عشرون عامًا مرت على آخر جزء من مسلسل "ليالي الحلمية"، تلك الرائعة التي رسخت في وجدان المصريين، حيث يعتبر درة المسلسلات الدرامية، ومشروع العُمر لعملاقين من أهم عمالقة الإبداع العربي وهما المؤلف أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ.
بداية الحكاية..
مسلسل "ليالي الحلمية" الذي انتهى الجزء الخامس عام 1995 سيعود في رمضان المقبل رغم وفاة الكاتب والمؤلف أسامة أنور عكاشة والعديد من الأبطال.
بدأ مسلسل "ليالي الحلمية" عام 1987 في جزء مكوّن من 15 حلقة، وحقّق نجاحا غير متوقّع خارج السباق الرمضاني، ما دفع التلفزيون المصري إلى إنتاج أجزاء جديدة منه، توثق المتغيرات السياسية والاجتماعية فى مطلع أربعينيات القرن الماضي ولمدة ثلاثة عقود من خلال صراع ثلاثي بين الأبطال الذين فرّقتهم العداوات وجمعتهم منطقة الحلمية التي كانت من أبرز أحياء الطبقة العليا بالقاهرة ذلك الحين.
اكتشاف المواهب
نجح المسلسل في اكتشاف عشرات النجوم الجدد وترسيخ نجومية الممثلين المعروفين أمثال "حنان شوقي، ممدوح عبد العليم، أنعام سالوسة، حجاج عبد العظيم، منال سلامة، أحمد سلامة" وغيرهم.
التحدي الجديد..
ويواجه مخرج ومؤلف الجزء الجديد تحديًا كبيرًا حيث سيكون من الصعب وجود الشخصيات الرئيسية الثلاث: سليم البدري "يحيى الفخراني"، وسليمان غانم "صلاح السعدني"، ونازك السلحدار "صفية العمري" في هذا الجزء لأنّ أعمارهم ستكون قد تخطّت التسعين.
جدل حول الجزء السادس
منذ أن تم الإعلان عن إعداد جزء سادس من "المسلسل"، لاقته موجة عارمة من الجدل والتراشق، حيث فاجىء المؤلف عمرو محمود ياسين الجمهور بذلك، قائلاً "نعمل في الجزء السادس على أحداث جديدة ونستكمل الأجزاء السابقة للمسلسل في إطار تطور الزمن، التي تشمل الأحداث التي تلت الجزء الخامس، وسنوضح للناس الأحداث التي وقعت بعده، وسيكون العمل مرتبطا بالأحداث التاريخية، والسياسية والاقتصادية التي مرت بها البلد ومدى انعكاسها على أهالي "الحلمية".
تساؤلات الجمهور
ومن منطلق ذلك انطلقت عدة تساؤلات حول أبطال الجزء الخامس الذي تم عرضه 1995، ودارت أحداثه في السبعينات، سيكون موجودا في الجزء السادس، ويشكك الكثير من المتابعين في قدرة المؤلفين أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين على كتابة مسلسل يحمل عبق ورائحة "أبو الدراما المصرية" أسامة أنور عكاشة، أو مد الخيوط التي غزلها عكاشة بالجودة نفسها لأن سوابقهما في الكتابة الدرامية لا تنم عن نجاح يوازي نجاح "ليالي الحلمية" في أجزائه الخمسة، حتى وإن تشبث الممثلون بحائط الدبلوماسية طمعًا في دور أو انتظارًا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من مفاوضات مع الشركة المنتجة.
شركة إنتاج طائشة..
ولابد أن يعرف الجميع أن الليالي التي عشناها واستمتعنا بها أمام "ليالي الحلمية"، لا يجب أن تكون أسيرة مغامرة محفوفة بالمخاطر لشركة إنتاج طائشة لا تأبه للملايين التي تنفقها في سبيل ترويج وتعليب أي "30 حلقة" خلال الماراثون الرمضاني كل عام.
ورثة عكاشة..
وبعدها أعلن ورثة عكاشة، موافقتهم على العمل مؤكدين أنهم "لن يتدخلوا في السيناريو الجديد، واكتفوا بتقديم الشكر على التتر لـ"اسم أسامة أنور عكاشة"، موضحين أن مطالبهم الوحيدة كانت الحفاظ على السياق الدرامي لليالي الحلمية.
وقالت نسرين عكاشة "كان والدي دائمًا يقول إن "ليالي الحلمية" تناقش مشاكل وقضايا الشارع المصري، وكان يسعى والدي في الأجزاء الخمسة التي كتبها إلى الحفاظ على القضايا التي تشغل مصر، وكانت بمثابة رسالة إلى كل فرد في الشعب المصري، فكان يقول إن حي الحلمية يعبر عن مصر كلها، وإذا كان موجودا الآن أتوقع أنه سيقول "حافظوا على الرسالة التي قدمتها للشعب المصري"، ولا تتخلّوا عن المبادئ والأساسيات التي بدأتها في الأجزاء الخمسة السابقة".
التقت عمرو محمود ياسين ليكشف عن الكثير من الأمور المتعلقة بالمسلسل، المقرر عرضه في رمضان المقبل في السطور التالية.
أحداث جديدة..
وأكد عمرو محمود ياسين مؤلف الجزء السادس من ليالي الحلمية، أنهم يعملون على أحداث جديدة تستكمل الأجزاء السابقة للمسلسل في إطار تطور الزمن، التي تشمل الأحداث التي تلت الجزء الخامس.
وأضاف أن العمل مرتبط بالأحداث التاريخية، والسياسية والاقتصادية التي مرت بها البلد ومدى انعكاسها على أهالي "الحلمية"، وسنلتزم بأسلوب الراحل أسامة أنور عكاشة ونحاول التعلم منه من خلال دراستنا للأجزاء الخمسة التي قدمها، ونحاول المحافظة على إيقاعه في الكتابة وطريقته.
تأثر المصريين بـ"ليالي الحلمية"..
وأشار إلى أنه سيكون هناك ربط بين ما حدث في العشر سنوات الماضية وبين أحداث المسلسل، وسيتم تسليط الضوء على هذه الأمور، وكيف يتأثر المصريون بنموذج مثل الحلمية، وربطها بالأحداث الدرامية من خلال الأشخاص الفنية التي ستتواجد بالمسلسل بالإضافة إلى الجيل الجديد من الفنانين
الفخراني والسعدني خارج اللعبة..
أكد المؤلف عمرو محمود ياسين، أن الفنان القدير يحيى الفخراني، لن يتواجد في الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية"، لوصوله إلى مرحلة عمرية متقدمة، لافتًا إلى أنه تواجد في الجزء الخامس من العمل في مشهدين فقط، وكذلك مشاركة الفنان القدير صلاح السعدني في الجزء السادس ستصعب عليه، لأنه لن يتناسب مع الأحداث الدرامية والمرور الزمني.
فتوح أحمد يهاجم الشركة..
وفي هذا السياق قال الفنان فتوح أحمد: من الصعب الحكم على الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية"، والذي يعكف على كتابته أيمن بهجت قمر، إلا بعد قراءته لأن الحكم عليه قبل القراءة أمر غير منصف.
وأضاف فتوح: "إلى الآن لم يعرض علي المشاركة في المسلسل ولا أعلم شيئا عن تفاصيل العمل، وإذا لم يدعوني للمشاركة فيه سوف أهاجم العمل هجوما شرسًا".
متولي لروح "عكاشة وعبد الحافظ"..
وقال الفنان محمد متولي أحد الشخصيات التي ارتبط بها اسم ليالي الحلمية، الذي قدم شخصية "بسه" أحد الفقراء بحي الحلمية، أخيرا ستعود الدراما إلى العائلة المصرية من جديد، لأن هذا العمل شرح المجتمع المصري بوجهة نظر عبقرية، والآن يقدم التطوير الذي حدث بالشخصية الجديدة فهو عمل يحتمل إيجابيات كثيرة.
وأضاف أن العمل إعادة لروح الراحلين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، فسبب أساسي من قبولي المشاركة في الجزء السادس هو خوض المخرج مجدي أبو عميرة التجربة، فهو مخرج قوي وله رؤية واضحة ومميزة في كل الأعمال التي يقدمها.
والجزء الجديد من الحلمية سيحتوي على تفاصيل خاصة بما حدث في الواقع المصري حتى عام 2011، وبذلك سيرصد تفاصيل كثيرة بنفس الخطوط الدرامية التى تناولتها الأجزاء الخمسة.
فردوس عبد الحميد مخاطرة كبيرة ..
ورفضت الفنانة فردوس عبد الحميد إنتاج الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية"، مشيرة إلى أن الكاتب أسامة أنور عكاشة كانت له كتابته الخاصة، وبصمته الخاصة في سيناريوهاته التي شهدت نجاحًا كبيرًا، وفي الأجزاء الخمسة السابقة من "ليالي الحلمية" أبدع فيها، واستطاع أن يجسد حياة المواطن المصري في الأحياء الشعبية.
واعتبرت فردوس عبد الحميد صناعة الجزء السادس من "ليالي الحلمية" مخاطرة كبيرة جدًا، مشيرة إلى أن صناعة ستة أجزاء من مسلسل واحد شيء يؤدي إلى الملل، ولذا لا تؤيد صناعة أكثر من ثلاثة أجزاء من العمل، مهما كانت أهميته، أو مدى النجاح الذي يقدمه.
وقالت: إني أرى أنه بعد الجزء الثالث من ليالي الحلمية، بدأ العمل يفقد قوته ونجاحه رغم أن أسامة أنور عكاشة هو الذي كتب الجزءين الرابع والخامس، فمن رأيي الشخصي أن الجزء السادس لن ينجح.