كثيرة هي المعارك التي خاضها الفكر الاسلامي المستند الى العقل مع اصحاب نظرية النقل والمرويات، ولا تكاد تنطفئ جزوة معركة حتى تنبعث شرارة معركة جديدة، فمنذ المعتزلة وحتى الان وتلك المعارك لا تهدأ ولا تنطفئ، وفي عصرنا الحديث شاهدنا الكثير من المعارك بداية من محمد عبده وعلى عبد الرازق ومحمود شلتوت، مرورا بأمين الخولي ومحمد احمد خلف الله ونصر ابو زيد وفرج فوده وغيرهم الكثير، الا ان فتح يوسف زيدان بعض الملفات المسكوت عنها مثل هذا الملف الذي فتحه على الهواء مباشرة في لقاء تليفزيوني مع الاعلامي عمرو اديب، عبر برنامجه "القاهرة اليوم"، المذاع على فضائية "اليوم"، زاعماً أن القدس كلمة "عبرانية" وأنه لا وجود للمسجد الأقصى في مكانه القائم الآن، مشككاً في الإسراء والمعراج. وقد قال الأديب والمفكر الكبير، إنه لا يوجد في المسيحية ما يسمى بالقدس ولكنها تعرف باسم "إليا"، معتبراً أن القدس كلمة "عبرانية" وليست مسيحية، حيث كان اليهود قبل ظهور المسيحية يعيشون على أمل المخلص ونزوله من السماء "المسيح"، - بحسب قوله. وأشار "زيدان"، إلى أن الديانة المسيحية لم تكن موجودة عام 70 ميلادية، ولم يكن هناك "أناجيل" كما يقول البعض، وأن المسيحيين كان تركيزهم على مدينة تسمى "إليانوس" بفلسطين، التي سميت فيما بعد بمدينة "إليا"، وطوال الزمن المسيحي هي مدينة "إليا"، لافتاً إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب استلمها بهذا الاسم، بدون كلمة "القدس"، وتعهد لأسقفها أن يتولى المسلمون حمايتها، وألا يمنعوا أهلها من أداء فرائضهم المسيحية،  كما اكد "زيدان" أنه لا جود للإسراء والمعراج بالمفهوم الدارج، قائلاً :"عندما حدثت الخلافات في الدولة الأموية لـ 65 عاماً، وقطع عبد الله بن الزبير طريق الحج، بدأ الأمويين بالاهتمام وظهرت فكرة الإسراء المذكورة في القرآن، ولكن لها معنى آخر، والمعراج مش مذكور ومش عارف جاءوا بهذا الكلمة من أين، ودا مسجد الصخرة في القدس، وبدأت تظهر كلمة القدس الكلمة العبرية القديمة، ولذا ينظر اليهود إلينا ويقولوا أنتم جبتوا الكلمة دي منين..انتوا رزلين رزالة ..انتوا عاوزين مننا ايه يعنى.. واخدين الكلمة مننا والمدينة مننا وتقولوا إن دي مدينتكم المقدسة". تصريحات "زيدان" المثيرة للجدل، لم تتوقف عند هذا الحد، بل قال إن "المسجد الأقصى ليس القائم في فلسطين الآن، ولا يمكن أن يكون كذلك، وليس أحد القبلتين، فسيدنا محمد اتجه حينما فرضت الصلاة مثلما اتجه اليهود إلى الشمال، في نيته ليثرب، حتى نزلت الآية، "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها"، ليتحول من الشمال إلى الجنوب وأصبحت الصلاة تجاه الكعبة في وقت ما كانت الكعبة بها أصنام". 
هذا ما قاله يوسف زيدان في برنامج تليفزيوني مع عمرو اديب وهذا ما اثار حفيظة علماء ازهريون وبعض القيادات الاسلامية، ومن المعروف ان لفظة الاسراء هي التي ذكرت في نص الآية السالفة الذكر واختلاف يوسف زيدان حول مفهوم الآية بعيدا عن نفيه لفعل الاسراء او وجود اللفظة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فقد تناول الكثير من العلماء والخبراء مسألة وجود المسجد الأقصى وهناك بعض النظريات تؤكد ان مكانه في مدينة الطائف وليس مدينة القدس. ولان الخطاب السلفي لا يعتمد على الدراسات والابحاث العلمية الحديثة فقد فجرت تصريحات يوسف زيدان لديهم موجة من الغضب تصل لحد العاصفة.
وقال علماء الأزهر أن من ينكر الإسراء والمعراج يكون خارجاً من ملة الإسلام لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة، موضحين أن من ينكر "الاسراء" فهو خارج من ملة الإسلام، أما من ينكر "المعراج" فهو فاسق. وأوضح
سلفيون وازهريون يكفرون
الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: "سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، واشار الله عز وجل إلى المعراج في قوله تعالى: "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى". وأضاف: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤية الله عز وجل، فقال رأيت ربى بفؤادي". وأشار إلى أن المسجد الأقصى ثابت بالقران، ومن ينكر وجود المسجد الأقصى بالإسلام فقد أنكر معلوم من الدين بالضرورة، موضحاً أن الشعراء، اشادوا بالإسراء والمعراج فقال شوقي: "أسـرى بـك الله لـيـلا إذ ملائكة.. والرسل في المسجد الأقصى علـى قـدم.. لمـا خطـرت بـه التفـوا بسيـدهـم.. كالشهـب بالبـدر أو كالجنـد بالعـلـم.. صلـى وراءك منهـم كـل ذى خطـر.. ومــن يـفـز بحبـيـب الله يأتـمـم".
 من جانبه، قال
سلفيون وازهريون يكفرون
الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، أن ما أثير على مواقع التواصل من إنكار بعض الناس للإسراء والمعراج يعد خطأ كبيراً وسوء فهم لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وفيه من المغالطات التاريخية التي تخص المسجد الاقصى بما لم يتكلم به غلاه اليهود. وشدد على أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثابت في القرآن الكريم بقوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". وأضاف أن جمهور المصريين قد سمعوا من الشيخ الشعراوي في تفسيره إن الإسراء ثابت بالنص بالقرآني ومنكره منكر للقران الكريم وهذا يخرجه من الاسلام ان مات على هذا المعتقد لأنه انكر شيئا اخبر عنه القران بالنص الصريح أما المعراج فثابت في كتاب الله عز وجل وفى سنته ولكن ليس بالنص الصريح، وذلك فان منكره لا يخرج من الاسلام ولكنه يعد جاهلا للفهم الصحيح لكتاب الله ولسنة النبي وهذا هو الفرق بين الاسراء والمعراج. وأوضح أن الصحيح الثابت في الإسلام أن النبي أسُرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السموات العلى، وكل ذلك ثابت في البخاري وغيره ونحن نقول لكل جاهل إذا أردت أن تعلم أحكام الدين فإن للدين رجاله فعليك أن تسأل، اما عن كون المسجد الاقصى ليس في فلسطين فهذا هراء لا يرد عليه ولا يعبـأ به ولم يقل بذلك حتى اليهود.
ولم يستند علماء الازهر الى بحث علمي واحد يؤكد على ان المسجد الاقصى مكانه فلسطين، نفيا للدراسات التي تقول عكس ذلك، وكذلك هجومهم على يوسف زيدان لاختلافه معهم في فهم النص القرآني واخراجه من الملة ما يؤكد اننا نعيش زمن تكفير التفكير.
وفي نفس السياق وعلى خطى علماء الازهر، انتفض إسلاميون وسلفيون ضد تصريحات يوسف زيدان التي شكك فيها في الاسراء والمعراج، وزعم بأنه لا يوجد معراج، مؤكدين أن هذا التشكيك لا أساس له من الصحة، وأن القرآن والأحاديث النبوية ترد على كلامه، ومطالبين الأزهر بالرد الحاسم. وقال
سلفيون وازهريون يكفرون
الشيخ أسامة القوصى، الداعية السلفي، إن حديث يوسف زيدان حول الإسراء والمعراج، وتشكيكه في الإسراء وأن المسجد الاقصى ليس أولى القبلتين هو فكر يشبه فكر المعتزلة الذين يقدمون العقل عن النقل وهو فكر مرفوض في الإسلام. وأضاف الداعية السلفي، أن الاسراء ذكر في القرآن الكريم نصا، والمعراج ذكر في الاحاديث النبوية وهو ثابت في جميع الأحاديث الصحيحة، موضحا أن ما قاله زيدان مستغرب وكنت أتمنى أن لا يصل به الحال إلى هذا. وأوضح الداعية السلفي، أن على يوسف زيدان أن يتوقف عن هذه التصريحات وأن يعتذر عن ما قاله حتى لا يفقد شعبيته. وفى السياق ذاته، قال
سلفيون وازهريون يكفرون
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن التشكيك في الاسراء هو أمر ينافى نصوص القرآن الكريم وقول الله عز وجل: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن التشكيك في الثوابت الدينية أصبح سمة هذا العصر، وأصبح الجميع يتحدث عن الدين، مشيرا إلى ضرورة أن يتحدث الجميع في تخصصهم، ولا يتحدث عن الأمور الإسلامية والدينية سوى الأزهر ورجال الدين الفقهاء.
 بدوره أكد خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، ضرورة أن تتوقف التصريحات التي تشكك في صحيح الدين، موضحا أن الإسراء والمعراج مذكورين في القرآن والسنة ولا يجوز التشكيك فيهما. وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الزعم بأن القدس عبرانية هو أمر خاطئ وتزوير للتاريخ حيث أن الجميع يعلم أن القدس عربية، مشيرا إلى أن الهجوم على الثوابت الدينية زاد خلال الفترة الأخيرة وعلى رجال الدين الرد على ذلك. فيما شن نشطاء الدعوة السلفية هجوما عنيفا على يوسف زيدان، ونشر عدد من النشطاء السلفيين الفيديو الذى يشكك فيه زيدان في الاسراء والمعراج، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبين برد حاسم من الأزهر على هذه التصريحات. فيما أثارت تصريحات الأديب والمفكر يوسف زيدان، ردود فعل غاضة ورافضة لتك التصريحات. وقال علماء الأزهر الشريف أن من ينكر الإسراء والمعراج يكون خارجاً من ملة الإسلام لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة، موضحين أن من ينكر "الاسراء" فهو خارج من ملة الإسلام، أما من ينكر "المعراج" فهو فاسق. 
وما يؤخذ على علماء الأزهر انهم سارعوا الى اخراج يوسف زيدان من ملة الاسلام واتهامه بالفسق لأنه اجتهد في رأي وفهم آية من آيات القرآن بفهم غير فهمهم، متناسين ان في التاريخ الاسلامي تفجرت اسئلة اكبر مما يطرحه يوسف زيدان ولم يشكك احد في اسلام الاخر وان العلماء والفقهاء كثيرا ما اختلوا حول تفسير الآيات واعمال السنة دون ان يكفر احدهم الاخر، ووجود المذاهب السنية خير دليل على اختلاف العلماء دون تكفير.