تعمل إيران على استغلال الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه دول “الربيع العربي” للتغلغل فيها من بوابة السياحة، وتفتح الطريق أمام تنفيذ خطتها لنشر التشيع بين عامة الناس واختراق أوساط السياسيين والمثقفين.
ونجح مسعود السلطاني، نائب الرئيس الإيراني، في توقيع اتفاق مع تونس يتم بموجبه تسهيل الحركة السياحية، ومساعدة وكالات الأسفار على تنظيم رحلات من إيران إلى تونس التي يعيش قطاع السياحة فيها وضعا صعبا بعد هجمات إرهابية أودت بحياة سياح أجانب.
ويسمح هذا الاتفاق بزيادة عدد السياح الإيرانيين إلى 10 آلاف سائح بعد أن كانوا في حدود 1500 فقط.
وأوضح سلطاني، بعد لقاء جمعه برئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، أن من بين بنود الاتفاق إحداث خط جوي مباشر بين تونس وإيران إلى جانب دعم التعاون في مجال الصناعات التقليدية وتسهيل الحركة السياحية، مؤكدا السعي للعمل على حل مشكلة التأشيرات بين البلدين.
ولا شك أن هذا الاتفاق سيساعد على إخراج شيعة تونس من دائرة السرية إلى العلن، ويمكّنهم من التواصل مع وفود دينية إيرانية تأتي للبلاد من بوابة السياحة.
وسبق أن استضافت إيران إعلاميين ومثقفين وسياسيين تونسيين في لقاءات متعددة ظاهرها التعرف على التجربة الإيرانية، وباطنها محاولة استقطاب هؤلاء بتوظيف شعارات الممانعة والمقاومة التي ترددها جماعات موالية لطهران في المنطقة مثل حزب الله.
وكانت السلطات الإيرانية قد سعت إلى تعويض انسحاب السياح الأجانب من مصر بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، وعرضت إرسال أفواج من السياح، لكن المسؤولين عن قطاع السياحة في مصر ما زالوا يتعاملون مع هذا العرض بحذر.
ومنذ 2013 شهدت مصر جدلا واسعا حول زيارة السياح الإيرانيين للبلاد بعد موجة من الرفض لاتفاق تم خلال حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي ويقضي بفتح البلاد أمام السياحة الدينية القادمة من إيران، باعتبارها بوابة لنشر التشيع.
وهاجم أحمد الطيب شيخ الأزهر مرارا التمدد والاستقطاب الشيعي، وتدخلات طهران في شؤون بعض الدول العربية.
وأعلنت مؤسسة الأزهر أنها “لاحظت أن هناك أموالا تضخ لتحويل شباب أهل السنة في مصر إلى المذهب الشيعي”، محذرة من أن “هذا الأمر سوف يؤدي بالضرورة إلى فتنة وإراقة دماء في بلاد أهل السنة”.
وبحسب بيان نقلته مؤسسة الأزهر في نوفمبر الماضي، وجه أحمد الطيب حديثه إلى إيران قائلا “أخرجوا الدين من ألاعيب السياسة، وأنفقوا أموالكم الفائضة عن حاجتكم على الفقراء والبؤساء الذين أضرت بهم الحروب”.
وكانت وزارة الأوقاف المصرية قررت في 22 من أكتوبر الماضي، غلق ضريح الإمام الحسين بن علي، لمدة 3 أيام “منعا للأباطيل الشيعية، التي تحدث يوم عاشوراء”، وفق ما جاء في بيان للوزارة وقتها.
وتساءل مراقبون: لماذا تجعل إيران السياحة الدينية على رأس أجندتها بالتعاون مع دول سنية مثل تونس ومصر والأردن.
ولا تكتفي إيران بمعاركها المكشوفة في الشرق فقط لتقوية تمددها في المنطقة، فقد وضعت خططا منفصلة لتثبيت هذا التمدد في شمال أفريقيا من بوابة الاستقطاب المذهبي عبر ضخ أموال كبرى لمساعدة شبكات التشيع على اختراق المجتمعات العربية وتوظيفها في بناء نواة صلبة لأذرع تابعة لها شبيهة بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
ويستفيد الإيرانيون بشكل خاص من حالة الفوضى الدينية التي تعيشها بلدان عربية في ظل الصراع الدائر بين جماعات متشددة كل منها يعلن نفسه ناطقا باسم الإسلام، وهو ما ساهم في نفور الكثير من الشباب من التدين السني في صورته المتشددة لتتلقفه شبكات التشيع الإيرانية بإغراءات المال وشعارات المقاومة والممانعة.