جاء إعلان شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا «القابضة»، وشركة «أكت فاينانشيال» للاستشارات، أمس، عن شراء نسبة 100%، من رأس مال شركة بلتون المالية القابضة، وبسعر نقدى 4 جنيهات للسهم، بماله من أرباح وأسهم مجانية، وبحد أدنى 51 % لصالح شركة أوراسكوم للاتصالات، وعلى أن يتم توزيع الأسهم المعروضة للبيع بينهما على أساس، نسبة 53% من أسهم شركة بلتون المالية القابضة لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، نسبة 13 % لشركة أكت فاينانشيال للاستشارات، وما يتبقى من الأسهم المعروضة يتم تخصيصها لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية على نشر عرض الشراء الإجبارى ليسدل الستار على واحدة من أهم الصفقات الاقتصادية، التي يجرى تنفيذها لأهداف سياسية تهدف للتوغل بالسوق الإماراتية واختراقها من باب الاقتصاد. وبعدما فشل نجيب ساويرس، في الاستحواذ على حصة حاكمة من أسهم شركة هيرمس، بهدف الدخول للسوق الإماراتية عبر منفذ رسمى وكيان مسجل بالإمارات، لا تثار حوله الشبهات في صفقة وصفت بالفضيحة، لمحاولة استحواذه على شركة برأس مال قدره 3 مليارات جنيه، بينما شركته برأس مال مليار دولار واحد، راح ساويرس يفتش عن بديل للنفاذ للإمارات مرة أخرى، ووجد ضالته في الاستحواذ على بلتون القابضة.
وهنا يأتى السؤال الصعب، لماذا يسعى ساويرس، لدخول الإمارات خاصة وأن دخول ساويرس لأى بلد يكون مرتبطا بالأجندة الأمريكية، فجميع الدول التي يعمل بها، تشهد اضطرابات سياسية، ومنها العراق وباكستان وغيرها.
تفاصيل الصفقة تكشف الحقائق التي تدار في الغرف المغلقة وتكشفها المستندات ولنقترب من الحقيقة، ولابد من قراءة المشهد عن قرب حسب الأوراق.
المستند الأول.. صادر عن أوراسكوم تليكوم التي يرأسها نجيب ساويرس، وهو مؤرخ في 18 أكتوبر الماضى، ويقول إن ساويرس أدار مفاوضات للدخول في شراكة مع أرامكس المقيدة ببورصة دبى، إلا أن مجلس إدارة أرامكس حاول الإجابة عن أسئلة كثيرة لكن ساويرس امتنع فقررت أرامكس تأجيل البت في قرار المشاركة.
وكان على الطرف الآخر طلب البورصة المصرية، إفصاح شركة أوراسكوم كونستر إكشون المنشأة وفقا لأحكام القانون الإماراتى وبالفعل قدم ساويرس تحت ضغط من البورصة إفصاحه الذي جاء فيه أن ناصف ساويرس، شقيق نجيب، هو رئيس مجلس الإدارة، وأن هيكل الملكية يتضمن مساهمة ناسداك دبى المحدودة بنسبة 88.8 % بالإضافة لآل ساويرس ويضم في عضوية مجلس إدارتها أسامة بشاى وسلمان بط وعارف نافقى وسامى حداد وخالد بشارة وعزمى ميقاتى وهذه الشركة ليست بعيدة عن صفقة بلتون الفابضة التي تضم 9 شركات للترويج وإدارة الصناديق والاستثمار.
ويضم هيكل ملكية بلتون القابضة علاء سبع، مهندس عملية استحواذ ساويرس على هيرمس الفاشلة، ويمتلك سبع 10.4%، و«سكيد مور» المملوكة لرجل الأعمال ممدوح عباس، بواقع 18.26%، وشركة «إم إم جروب» 10.18%، و«أس أو أس هولدنج» 8.18%، وأحمد حسين عبدالمجيد 9.62%، ومنى فؤاد طاهر 8.14%، وخالد آل نهيان 3.14%، والنسبة المتبقية لمساهمين آخرين 11%، وإم إم جروب ويضم مجلس الإدارة ماجد شوقى رئيس البورصة السابق ووائل عباس وأيمن ممدوح عباس والشيخ خالد بن زايد وشامل أبوالفضل وخالد محمود بجانب سميح ساويرس وهوما يكشف أن نجيب يشترى من شقيقه سميح. وبالعودة لصفقة بلتون وسيناريوهات الاستحواذ نجد أن شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة التي يرأسها نجيب وشركة «أكت فاينانشيال» للاستشارات، التي يرأسها الدكتور سامح الترجمان رئيس هيئة سوق المال السابق أرسلت بيانا للبورصة حول تفاصيل خطاب النوايا المقدم للاستحواذ على عدد 162741798 سهما، بما يمثل نسبة 100% من أسهم شركة بلتون المالية القابضة شريطة القيام بفحص ناف للجهالة مسفرا عن نتيجة مرضية لكل من الشركتين.
وقالت مصادر وثيقة الصلة بتحالف «أوراسكوم – أكت» إن ساويرس أشاع أن تنفيذ صفقة الإستحواذ على شركة بلتون المالية القابضة، مرهون باستجابة علاء سبع، رئيس مجلس إدارة الأخيرة للعرض، خاصة أنه يستحوذ وأطرافه المرتبطة على حصة مجتمعة تقترب من 29% من الأسهم.