أعضاء الخلية عاطلون عن العمل وتصرف لهم رواتب ويتم تجديد إقاماتهم من قبل كفلائهم
خلية الدعم والتمويل لم تخطط لأعمال إرهابية في الكويت والخليج لقصر اليد وليس عن قناعة
«الداخلية» أخطرت الإنتربول رسمياً بأسماء الشركاء الأربعة في الخلية ورجحت وجودهم في أوروبا
أمير زكي ـ هاني الظفيري
تكشفت الخيوط الرئيسية في قضية الخلية الداعشية التي أعلنت «الداخلية» إسقاطها أول من أمس، فقد أكد مصدر أمني مطلع لـ «الأنباء» عن ضبط متعلقات مختلفة منها بدلات خاصة للتعامل مع التفجيرات الجرثومية وهو ما يفتح المجال للتحقيق مع أعضاء الخلية لمعرفة نواياهم رغم تأكيدهم عدم اعتزامهم شن عمليات إرهابية في الكويت أو في أي من دول «التعاون» لـ «قصر اليد وليس عن قناعة».
وكشف المصدر ان ضبط الخلية أماط اللثام عن المزيد من الأشخاص المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي، ومن بين هؤلاء من قدموا الدعم المالي او دفعوا التبرعات ليقينهم بأن هذه الأموال ستضخ الى التنظيم، مضيفا بالقول: كشفت الخلية عن أشخاص يشكلون الحاضنة لهؤلاء الإرهابيين.
 وزاد: يمكن وصف أعضاء الخلية بأنهم عاطلون عن العمل وتصرف لهم رواتب ويتم تجديد إقاماتهم وتوفير سبل المعيشة لهم من قبل بعض كفلائهم.
وشدد المصدر على ان أعضاء الخلية جمعوا ما يزيد على المليون دينار عبر تحويلات منتظمة وهو ما يشكل الخيط الرئيسي والأساسي في الكشف عن الخلية، مضيفا أن الصراف وهو وافد سوري كان الخيط الأول الذي قاد أجهزة الأمن في هذا الإطار.
وأوضح المصدر انهم اعترفوا وأقروا بإرسال ما لا يقل عن 12 جهاديا كمشاريع إرهابية للمحاربة مع التنظيم.
حاضنة الخلية
وقال المصدر ان ضبط افراد الخلية الارهابية كشف امام اجهزة وزارة الداخلية عن المزيد من الاشخاص المتعاطفين مع تنظيم داعش الارهابي ومن بين هؤلاء اشخاص قدموا الدعم المالي او دفعوا التبرعات لأعضاء الخلية ليقينهم وعلمهم بأن هذه الاموال سوف تضخ لأعضاء التنظيم.
ايضا كشفت الخلية تلك عن اشخاص آخرين كانوا يشكلون الحاضنة لهؤلاء الارهابيين، حيث كشفت التحقيقات ان معظم الموقوفين من اعضاء الخلية يمكن وصفهم بالعاطلين عن العمل ورغم ذلك تصرف لهم رواتب ويتم تجديد إقامتهم وتوفير سبل المعيشة من قبل كفلائهم.
أكثر من مليون دينار
وقدر المصدر الأمني المبالغ المالية التي جمعها اعضاء الخلية بما يزيد على المليون دينار، مشيرا الى ان بداية الكشف عن الخلية جاءت من خلال رصد اجهزة متخصصة قيام احدهم في محافظة العاصمة بتحويل مبالغ مالية بشكل متكرر، مشيرا الى ان الصراف وهو وافد سوري كان الخيط الأول الذي قاد اجهزة الامن الى الكشف عن الخلية.
خلل مصرفي
وأشار المصدر الى ان ضبط الخلية كشف لأجهزة وزارة الداخلية وكذلك للأجهزة المصرفية عن خلل سوف يتم تداركه خلال الفترة المقبلة، وهذا الخلل يتمثل في تمكين متعاطفين مع المنظمات الارهابية والمتشددة من ارسال اموال لخارج البلاد رغم الاجراءات المصرفية التي يتم اتباعها لمنع ارسال اموال بصورة غير قانونية إلى خارج البلاد.
ولفت المصدر الى انه تبين ومن خلال التحقيقات مع افراد الخلية الارهابية انها ارسلت مشاريع ارهابية للمحاربة مع تنظيم داعش الارهابي سواء من داخل البلاد أو من دول خليجية مجاورة، حيث اقروا بأنهم ارسلوا ما لا يقل عن 12 مجاهدا، حيث ان الشبكة لها علاقات متشعبة بعناصر متشددة، لافتا الى ان اوجه الدعم للأشخاص الذين كان يتم ارسالهم للمحاربة مع تنظيم داعش الارهابي كانت تتمثل في اعطائهم المال ليمكنهم من السفر وحجز فنادق لهم للإيحاء بأنهم ذاهبون للسياحة والطلب منهم عمل تغييرات شكلية بحلق اللحى وما شابه، كما كان اعضاء الخلية ينسقون مع اشخاص يستقبلون العناصر الارهابية وتسهيل مهمة إدخالهم الى مناطق سيطرة داعش في سورية والعراق.
الواتساب والبريد مخترق والفيسبوك أيضاً
وحول كيفية التواصل مع تنظيم داعش الارهابي، قال المصدر ان التحقيقات كشفت عن ان المتورطين في الخلية كانوا يتواصلون فيما بينهم وأعضاء داعش الارهابية عن طريق برنامج الـ «تلي غرام» الذي يرون انه آمن بخلاف الواتساب والبريد الإلكتروني اللذين يعتقدون انهما مخترقان من قبل اجهزة الاستخبارات والأجهزة الامنية محليا ودوليا.
الدواوين
وحول كيفية جمع التبرعات، قال المصدر استنادا الى التحقيقات ان المتهمين اقروا بأن اغلب التبرعات التي تم الحصول عليها كانت من الدواوين خاصة بعد التشديد في اجراءات جمع التبرعات وأن بعضا من الاشخاص الذين كان يتم جمع التبرعات منهم كانوا على علم بأن هذه الأموال ذاهبة الى المجاهدين، بينما هناك آخرون لا علم لهم بذلك.
الإنتربول وأوروبا
وأكد المصدر ان الاجهزة الامنية اخطرت ادارة الإنتربول بأسماء 4 أشخاص وحددت دور كل منهم باعتبارهم ممولين لنشاط داعش الارهابي، مشيرا الى ان المعلومات المتوافرة لدى اجهزة وزارة الداخلية تشير الى وجود بقية اعضاء التنظيم في اوروبا.
دعم وأساليب للتخفي
تبين أن أوجه الدعم للأشخاص المرسلين للجهاد مع «داعش» كانت تتمثل في تأمين الأموال اللازمة للسفر والإقامة في فنادق للإيهام بأنهم ذاهبون للسياحة والطلب منهم عمل تغييرات شكلية بحلق اللحى مع الاتصال بالعناصر الوسيطة لاستقبالهم وإدخالهم الى مناطق سيطرة التنظيم في سورية والعراق.
لماذا «التليغرام»؟
تم اختيار «التليغرام» كوسيلة للتواصل نظرا لأنه الأكثر أمنا من الوسائل الأخرى، حيث يتيح لمستخدميه إجراء محادثات سرية، وتتلاشى وتختفي الوسائل والوسائط وأي ملفات أخرى مرسلة بين الطرفين في وقت يحدده المستخدم نفسه، ايضا يمكن للمستخدم البدء بإجراء محادثة سرية مع اي شخص ومن ثم تحديد «عداد التدمير الذاتي»، وايضا إرسال أي نوع من الملفات وبأحجام كبيرة، ولا يستطيع متابعو قنوات التطبيقات الأخرى رؤية ومعرفة هوية المتابعين والمشتركين الآخرين.
تبرعات من «دواوين»
كشفت التحقيقات ان التبرعات لـ «داعش» جمع أغلبها من الدواوين خاصة بعد التشدد في إجراءات جمع التبرعات من اللجان الخيرية، ولم يكن بعض جامعي هذه التبرعات يعرفون انها ستخصص للتنظيم.
فرنسا: تعاون وثيق مع الكويت لمواجهة الإرهاب
أشادت فرنسا بالجهود التي تقوم بها الكويت بعد إعلانها الخميس القبض على شبكة متطرفة تمول «داعش» وتزوده بالأموال والأسلحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال: «اننا نشيد بالنتائج التي حصلنا عليها للتو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب» في الكويت.
وأضاف ان «فرنسا والكويت تتعاونان عن كثب شديد في هذا المجال وفي مجالات عديدة أخرى»، مؤكدا ان «لدينا تعاونا ذا كفاءة عالية للغاية مع الكويت في جميع المجالات.
تفقّد أمن الدولة لمتابعة التحقيقات مع الخلية الإرهابية واستمع إلى شرح حول آخر المستجدات في عمليات البحث والتحري
الخالد تابع التحقيقات في أمن الدولة: ثقة القيادة السياسية دافع للمزيد من الجهد حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين
قام نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بزيارة مقر الإدارة العامة لجهاز أمن الدولة حيث كان في استقباله وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون امن الدولة الداخلي اللواء عصام النهام وكبار القيادات الأمنية لأمن الدولة وقد نقل لهم تحيات وتقدير صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وفخر واعتزاز جميع المواطنين الذين تابعوا الجهود الأمنية المتميزة والتي أسفرت عن ضبط الخلية الإرهابية الأخيرة والجهود الاستباقية التي يقوم بها رجال أمن الدولة في تأمين الأمن الداخلي للوطن الغالي الكويت.
واستمع الخالد من اللواء النهام إلى تقرير عن آخر مستجدات عمليات البحث والتحري والتحقيقات الجارية مع الشبكة الإرهابية التي تم ضبطها مؤخرا.
وقال الخالد لرجال أمن الدولة إن ثقة القيادة السياسية العليا فيكم دافع وحافز لنا لمزيد من الجهد والعطاء والإخلاص لأمن الوطن وأمان مواطنيه لما تقدمونه من إنجازات وطنية متلاحقة وعلى أعلى المستويات لقدرتكم وسرعتكم في التعامل مع الخلايا والشبكات والعناصر الإرهابية.
وأضاف: كنت معكم وبينكم أتابع تفاصيل مراحل خيوط كشف وضبط عناصر الشبكة الإرهابية الأخيرة، كما حرصت على التواجد مع رجال التحقيق والاستماع إلى سير التحقيقات مع أفراد الشبكة الإرهابية وهي تدلي باعترافاتها عن مخططاتها الإجرامية وارتباطها مع جماعات داعش الإرهابية.
واختتم الخالد اللقاء متمنيا لهم المزيد من النجاحات والتوفيق خدمة للمصالح العليا لأمن الوطن وسلامة المواطنين، وتوجيه المزيد من الضربات الاستباقية لتأمين وحماية الجبهة الداخلية ووقاية امن الوطن من جميع الأعمال الإرهابية المشبوهة.