المشاورات لاتزال جارية بين حماس وإسرائيل حول المشروع وأملك أسماء المفاوضين والزمان والمكان الذي تتم فيه
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه رفض عرضا إسرائيليا لتسلم 1000 كيلومتر في سيناء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقال عباس، خلال لقائه بالإعلاميين المصريين بمقر إقامته في قصر الضيافة بالقاهرة، مساء الأحد، إن مشروع سيناء كان مطروحا للتشاور بين حركة حماس وإسرائيل لاقتطاع 1000 كم من أراضي سيناء لتوسيع غزة في زمن مرسي، لكنه رفض المشروع قائلا: «لن نأخذ أي سنتيمتر واحد من أرض مصر».
كما ذكر أن الرئيس المعزول مرسي عاتبه على رفض العرض وقال باللهجة المصرية العامية «وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة».
وأوضح عباس أن وزير الدفاع «آنذاك» عبدالفتاح السيسي أصدر قرارا بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع، وشدد على أن المشاورات لاتزال تجري بين حماس وإسرائيل حول هذا المشروع، وكشف الرئيس الفلسطيني عن مفاوضات مباشرة تجريها حركة حماس مع إسرائيل.
وأكد عباس أن لديه أسماء المفاوضين والزمان والمكان الذي تتم فيه تلك المفاوضات، بالإضافة للقاءات غير مباشرة قادها رئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، في هذا الإطار.
من جانب آخر، أفادت مصادر مصرية وفلسطينية أن هناك جهودا تبذل لإتمام المصالحة بين «أبو مازن» والنائب محمد دحلان، الذي وصل القاهرة مساء الأحد، في نفس توقيت زيارة أبو مازن.
كذلك أشار إلى أن عباس أبدى تجاوبه في ملف المصالحة مع دحلان، لكن كان له بعض التحفظات على تحركات النائب على المستوى العربي، وأيضا على الصعيد الداخلي الفلسطيني، فيما لم يرفض عودة دحلان لرام الله بصفته نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد استقبل مساء الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له، حيث صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على الأهمية التي توليها مصر للقضية الفلسطينية ودعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشدد السيسي خلال اللقاء على مواصلة مصر لمساعيها الدؤوبة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، موضحا أن التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يخلق واقعا إقليميا جديدا سيساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط.
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني أن بلاده تثمن الجهود المصرية الصادقة والمساعي المقدرة للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتهدئة الأجواء المشحونة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة في الوقت الراهن.
كما أشاد بالدور المصري التاريخي في هذا الصدد، وما تقوم به من اتصالات مع القوى الإقليمية والدولية بهدف توفير الحماية للشعب الفلسطيني ودفع جهود استئناف مفاوضات السلام قدما.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثا بشأن الأوضاع الإنسانية والأمنية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية، والاحتقان المتزايد لدى الشعب الفلسطيني نتيجة انتهاك حرمة المقدسات الدينية واستمرار الاستيطان. كما بحث الجانبان التحركات العربية القادمة لتدعيم السلطة الفلسطينية، إضافة إلى المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وذكر يوسف أن الرئيس المصري أوضح أن عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة وتوليها الإشراف على المعابر وفقا للمقررات الدولية ستكون له نتائج إيجابية على انتظام فتح المعابر مع القطاع، ما سييسر معيشة الأشقاء الفلسطينيين في غزة، ويساهم في توفير احتياجاتهم اليومية.
وأضاف السيسي أن الإجراءات التي تتخذها مصر من أجل تأمين حدودها الشرقية تتم بتنسيق كامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا يمكن أن تهدف إلى الإضرار بالأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة.
واتفق الجانبان خلال اللقاء على أهمية وقف الممارسات التي تؤدي إلى زيادة الاحتقان بالأراضي المحتلة، وضرورة وضع حد للاستيطان وتوفير الحماية اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني، وتهيئة المناخ اللازم لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عن اتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة له.