قبل 3 أسابيع مضت، انطلقت أولى حلقات برنامج الفنان محمد صبحي “أعزائي المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص” على شاشة cbc، لتبدأ معها تعليقات الهجوم والرفض على مواقع التواصل الاجتماعي.
من المفترض عدم الحكم على أي برنامج جديد بعد أول حلقة أو حلقتين منه، لكن الوضع هنا مختلف، فهذه المرة الأولى التي يقدم فيها “صبحي” برنامجاً، لذلك انتظره عدد كبير من المشاهدين ليروا ما جديد الفنان الكبير الذي سيطل علينا من خلاله، وبعد متابعة أول ثلاث حلقات من البرنامج، يحاول إعلام.أورج معرفة أسباب “فشل” البرنامج من خلال التقرير التالي.
بدائل باسم يوسف
بعد أن استغنت شاشة cbc قبل عامين عن الإعلامي الساخر باسم يوسف، وهي تعاني في اختيارها للبرامج الساخرة التي تحل مكانه، فلم يحقق كل من “عرض كبير، وأبلة فاهيتا، والليلة دي”؛ النجاح الذي حققه برنامج “البرنامج”، فكانت تلك البرامج مجرد “سد خانة”، لتتحفنا القناة في الأسابيع الماضية ببرنامج صبحي الجديد الذي غالباً سيلحق بتلك البرامج، بل من الممكن أن يكون في مرتبة أكثر سوءاً منهم، بالرغم من محاولة القناة في إثبات عكس ذلك بإطلاق بيان تؤكد فيه أن البرنامج حقق نسب مشاهدة خيالية، وأصبح اسم البرنامج ضمن قائمة الترند، دون أن يصارحوا القراء أن التعليقات السلبية هي السبب في دخول الهاشتاج الخاص بالبرنامج ضمن الترند.
ونيس مش راجع
منذ أن بدأ الفنان الكبير “مط” أجزاء المسلسل الشهير “يوميات ونيس”، سواء بعمل أجزاء جديدة أو عمل مسلسلات أخرى تحمل نفس الفكرة؛ وبدأت مرحلة ما يمكن أن نسميه بـ “التدهور”، وتغير الصورة المحببة لدى المشاهد تجاه أعماله المعتمدة دائماً على المثالية والحكم والمواعظ والقيم…، أما أخر مراحل التدهور التي طالته كان الإعلان الأخير الذي صوره في رمضان الماضي لمؤسسة “معاً” لتطوير العشوائيات، والذي ازداد بسببه النقد الموجه له ولأراءه.
بينما “عقدة ونيس” فلم يستطع صبحي التخلص منها، بالرغم من عدم ملائمتها لهذا العصر، فلم يصبح الشباب كما كانوا من قبل، يستمعون للحكم والمواعظ ويعتبرونها كلاماً مسلماً به من أشخاص كبار لهم خبرة مختلفة في الحياة.. هذا ما اتخذه صبحي منذ بدايته تقريباً، معتبراً نفسه الواعظ الناصح صاحب الكلام الصحيح دائماً، وهذا ما رأيناه منه في البرنامج الجديد، لكن لابد أن يؤمن “صبحي” ويتأكد أن “ونيس” لن يستطيع العودة إلى الصدارة مرة أخرى.
أولها “سرقة”
حالة التكتم الشديد التي فرضتها القناة وفريق العمل على فكرة البرنامج كانت توحي بأنه سيكون مختلفاً، نظراً لكونه أول برنامج يقدمه محمد صبحي، لكن بعد طرح البرومو الأول “كل شئ انكشف وبان” كما يقولون، وانطلقت معه رحلة مستخدمو السوشيال ميديا في البحث حول “أصل وفصل” الفكرة، ليصلوا في النهاية إلى أن البرومو “مسروق” من أحد البرامج الأمريكية الشهيرة، لتقوم قناة cbc بحذف البرومو من قناتها على يوتيوب بعد موجة “التحفيل” الغاضبة، دون أن تعتذر عن الأمر أو توضح أسباب قبولها لفكرة دعائية “مسروقة”.
أما الفنان الكبير فظهر فاقداً جزء من هيبته الفنية والصورة المنمقة للفنان المثقف التي كانت في مخيلة بعضنا عنه، ليظهر في الإعلان الدعائي يؤدي حركات راقصة غير لائقة على عمره وأسلوبه الجاد الذي تعودنا عليه، وكانت البداية “غير مُبشرة خالص”.
“صبحي” التقليدي
مع أول حلقة للبرنامج أصبح اسم محمد صبحي ضمن قائمة الترند على موقع “تويتر”، فكانت معظم تعليقات الذين شاهدوا الحلقة تفيد بأن البرنامج “سخيف ودمه تقيل”، فبدلاً من أن يخرج “صبحي” أقوى ما لديه في الحلقة الأولى، خرجت الحلقة أسوأ مما يكون في تاريخ صبحي الفني كله، حيث اعتمد صبحي بشكل أساسي في الحلقة على تقليد رؤساء مصر بطريقة لم نرى فيها أي كوميديا أو حتى جرأة عندما قلد الرئيس السيسي، كذلك تحدث على الإستهلاك وكيف أصبح المجتمع المصري استهلاكياً لا منتجاً، لكن بشكل فج معتمد على الرغي والمواقف المفتعلة والحكم والمواعظ طبعاً والإفيهات القديمة، وبدون كوميديا حقيقية أيضاً.
ممثلون مع “صبحي”
البرنامج الذي ينتمي لنوعية الكوميديا الساخرة، اعتمد على فنانين ليست لهم علاقة بالكوميديا أصلاً سوى أنهم شاركوا في مسلسل كوميدي اجتماعي اسمه “يوميات ونيس”..، صبحي الذي أجبر مشاهديه في معظم أعماله الفنية أن يروا وجوهاً غير مألوفة على أعينهم، فلماذا زكروته؟، لماذا هدى؟، لماذا مطاوع فتيس، لماذا الأخرين؟!!، وكأن هؤلاء الفنانون قرروا أن ينتموا فقط لحزب محمد صبحي ولا يقوموا بالتمثيل إلا معه.
وعن القصص التمثيلية في البرنامج فكان الموضوع غير مقنع تماماً، فكيف يظهر “زكروتة” وهو يتقدم لخطبة “هدى” التي تصغره أعواماً كثيرة، أو كيف يظهر وهو طالب في المرحلة الثانوية في ثاني حلقات البرنامج، كيف يمكن أن يصدق المشاهد ذلك حتى وإن كان يعلم أن الفقرة مجرد تمثيل في تمثيل من أجل الكوميديا أو إيصال مغزى معين.
أما البرنامج الذي من المفترض أن العدد الأكبر من متابعيه “شباب” لم يعتمد على أي عنصر شبابي في التمثيل سوى ريم أحمد –هدى- فقط.
الجمهور الضاحك
من تابع الحلقات جيداً سيجد أن الجمهور أيضاً “بيمثل”، بيمثل أنه لا يستطيع مقاومة الضحك لدرجة أنه كان يخرج منهم بـ “أفورة” تعليقاً على الإفيهات القديمة والمستهلكة التي يلقيها صبحي ورفاقه على المسرح، فاستعان صبحي بأحد الجماهير في الحلقة الثانية والذي مثّل أنه لا يستطيع الكتابة بشكل جيد بسبب مشاكل التعليم في مصر –التي لا يستطيع أحد انكارها-، أما باقي الجمهور فاستخدمه صبحي في الأسئلة التي وجهها لهم والذين مثلوا أنهم لا يعرفون إجابات بعضها، لتخرج هنا الضحكات بسبب جهل الجمهور.
النية السليمة
طبيعي أن يكون البرنامج “نيته سليمة”، يحاول المساهمة في طرح بعض مشاكل المجتمع المصري والمساهمة في حلها، لكن لابد أن يكون محسوب له أكثر من ذلك، لابد أن كان يخرج أفضل من المتوقع، تاريخ محمد صبحي من المفترض أن يكون حافزاً له لأن يساهم في إثراءه بعمل جيد يضيف له، لكن بعد حلقتين من البرنامج لم يكن هذا الأفضل لمحمد صبحي بل أسوأ ما قدم في تاريخه.