:

“إن كنت أمتلك الكثير من المال لدرجة لا تجعلني في حاجة لكسب رزقي، ما الذي سأريد فعله في حياتي؟ ولماذا؟” ربما ستمارس الرسم أوالكتابة أوالزراعة، أو حتى اكتشاف أحراش الأمازون المطيرة. لا تحجم خيالك.

“ما الذي يمكنني أن أنظر إليه في ماضي وأقول أني لم أندم عليه أبدا؟” هل ستندم على عدم تجربة السفر خارج البلاد؟ هل ستندم أنك لم تصارح الشخص الذي أحببته بمشاعرك؟، أم ستندم على عدم إمضاء ما يكفي من الوقت مع عائلتك عندما كان هذا ممكناً؟ هل ستندم على الاحتفاظ برؤيتك المتفردة للمجتمع لنفسك وعدم طرحها على من حولك؟ هل تماهيت مع رغبات الآخرين والأعراف والتقاليد أكثر مما ينبغي؟ هذا السؤال قد يكون شديد الصعوبة.

“كيف أصف الشخص الذي أود أن أكونه في ثلاث كلمات فقط؟”. جريء؟ متفتح الذهن؟ صادق؟ مرح؟ متفائل؟ غير جدير بالثقة؟ لا تخشَ استخدام ما قد يعد مصطلحاً سلبياً لأن هذا يثبت أنك إنسان فعلاً ولست مجرد مجموعة من الصفات المنتقاة لتعجب الآخرين، أحياناً بعض الصفات التي لا تعجبك قد تنفع حين الضرورة، كأن تكون متسلطاً.

هذا قد يفيد في إتمام الوظيفة التي تود القيام بها، إن كنت بالفعل تمتلك صفة سلبية، قد يدفعك الاعتراف بها لمحاولة تحويلها إلى شيء إيجابي، حاول استغلال هذه العادة السيئة في تنمية هواياتك، إن كنت مثلاً  لا تهتم كثيراً بنظافة ملابسك فجرب أن تخيم في الخلاء لبضعة أيام، ربما تجد فيه هوايتك الجديدة، حتى الرقص يمكنك استغلاله بشكل إيجابي، هل تتكاسل أحيانا عن بعض المهام؟، ربما يمكنك أن تحاول استبدالها بمهام أخرى لا تثير الملل لديك بنفس القدر.

“من أنا؟”، ليس هذا سؤالاً تطرحه على نفسك مرة واحدة، يجب أن تطرحه خلال رحلة حياتك، فإعادة اكتشاف ذاتك باستمرار من خلال حياتك هو شيء صحي للغاية، فهو يتيح تنمية فهمك لذاتك وما طرأ عليك من متغيرات، بدلاً من أن تتساءل عمن يفترض بك أن تكون، لذا ركز على ما أنت عليه بالفعل لأنه جيد على علاته.

الاستقرار في شخصيتك الجديدة
تصرف بناءً على ما عرفته عن نفسك، واستخدم معرفتك المكتسبة وافعل ما تريد، اكتب قصة أو ارسم صورة، أو خطط لرحلة، وتناول العشاء مع عائلتك، ابدأ بتأليف النكات وإضحاك من حولك، وصارح الآخرين بآرائك، كن صادقا، أيا يكن ما قررت أن تكونه، عليك أن تبدأ من الآن.

قد تتعلل بأعذار كضيق الوقت أو الفقر أومسؤوليات العائلة ... إلخ، وبدلاً من اصطناع الأعذار خطط لتجاوز العقبات، يمكنك أن تخصص وقت فراغ لنفسك وأن تكسب المال وتتحرر لبعض الوقت من مسؤولياتك إن امتلكت الشجاعة الكافية لتحاول وتخطط للقيام بهذا، أحياناً قد تتوارى نفسك عن مواجهة المصاعب الحياتية لأن هذا يعني أن تواجه ما كنت تعتقده حدود قدراتك، خطط جيداً لما ترى أن تصل إليه، وكيف تصل إليه بدلا من انتحال الأعذار التي ستوقفك عن الوصول إلى حلمك.

استعد لمواجهة العقبات، فالبحث عن الذات يكمن في الرحلة وليس الوصول إلى هدف معين، وفيها ستتعلم بالتجربة والخطأ، هذا هو الثمن الذي ستدفعه لقاء ما تبغاه من رضا، كثيراً ما قد تصطدم بعقبات أثناء الرحلة، وقد تسقط أحياناً على الطريق، استعد لإدراك وتقبل أن هذه السقطات والصعوبات هي جزء من رحلتك، واعقد العزم على أن تقوم دائماً وتكون أكثر استعداداً للبدء من جديد.

لن يكون هذا سهلاً، ولم يكن أبداً سهلاً على أي شخص، لكن إذا تعلمت أن تنظر إليه كإثبات لمدى رغبتك في الوصول إلى نفسك فستشعر بالرضا والثقة خلال بحثك، عندما تكتشف ذاتك سيعاملك معظم الناس بلطف واحترام، والأهم أن ثقتك ستفيدك كما ستنعكس على الآخرين، معززة من إحساسك وإحساسهم بالرضا.

ساعد الآخرين، كما قال غاندي “إن أفضل طريقة لاكتشاف الذات هي الانشغال بمساعدة الآخرين”، فالتفكير الذاتي بدون محاولة مساعدة الآخرين قد يؤدي بك في النهاية إلى الميل للانطوائية والانزواء، مساعدة الآخرين وخدمة المجتمع هي الوسيلة المثلى لتجد هدفا لحياتك وإحساساً بمكانتك في العالم.

عندما ترى مدى صعوبة معيشة الأشخاص ذوي الحظوظ الأقل منك في الحياة، فقد يكون هذا تنبيها لك بالحجم الحقيقي لمخاوفك ومشاكلك، سيساعدك هذا على أن ترى ما تتمتع به وأن تمتن للفرص التي حظيت بها في حياتك، قد يؤدي هذا لتوليد إدراك عميق بذاتك، لأنك تقوم بتفرقة ما يهم في الحياة حقا عن غيره، جرب وسوف تحبه.