الكاتبة والشاعرة والناقدة

عواطف الزين

علاقتي بالقراءة والكتابة مثل علاقتي بالحياة و لا أتصور وجودي بغيرهما .. انظر إلى المرأة كإنسانة من حقها أن تمارس الحياة وتعيشها مثل الرجل تماما

 

المقدمة

عواطف الزين صحافية وكاتبة وشاعرة وناقدة عملت في الصحافة الكويتية , منذ اوائل الثمانينات اعدت برامج ثقافية لتليفزيون الكويت , ولمؤسسة الانتاج البرامجي لدول مجلس التعاون الخليجي , كتبت المقالة النقدية الثقافية و السياسية والاجتماعية في السينما والمسرح والادب والشعر  والقصة القصيرة , حصلت على دكتوراه فخرية من جامعة الحضارة الاسلامية , والعديد من شهادات التقدير من مختلف الجهات الثقافية , من بينها حلقة الحوار الثقافي في لبنان , و نادي الكويت للسينما الفرق المسرحية الاهلية في الكويت , وغيرها من المؤسسات والجهات الثقافية , عواطف الزين شخصية متألقة تتصف بروح التحدي والإصرار والتصميم ، وبالذكاء، والصراحة ، والطموحات ، والثقافة والوعي العميقين، لديها ثقة بالنفس .

اوراق امرأة

صدر لها مؤخرا كتاب "أوراق امرأة" , الكتاب وقع في 90 صفحة من القطع المتوسط موزعة على 13 قصة ، اشتبكت فيها الزين مع واقع المرأة ، محاولة رصد حياة النساء في الشرق دون تصريح مباشر بذلك ، واعتمدت بدلا من ذلك تعبير شخوصها وطريقة تفكير كل منهم ، و المحددات الاجتماعية التي يعيشون فيها وتعيش فيهم .

استرضاء ومواساة النساء

وتذهب الزين من خلال مجموعتها إلى استرضاء ومواساة النساء اللواتي لم يحالفهن الحب ، فتفتتح المجموعة بإهدائها "إلى كل النساء المعذبات منذ زمن الوصل وما بعده" , ولم تقتصر هذه المواساة على الإهداء فحسب ، بل امتدت في معظم قصصها ، فقد وردت متتالية قصصية مكونة من 4 قصص بعنوان "حوراء وآدم" , حاولت القاصة من خلالها رصد الخلاف "الآدمي- الحوائي" , وتسجيل الحالات التي عادت بالخسائر على حواء وحدها ونجا منها آدم .

تراكمات وتجارب

ولعل أبلغ ما يقال في هذا المقام كلام الكاتب والناقد المصري محمد الدسوقي , في افتتاحية الكتاب: "ولهذا تكتب عواطف الزين قصصها مستندة إلى تراكمات وتجارب وتساؤلات قلقة ، نابعة من واقع لا يحقق المتعة القرائية فحسب ، وإنما يولد الأسئلة التي لا يجيب عنها الواقع مباشرة ، فذلك كله نراه منعكسا على العلاقات المشوهة بين الشخصيات العائشة فيه ، فالذي يخون حبه لا يختلف عن الذي يحمل سلاحا أو معولا ليدمر بناء ، وعليه فإن قصص هذه المجموعة تعبر تعبيرا دقيقا عن هموم الكاتبة ورؤيتها الإبداعية المتصلة بعالم الإبداع، بكل ما فيه من دلالة وتأثير" .

س : ما هي الأفكار والقيم والمبادئ التي تحملينها وتؤمني بها  ؟

ج : هي مبادئ يمكن اختصارها ببساطة ، في قيم الخير والحق والجمال , وهذه ليست مجرد شعار يردده الكثيرون , وهم بعيدون كل البعد عن مضمونه , اعمل على تجسيد تلك القيم ، في سلوكي كإنسانة تحمل هما وطنيا يتجاوز وطني الصغير لبنان إلى وطني العربي الكبير ، وفي كتاباتي التي لم تحيد يوما عن هذه القيم ، سواء كتبت في الثقافة بكل ميادينها أو في السياسة ، فشعاري الذي يلازمني هو عنوان كتابي ، الثقافة وطن يختصر تلك القيم ، ويفعلها على ارض الواقع من خلال الإبداع .

س : هل يمكن القول أن شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعيا ومتفائلة ؟

ج : نعم، ولكنها مواصفات مكلفة لأن الجرأة تتطلب قدرات خاصة ، وكذلك الصراحة التي قد لا تعجب الكثيرين ، وقوة الشخصية هي مجموع ما ذكرته , أما التفاؤل فهو ما يميزني عن غيري مهما كانت الأوضاع والظروف قاسية ، لدي دائما نظرة تفاؤل وأمل ، رغم واقعيتي الشديدة في تعاملي مع الحياة في كل تفاصيلها.

س : هل أنت مع حرية المرأة اجتماعيا واستقلالها اقتصاديا وسياسيا ؟

ج : من الطبيعي أن أكون معها لأنني بذلك أكون مع نفسي ، ولكنني لا أتعامل من باب الانحياز للمرأة ضد الرجل ، لأنني انظر إلى المرأة كإنسانة من حقها أن تمارس الحياة وتعيشها مثل الرجل تماما , أنا بالطبع مع حرية المرأة في اتخاذ القرار أي قرار في حياتها ، ومن حقها أن تحصل على كافة حقوقها في أي مكان وزمان ، وأيضا مع استقلالها اقتصاديا حتى لا تكون تابعة للرجل ، وثانيا حتى تحمي نفسها ووجودها ، سواء في حياتها الزوجية أو خارج هذا الإطار , أما موضوع استقلالها السياسي فأنا مع حرية ممارسة حقها السياسي في الترشح والانتخاب ، أو ممارسة النشاط السياسي ودخول البرلمان والمشاركة في صنع القرار على كافة الأصعدة.

س : ما هي علاقة السيدة عواطف بالكتابة والقراءة و هل لديك مؤلفات شعرية ودواوين وقصص  ؟

ج : علاقتي بالقراءة والكتابة مثل علاقتي بالحياة نفسها ، إذ لا أتصور وجودي بغيرهما ، وقد أكون بدأت مبكرا جدا المطالعة والقراءة ، كنت لا أزال في الصف الابتدائي ، حين بدأت اقرأ ما أجده أمامي من قصص وحكايات ، أما الكتابة فلم تتأخر كثيرا إذ بدأت اكتب بعض الخواطر بطريقة شعرية ، وقد برز ذلك بوضوح في موضوعات الإنشاء وأصبح الكتاب صديقي الدائم ، وقد أكون كتبت أول قصة قصيرة وإنا في الرابعة عشر ، ونشرت خواطري في مجلة لبنانية كان اسمها "الجيل الجديد" , و بعد عملي في الصحافة منذ عام 1978م وحتى الآن , أكون قرأت الكثير وكتبت الكثير أيضا ، أما على صعيد الإصدارات فلدي تسعة إصدارات من بين مجموعات قصصية ورواية ومقالات نقدية وأدب .

س : لقد واجهت تحديات صعبة في حياتك كيف تغلبتي عليها ؟

ج : التحدي الأكبر في حياتي هو تربية ابني عبد العزيز الهاشم وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ، هو الآن في العشرين من عمره يعاني من إعاقة ذهنية "داون سندروم" , استطعت أن اصنع منه إنسانا اقرب إلى الإنسان الطبيعي ، من خلال إصراري على تعليمه وتدريبه لدرجة أصبح يومي بكل ما فيه ، هو الآن مسالم ومحب للموسيقى والغناء يعزف على بعض الآلات الموسيقية ، ونال عدة جوائز لتفوقه في المدرسة ، يمارس الرياضة وكرة السلة تحديدا ، كما يشارك في مراثونات المشي أو الركض ويحصل على جوائز , أنا سعيدة به لأنني استطعت أن انتزع من إعاقته إنسانا أفضل ، لذلك كتبت روايتي عن تجربتي والتي تحمل عنوان "عزيزي النابض حبا".

س : ما هي طموحاتك واحلامك التي تتمنى أن تحققيها على الصعيد الشخصي والعام ؟

ج : هو سؤال بسيط ولكنه أيضا سؤال صعب ، إذ يمكن أن نطرح السؤال على النحو التالي , هل يمكن للحلم أن ينمو في ظل الرصاص ؟ , هل يمكن للأمنية أن تحلق وتطير مثل حمامة سلام ؟ ومع ذلك سوف أظل احلم واحلم بوطن عربي كبير مناضل ومقاوم وموحد ، أما على الصعيد الشخصي فأتمنى أن انهي روايتي التي اكتبها الآن ، واصدر بعض الإصدارات شبه الجاهزة التي تنتظر وقتا مناسبا .