"يعتزم مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ وزوجته التخلي عن 99 % من ثروتهما وتبلغ نحو 45 مليار دولار لفائدة مؤسسة خيرية، وذلك احتفاءً بولادة طفلتهما "ماكس"، هذا الخبر هز عرش "السوشيال ميديا" في مصر خلال اليومين الماضيين احتفاءً بالفكرة والجرأة في التخلي عن الثروة و تحسرًا على ما يكتنزه الأثرياء المصريين في أرصدتهم الداخلية والخارجية.
ثالث أغني رجل في العالم يتبرع بـ99% من ثروته
استدعى خبر تبرع مارك بـ99% من ثروته للخير بقوة مشاهير العالم، ولكن دون تواجد للمصريين، الذين أقدموا على خطوات مماثلة، فلم يكن مارك هو الوحيد الذي تبرع بأغلب ثروته للأعمال الخيرية، وإنما سبقه الكثيرون على مستوى العالم وعلى رأسهم الملياردير الأمريكي "وارن بافت" أشهر مستثمر أمريكي في البورصة الأمريكية، والرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"، والذي يعد من رابع أغنياء العالم حسب مجلة فوربس، الأمريكية لعام 2014 بثروة تقدر بـ53.5 مليار دولار، حيث كان "بافيت" قد أعلن في عام 2012 نيته التبرع بـ 99 % من ثروته لأعمال الخير بشكل تدريجي ومدروس.
بل جيتس بدأ مسيرة التبرع في 2007
في السياق نفسه كان مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس قد تبرع منذ عام 2007 بما يقارب 28 مليار دولار لأعمال خيرية، أي 48% من ثروته.
التبرع تقليد نادر في مصر
تبرعات أثرياء العالم بثرواتهم لصالح أنشطة خيرية باتت تقليدًا إنسانيًا عالميًا لم يصل بعد لمصر التي يعاني اقتصادها أزمة حقيقية اجتذبت عدد كبير من المصريين إلى خط الفقر خلال الأربعة سنوات الأخيرة، والتي أعقبت ثورة 25 يناير، إلى أن جاء صندوق "تحيا مصر" والذي عكف على استقطاب رجال الأعمال للتبرع لصالح إنشاء مشاريع خدمية، ودعم الاقتصاد المصري، مما يعد دليلًا على أن أغنياء مصر لا يعترفون بأفكار التبرع، ورغم ذلك، نجح الرئيس السيسي من تدشين الصندوق، واستطاع اقناع رجال الأعمال بإيداع مبالغ مالية وصلت قيمتها بنحو 100 مليار جنيه.
"الركود" وراء عزوف رجال الأعمال عن التبرع
وذكر الدكتور علي عبد العزيز، أستاذ الاقتصاد بالجامعة البريطانية، أن تردي الحالة الاقتصادية للبلاد، دفعت رجال الأعمال إلى العزوف عن عمليات التبرع بأموالهم، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية لديهم، خاصة وأنهم لا يعلمون مصير الاستثمارات القائمة على تبرعاتهم.
وأكد عبد العزيز، في حديثه لـ"التحرير"، أن الأحداث السياسية التي مرت البلاد بها خلال السنوات الماضية، أثرت بالسلب على استثمارات العديد من رجال الأعمال، وبالتالي من الصعب أن يتبرعوا بمبالغ كبيرة للحكومة، وهم يعانون من مشكلات مادية، فضلًا عن أن مجتمع رجال الأعمال المصري "يفضل كنز المال على التبرع به"، حسب وصفه.