قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار، محمد فهمي، على طبيب جراح بأحد المستشفيات الشهيرة بالقاهرة ويدعي "ابراهيم.س.ف" بالسجن 7 سنوات بتهمة محاولة قتل أحد المرضي بالموت الرحيم.
وقال الضحية "محمد.ع.ن" إن الطبيب أجرم في مهنته بإخفاء خطأ جراحي وقع به، أثناء محاولة استئصال ورم سرطاني بالكبد.
وأكد المريض أنه طلب خبير ألماني لاجراء العملية، بالاتفاق مع المستشفى، إلا أن أحداث التفجيرات بالقاهرة ذلك اليوم، حالت دون قدوم الخبير من ألمانيا.
وتابع المريض "قام بإجراء العملية جراحاً آخر، والذي فشل في إتمامها، ودخلت في غيبوبة لمدة أسبوع، وحينما أفقت منها أخفى الطبيب حقيقة ما جرى خوفا من العقاب والفضيحة".
وعند سؤاله عن سبب الموافقة، قال المريض إن خطورة الحالة كانت تستدعي إجراء العملية، ولكني الآن أعاني آلاماً أشد مرارة في بطني، نتيجة جرح العصارة الصفراوية.
وأضاف: "لجأ الطبيب إلى فكرة الموت الرحيم وبدأ يحدثني بها، وأكدلي أني لن أعيش سوى شهور معدودة، ولم يذكر لي أبدا أنه السبب، حتى اقتنعت تماما بالفكرة، من كثرة ألمي الذي لم أكن أتحمله".
وأشار الضحية إلى أنّ: "الطبيب دفعه عدة مرات لفكرة الموت الرحيم وأنها أفضل من الألم المميت"، مضيفا: "اقتنع والدي بأن الوضع ميئوس منه وأن راحتي في لقاء ربي"، قائلاً: "إن الموت الرحيم يطبق في الدول المتقدمة وهو شئ حضاري في مصلحة المريض".
وأردف الضحية أن والده وافق على ذلك للآسف، أما والدته فهي لم توافق ورفضت تماماً، واقترحت الخروج من المستشفى، والكشف في عيادة خاصة أخرى، حيث كانت المفاجأة، حينما علمنا بما يحدث، بعد الفحص الشامل بالعيادة، واكتشاف جرح الطبيب للعصارة الصفراوية، موضحاً: "قام والدي بتسجيل المكالمات مع الطبيب، ورفعنا قضية عليه بتهمة محاولة قتلي، عبر إقناعي بفكرة الموت الرحيم، وبالفعل قدمنا  التسجيلات للنيابة".
وبعد استماع المحكمة إلى التسجيلات والتأكد من صحتها ومع مطابقة صوت المتهم مع التسجيل الصوتي، حكمت المحكمة يوم الأربعاء قبل الماضي غيابياً على الطبيب المتهم بالسجن 7 سنوات.