في البداية.. يبدو الأمر مثيرا وطريفًا في الوقت ذاته، عندما تعرف أن عددًا كبيرًا ممن تولوا المناصب القيادية والتنفيذية في الدولة وعلى رأسها منصب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء، كانوا من محافظة المنوفية، فالأرقام والإحصاءات الواردة في هذا الشأن قد تكون صادمة للبعض، لكنها بالتأكيد هي مصدر للسعادة والفخر لأبناء هذا الإقليم، وفي النهاية تلك هي الحقيقة التي لا يستطيع أحد إنكارها، ولذلك استحقت منا الرصد والدراسة لمحاولة فهم هذه الظاهرة الغريبة.

"المنايفة" اشتهروا بحبهم الشديد للتطوع في القوات المسلحة، ويبدو هذا واضحا لكل مجند أدى الخدمة العسكرية وصادفه قيادات منهم، ابتداءً من الصول أو الشاويش وحتى أعلى رتبة، وهناك مقولة شهيرة توضح ذلك "ضرب البروجي في تلا جمعت شبين تلاتات سمعت قويسنا الخبر استدعت الأجازات"، وذلك لأن أغلب صف الضباط من المنوفية فهم يحبون الميري، وعُرف المنوفي بولعه وغرامه بالسلطة، وقد شغل المنايفة عددًا كبيرًا من المناصب أهمها الرئاسة ثم رئاسة الوزارات ثم الوزارات على مر العصور.

منذ إعلان مجلس قيادة ثورة يوليو مساء يوم 18 يونيو من عام 1953 الجمهورية المصرية، وحتى الآن؛ تولى المنايفة حكم مصر لأكثر من 44 عامًا أي ما يقارب 70% من تاريخ الجمهورية، وتمثل هذا في أربعة رؤساء وهم محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك وعدلي منصور والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

محمد أنور السادات.. 11 عامًا من حكم مصر
ولد بقرية ميت أبو الكوم بمركز تلا في محافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأول في كتاب القرية، وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وتولى الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر عام 1970 وحتى اغتياله في 6 أكتوبر عام 1981 في الذكرى الثامنة لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

محمد حسني مبارك.. 30 سنة رئيسًا
ولد في 4 مايو 1928، في قرية كفر مصيلحة بشبين الكوم، والتحق حسني مبارك بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، ثم تقدم للالتحاق بالكلية الجوية وتخرج فيها عام 1950، ترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائد للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981، انتخب كرئيس للجمهورية بعد استفتاء شعبي ليستمر في الحكم 30 عامًا حتى يتم خلعه في ثورة 25 يناير.

عدلي منصور.. مؤقت لمدة عام واحد
ولد عدلي منصور في 23 ديسمبر 1945 بقرية سروهيت بمركز منوف، أصبح رئيسا مؤقتا لجمهورية مصر العربية لفترة انتقالية، نتيجة مظاهرات كبيرة؛ أدت إلى قيام القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد مرور عام من توليه منصب رئيس الجمهورية؛ تلبية للتظاهرات في شتى شوارع مصر في 30 يونيو، وعلى ذلك أعلنت القوات المسلحة تعطيل العمل بدستور 2012، ومن ثم نُصب عدلي منصور رئيسا مؤقتا باعتباره رئيس المحكمة الدستورية، واستمر ذلك لمدة عام واحد.

عبد الفتاح السيسي.. عام ونصف حتى الآن
ولد عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي في 19 نوفمبر 1954، وهو من أصل منوفي، فأصوله تعود إلى قرية طاليا بمركز أشمون، عيّنه مرسي وزيرًا للدفاع، وبعد عزله للرئيس الإخواني تقدم في أبريل 2014 بأوراق ترشحه رسميا، وبعد غلق باب الترشح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن أن المنافسة ستكون بين السيسي وحمدين صباحي فقط في الانتخابات التي جرت خلال شهر مايو من نفس العام، فاز فيها السيسي بنسبة 96.9%، ليكمل مسيرة المنايفة في حكم مصر.