ديسمبر 2015.. استطاعت الأيام في دورانها أن تجمع بين ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام، للمرة الأولى بعد قرابة نصف قرن من الزمان، فكانت أخر مرة اجتمع فيها ميلاد الحبيبين في شهر واحد سنة 966 هجريًا الموافق 1558 ميلاديًا.

ومع امتزاج العيدين تمتزج قلوب العاشقين والمحبين ومظاهر احتفالهم المختلفة، كلًا منهم على طريقته، ولم يتوقفا فقط عند مراسم أعيادهم فتجد القس يشتري الحلوى والمسلمين يشترون شجر الكريسمس ويسهرون في رأس السنة مُحتفلين بعام جديد.

يوضح مايكل منير، أن حلوى عيد الميلاد ينتظرها بالفعل كل عام، بشكل خاص «المكسرات» من سودانية وحمصية وغيرها من حلوى يجدها «لذيذة، مشيرًا إلى أنه بمحل عمله قاموا بالفعل بتوزيع حلوى على كافة فريق العمل دون تفرقه بين مسلم ومسيحي فالجميع يحبها، وفي الكريسماس سيتم تنفيذ الأمر نفسه: «جميعنا نتشارك الأعياد».

 

وعلى الجانب الأخر أوضح محمد فوزي، أن رأس السنة حدثًا هام للاحتفال: «بنسهر.. ونحتفل لو في حفلات نروحها من غير ما نسأل على ديانة حد وبنلف في وسط البلد مستمتعين بأجواء الكريسماس».

 

ولم تكن الحلوى فقط ما يتشاركها المصريين، فبدأ مجتمع «السوشيال ميديا» الاحتفال على طريقته الخاصة بتصاميم جمعت بين عروسة المولد وبابا نويل ومظاهر احتفال العيدين، مع انطلاق دعوات التهاني من الجميع.

 

وتمثلت المشاركات الوجدانية بين المسلمين والمسيحين في العديد من الجوانب الحياتية والدينية فنجد مساجد باسم السيدة مريم وأخر باسم المسيح عيسى عليه السلام، وعلى الصعيد الموازي نجد كنيسة السيدة مريم بالعمرانية التي عرفت منذ سنوات باسم كنيسة خاتم المرسلين؛ لتواجدها بشارع خاتم المرسلين، وغيرها من التفاصيل التي تكشف عن الجانب الاجتماعي لدى المصريين.

 

يُذكر أن العام الماضي جاء المولد النبوي بعد رأس السنة مباشرة في الاثنين الموافق 12 يناير، وتشارك خلالها المصريين على اختلاف دياناتهم مظاهر الاحتفال بالكريسماس يليه المولد النبوي، وهناك احتمالية كبيرة لتكرار الظاهرة نفسها العام القادم حيث يتوافق 13 ربيع أول وهو ذكرى المولد النبوي مع رأس السنة والميلاد المجيد.

 

 

أما في العام 2017 فسيكون العيدين في يوم واحد تقريبًا أو سيسبق أحدهما الأخر بساعات قليلة.