بعدما كانت لندن، أحد أكبر معاقل الإخوان فى أوروبا، من حيث تواجد القيادات، والأنشطة الاقتصادية، وكذلك مقر التنظيم الدولى للجماعة، أصبح بريطانيا أحد الدول التى ترى أن الإخوان ونشاطها مرتبط بالتطرف، وهو ما سبقته فيها دول عديدة.

ويرصد "اليوم السابع" أبرز الدول التى اعتبرت الإخوان جماعة إرهابية، فلم يقتصر الأمر على مصر فقط والتى اعتبرت الجماعة تنظيما إرهابيا فى أواخر عام 2013، بعد أحداث تفجير مديرية أمن الدقهلية، فى ديسمبر من العام قبل الماضى.

وتعد روسيا من الدول التى صنفت جماعة الإخوان تنظيما إرهابياً، وهو ما يمنع تواجد قيادات للجماعة فى الأراضى الروسية، حيث كانت موسكو من أولى الدول التى استشعرت خطورة التنظيم ونشاطاته.

أيضا دولة كازاخستان، من بين دول العالم التى تعتبر جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، وتمنع قيادات التنظيم من التواجد داخل أراضيها، لأنهم وفقا لهذا التصنيف يعتبرون مروجين للإرهاب.

وتأتى مصر فى مقدمة الدول العربية التى أخذت قراراً باعتبار تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، وذلك منذ عامين، بعدما ارتكبت الجماعة عدد من الأنشطة الإرهابية بعد عزل محمد مرسى فى 3 يوليو 2013، وهو ما دفع الدولة لاتخاذ هذا القرار.

والمملكة العربية السعودية تعتبر رابع دولة تعتبر الإخوان تنظيما إرهابية، وثانى دولة عربية بعدما أتخذت قرارا باعتبارها مع داعش وجبهة النصرة، تنظيمات إرهابية فى بدايات عام 2014.

بجانب ذلك، تعد سوريا من أوائل الدول العربية أيضا التى صنفت الإخوان تنظيما إرهابيا، لما كان يشكله التنظيم من خطورة على المجتمع السورى.

كما تعد الإمارات من الدول العربية التى صنفت التنظيم إرهابيا إلى جانب عدد من التنظيمات الإسلامية وصل عددها إلى ما يزيد عن 80 منظمة، شملت اتحاد القرضاوى، والجماعة الإسلامية.

موريتنانيا دخلت ضمن الدول العربية التى تتخذ إجراءات ضد أنشطة جماعة الإخوان داخل أراضيها، بعدما حلت عدد من الجمعيات التابعة للإخوان، حيث حظرت جمعية المستقبل، إحدى أكبر الجمعيات الدينية فى موريتانيا، فى مارس 2014.

من جانبه، يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن التقرير البريطانى حول الاخوان جاء نتيجة طبيعية لشرعنة العنف داخل الجماعة ولعدم قدرة التنظيم على السيطرة على تياراته المتنازعة وشبابه بما ينذر بحالة انشطارية وتنظيمات عديدة بقيادات منفصلة تمارس العنف بسبب عدم وجود قيادة واحدة قادرة على توحيد صف الجماعة وكلمتها نحو وجهة واحدة وبإستراتيجية ومنهج واضح.

ويضيف لـ"اليوم السابع" أن بريطانيا تتحسب من كارثية أوضاع كهذه فى المستقبل وتضع الجماعة تحت المراقبة وتضغط عليها لتصحيح أوضاعها الفكرية والتنظيمية، وإن لم تحظرها بشكل كامل.

وتابع: "الإخوان سيحاولون فى الفترة القادمة ترميم علاقتهم أوربياً بخطاب أكثر مرونة وجنوحاً للسلمية بالنظر إلى صعوبة نقل نشاطاتهم بالكامل إلى دول أخرى خاصة أن تركيا - المرشح الأساسى لذلك - مقدمة على اختبارات قاسية على خلفية تدخلها الجامح فى الحرب السورية".

فيما قال الشيخ محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن التقرير الذى أصدرته بريطانيا حول نشاط جماعة الإخوان غريب ومتناقض، ويعد من عجائب هذا القرن، فهو يبرئ الإخوان و يدينهم فى الوقت نفسه، و هو يحتوى كمًا من التناقضات يستحق أن تنال عليه بريطانيا وقيادتها و رئيس وزرائها الدخول إلى موسوعة الأرقام القياسية فى الخداع.

وأضاف فى بيان له: " لا أتوقع -بناءً على قراءة متأنية للتقرير- أن تتخذ بريطانيا على أساسه أية إجراءات ضد الإخوان على المدى المنظور، و سوف تظل لندن –على الرغم من التقرير البريطاني- عاصمة التطرف الإسلامى فى العالم و الحاضنة الكبرى لكل متطرفى العالم".

وأوضح أن التقرير أخرجته بريطانيا لحفظ ماء وجهها، ونفى دعمها للإرهاب أمام شعبها وأمام شعوب العالم، ولكن التقرير لم يؤكد على حقيقة إرهاب الإخوان، وإنما أشار إلى احتمال ارتباطهم به وهو تزييف ضخم للواقع وللحقائق كما أنه تغييب.