ارتشف محمود المليجي، رشفة من فنجانه، ثُم اضجع على كرسيه وقال لعمر «يا أخي الحياة دى غريبة جدًا.. الواحد فيها ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر»، ثم وكعادته في الإتقان، مال برأسه ونام وأتقن صوت الشخير، والحضور يضحكون، ويتعجبون لذلك الاتقان الشديد، ثم انقطع الشخير، وانقطع الضحك أيضًا، وطال الصمت، ثم قال عمر الشريف: «إيه يا محمود!.. خلاص»، لكن محمود المليجي، لم يُجبه، ليجد بعد أن تحسسه أنه فارق الحياة، وأن ذلك لم يكن غير إتقانٍ شديدٍ لمشهد موته.

أُبلغ عمر الشريف منتج الفيلم ممدوح الليثي، بخبر وفاة «المليجي»، فأسرع إلى مكان التصوير، فتيقن من وفاته، وحمله وذهب به إلى بيته، ليجد المصعد معطّلا، فحمله على كتفه خمسة أدوار، ووضعه على سريره، وأخبر زوجته الفنانة علوية جميل، أنه متعب، قبل أن يخبرها أنه فارق الحياة، حسب رواية «الليثي» الذي أكد أنه انتقل من طفلٍ يحلُم أن يتشبث بـ«المليجي»، إلى منتج لأفلامه، قبل أن يحمل جثمانه بعد أن مات وهو يمثل، كما تمني، حسب رواية أصدقائه أكثر من مرة.