رغم الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر عقب أحداث 30 يونيو وحرص الدولة على محاربة الفكر المتطرف، إلا أن مناهج وزارة التربية والتعليم احتوت على بعض المعلومات والموضوعات التى من شأنها التأثير على سلوكيات الطلاب سلبيا وتدفعهم إلى العنف، حسب ما أكده عدد من أولياء الأمور. وشكا عدد من أولياء الأمور من بعض العبارات وردت فى كتاب التربية الدينية، للصف الأول الإعدادى متعلقة فى قصة "أسماء بنت أبى بكر"، زوجة الصحابى الزبير بن العوام، حيث ذكرت إحدى صفحات الكتاب، حسب ما أكده ولى الأمر "ح.أ" بمدرسة رسمية للغات تابعة لإدارة شرق مدينة نصر، أنه بعد إسلام الزبير بن العوام جاءه عمه وسأله هل أسلمت؟ فرد الزبير نعم أسلمت لله رب العالمين، فقال له عمه دعك من هذا وعد إلى دين قومك فهو خير وأفضل، فأجاب الزبير لن أعود وافعل ما تشاء. وأكدت الوزارة فى كتابها: أن العم اشتد غضبه وقرر أن ينتقم من الزبير بن العوام فأمسكه وقيد يديه ورجليه بالحبال ولفه فى حصير وعلقه على الحائط وأوقد تحته نارا فاندلعت ألسنة الدخان إلى رأس الزبير ونفذت إلى عينيه فسالت منها الدموع وكاد الدخان أن يكتم أنفاسه فأحس الزبير ضيقا شديدا، وكاد أن يغمى عليه ويفقد صوابه ولكنه صبر على البلاء وتحمل العذاب الشديد ولم يقلل من إيمانه وعقيدته. وطالب "محمد.ح" إعادة النظر فى تنظيم المناهج وتنقيحها، مشيرا إلى أن ما تضمنه منهج التربية الدينية يحث الطلاب على العنف، قائلا: "أسلوب تصوير تعذيب عم الزبير لم تثرى الرواية وكان يجب عدم الدخول فى أنواع التعذيب الشديد حتى لا يخيل للطالب صور العذاب ويدفعه إلى العنف". من جانبه، قال الدكتور جمعة محمد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم، إن منهج التربية الدينية تم مراجعته من قبل الأزهر الشريف ووزارتى الأوقاف والتربية والتعليم، موضحا أن هناك لجانا منعقدة باستمرار لتنقيح ومراجعة المناهج، مشيرا إلى أن ما ورد بالكتاب أحداث واقعية تعرضت لها الدعوة الإسلامية فى بداية الأمر. وأوضح أن الزبير بن العوام ليس الوحيد الذى تلقى مثل هذا العذاب بل سبقه كثير من الصحابة، وثبتوا على كلمة التوحيد ولم يرتدوا عنها، موضحا أن تحمل العذاب يدل على قوة إيمان الزبير بن العوام ورسوخ عقيدة التوحيد فى قلبه.