لأي إنسان وجه آخر يختلف عن الوجه الذي يخرج للناس أو يظهر به على شاشات التليفزيون وفي اللقاءات والفعاليات، ولعل الرؤساء من أكثر الشخصيات التي ينطبق عليها ذلك.. فكيف كان رؤساء مصر في حياتهم الخاصة وماذا تقول عنهم زوجاتهم؟
تحية كاظم
تتحدث تحية عبدالناصر عن الجانب الإنساني لزوجها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فمثلاً في عام 1960 كانا في زيارة رسمية لليونان، ودعا ملكها عبدالناصر إلى حفلة عشاء ضروري فيها ارتداء ملابس السهرة للرجال والنساء، فقال عبدالناصر إنه لن يرتدي ملابس السهرة تحت طائلة إلغاء اللقاء، فردّ الملك بأنه يرحب بحضور عبدالناصر وينتظر زيارته "فالمهم أن يزور اليونان".
وخلال الزيارة، على ما تكتب تحية في مذكراتها: "وقفت الملكة بجوار الرئيس عبدالناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره، فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي. فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟! قال لها: إنني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنكليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك".
وتقول تحية إن زوجها لم يكن يحب البذخ والترف، ولم يرَ ضرورة لأن تصاحبه في سفره، باعتبار ذلك "رفاهية لا يرضى بها". وتشير إلى أنه تلقى من رؤساء وملوك سيارات وطائرة وغيرها، وسلمها للدولة، ولم يترك بعد رحيله إلا السيارة "الأوستن" السوداء التي اشتراها عام 1949.
وتضيف أنه عند زواج ابنتهما هدى قدمت لها صديقة، وهي ابنة سفير، ساعة مرصعة، فلم يقبلها عبدالناصر وحضّ هدى على أن تكتب لصديقتها خطاب اعتذار رقيقاً.
جيهان السادات
قالت جيهان السادات عن الرئيس الراحل: " أنور السادات لا كان يغار علي ولا أنا أغار عليه لأن ما بيننا من حب وثقة لم يكن يترك مجالا لهذه الأمور وأكدت أنها كانت تفرح عندما تحيط به السيدات وكثيرا ما كانت تسمع من بعضهن أنهن يردن تقبيله فكانت تبتسم وكان السبب وراء ابتسامتها هو أن حبها للسادات أن تري الجميع يحبه".
وأشارت إلى أن السادات كان فلاحا يرفض أن تتدخل زوجته فى عمله مهما كان حبه لها.. لكنه كان فخورا بما كانت تشارك به فى المجتمع المدنى ويلقبها باسم الدلع "جيني".
سوزان مبارك
يقول مبارك عن زوجته: "كانت قائدتى فى الكثير من محطات الحياة، وطلبت الطلاق مرارًا خلال علاقتنا الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى بعد تسلمى الرئاسة تخلت عن هذا الطلب".
وتكشف سوزان أنها كانت قوية الشخصية، ووقفت بجوار زوجها فى مراحل كثيرة، أهمها كان فى نهاية السبعينيات عندما أصيب بمرض البروستاتا الذى عولج منه، وحكت أنها كانت تترك لمبارك الهفوات لأنه مضغوط طيلة حياته بالعمل، لكنها كانت تعترض فى الأوقات المناسبة.
وتذكر سوزان أن مبارك كان مسكينًا- على حد تعبيرها- لا يسمع، وكان يبدل كل عامين فى ألمانيا سماعة أذن داخلية طبية متطورة، وأنها كانت ولا تزال بالنسبة إليه مثل الأم حتى أنها كانت تعاقبه عندما يخطئ.
انتصار السيسي
نسبت السيدة انتصار السيسي، كل الصفات التي لمسها المصريون وأحبوها في الرئيس إلى والدته، فهي التي علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله وأن يضع الله نُصْبَ عينيه في كل تصرفاته، كما علمت إخوته، وأضافت أن "والدته السيدة سعاد الشيشي كانت مصدر الحب والحنان لزوجي ولكل أسرته".
وعن علاقة الرئيس بوالدته، قالت إنه منذ التحاق السيسي بالمدرسة الثانوية الجوية وبعدها الكلية الحربية وهو يحتل مكانة متميزة لدى والدته بسبب ابتعاده لفترات طويلة، وكانت هي تعوضه كل الحنان والدفء حينما يعود، وتضاعف له الاهتمام والحب والحنان، خاصة وأنه يحب قضاء معظم الوقت والإجازات مع والدته وأسرته.