قال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إن الوزارة تخطط لاستغلال المصادر غير التقليدية من البترول والغاز بصورة فعالة خلال الفترة المقبلة.

وأشار "الملا" -خلال كلمته بالندوة التي نظمتها جمعية البترول المصرية- إلى توافر الفرص الاستثمارية الجاذبة في هذا المجال استنادًا إلى الإمكانيات الواعدة التي تتمتع بها مصر لاستكشاف وإنتاج البترول والغاز غير التقليدي في مناطق الصحراء الغربية وجنوب مصر ودلتا النيل وخليج السويس.

وأضاف وزير البترول أن الوزارة بدأت في اتخاذ عدد من الإجراءات؛ لتشجيع الاستثمار في مجال استغلال البترول والغاز غير التقليدي، وتعزيز دور مصر التنافسي في هذا المجال، لافتًا بأن التحدى الرئيسي هو استخراج كميات اقتصادية وتجارية.

وأوضح المهندس طارق الملا أن التقارير والدراسات المبدئية أكدت وجود احتياطيات واعدة من البترول والغاز غير التقليدى في عدة مناطق بالجمهورية، حيث قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الصادر عام 2013 وجود كميات كبيرة من الاحتياطيات القابلة للاستخراج فنيًا من المصادر غير التقليدية من البترول والغاز، وذلك في الجزء الشمالى من الصحراء الغربية.

كما أكدت التقديرات الإمكانيات الواعدة لاكتشاف مصادر هائلة من البترول غير التقليدي في منطقة البحر الأحمر، وهضبة طيبة بصعيد مصر.

واستعرض الوزير في كلمته ملامح استراتيجية عمل الوزارة الجاري تنفيذها؛ لتأمين إمدادات الطاقة، والمساهمة في زيادة معدلات النمو للاقتصاد المصري، والنتائج التي تحققت والتي أثمرت عن  النجاح في تخفيض مستحقات الشركاء الأجانب المتراكمة بمقدار النصف في العام الماضي، وتطوير بعض بنود الاتفاقيات البترولية؛ لتحقيق التوازن وتشجيع الاستثمارات.

ولفت "الملا" إلى نجاح الوزارة في توقيع 62 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز باستثمارات أكثر من 14 مليار دولار، بالإضافة إلى 12 اتفاقية أخرى في مرحلة إنهاء الإجراءات، وتأمين احتياجات السوق المحلي من الغاز الطبيعي من خلال الإنتاج المحلي والاستيراد.

من جانبه أشار المحاسب هادى فهمي، أمين عام جمعية البترول المصرية إلى الدور الفاعل للجمعية في تقديم الأبحاث العلمية والفنية، وأحدث التكنولوجيات في مجالات البحث والاستكشاف عن البترول والغاز والطاقة المتجددة من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات؛ لتبادل الخبرات بمشاركة كبرى شركات البترول العالمية والمؤسسات الدولية المتخصصة في مجال الطاقة.

واستعرض الجيولوجي أبو بكر إبراهيم، رئيس شركة جنوب الوادب القابضة للبترول، الجهود الجارية؛ لاستغلال مصادر الطاقة غير التقليدية، وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة، موضحًا أنه تم تشكيل لجنة بين وزارتي البترول والكهرباء؛ للتعاون في هذا المجال.

وأردف: "شركة جنوب الصعيد بصدد توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في مجال استغلال طاقة حرارة باطن الأرض في توليد الكهرباء، كما يجري إعداد دراسة جدوى اقتصادية؛ لإنشاء مشروع محطة توليد كهرباء باستخدام الطفلة الزيتية في البحر الأحمر".

وأضاف إبراهيم أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "إنماء العين" الإماراتية؛ لإقامة حزمة من المشروعات باستثمارات نحو 3.5 مليار دولار في مقدمتها إنشاء محطة توليد كهرباء ذات صبغة كربونية متعادلة؛ للمساهمة في تنمية منطقة خليج السويس.

كما استعرض الدكتور كريس فِرْيْد، مدير مركز التكامل التكنولوجي بشركة "شلمبرجير" العالمية بالشرق الأوسط، دور التكنولوجيا والتكامل التقني في إطلاق الإمكانيات الموجودة في مصر؛ لاستكشاف مصادر الطاقة غير التقليدية بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، مشيرًا إلى القيمة المضافة المهمة من التكنولوجيات المبتكرة لتطوير خزانات المصادر غير التقليدية، ودورها في تأمين مصادر جديدة للطاقة في ضوء النجاح الذي تحقق بأمريكا الشمالية.