على الرغم من اختلاف عمر الصبيين إلا أنه جمعتهما صداقة قوية، وروابط عديدة، فكلاهما من أسرة متوسطة يغلب على طبعها التدين، وينتميان إلى درجة الأخلاق نفسها، إلا أن أحدهما ترك باب الشيطان مفتوحًا على مصراعيه، وجعل شهوته تصل به إلى أحط المراتب الحيوانية، فتصور صديقه الصغير منفثا لرغباته المريضة.
يحكى القصة والد الضحية لـ"بوابة الأهرام" بينما تخونه دموعه، وتفضح ذلك الألم الذي يعتصر قلبه، فيقول مغمغًا "ابني إزاي ومن مين من صديقه ابن جاري.. أنا مش مصدق نفسي أنا عمري ما عملت حاجه وحشة في حد.. ولا آذيت حد.. وأنا راجل إمام مسجد وأعرف ربنا كويس".
ويوضح الأب أنه بعد صلاة المغرب فوجئ باتصال هاتفي من قسم الشرطة يبلغونه أن يحضر ليتسلم ابنه، وعلى الرغم من غرابة ما سمع إلا أن الظنون جالت بخاطره لا يعلم كيف وصل أبنه ذو الـ14 عامًا إلى قسم الشرطة، فذهب وأحد جيرانه إلى القسم ليرى ماذا حدث، وأنه صدم بمنظر ابنه، حيث يبدو عليه آثار إعياء شديدة، كما أن بنطاله ملوث بالدماء، وعندما سأله ماذا حدث، قال الطفل "صاحبي قالي تعالى معايا هنروح مشوار، ووداني بيت مهجور وربطني وضربني واعتدي عليا".
تابع والد الضحية كلامه "إحنا في زمن لا يعلمه إلا الله، ابني طالب أزهري وبيعرف الدين كويس، وصاحبه وجاره يعتدى عليه جنسيًا، بس أنا هاعرف آخد حق ابني ومش بالقانون، وأنا بحكي القصة مش عشان حقه بس ده علشان أوعي الناس، وإن دية مش قضية ابني بس هي قضية المجتمع كله؛ لأنها بقت واقعة بتحصل كتير، وأنا بنشرها علشان يبقى في قوانين شديدة يقدر الواحد يجيب حقه منها، وربنا يجازي إللي كان السبب في اللي حصل لابني".
تم تحرير محضر بالواقعة، وتم ضبط "الجاني" 17 سنة طالب، وتمت إحالته لنيابة المطرية، والتى أمرت بتجديد حبسه 15 يومًا علي ذمة التحقيقات.