غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن خادمه سيدنا ثوبان رضي الله عنه، وحينما وصل عليه الصلاة والسلام قال له ثوبان "أوحشتني يارسول الله؟!" وبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهذا يبكيك" قال ثوبان رضي الله عنه: "لا يارسول الله، ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة".
فنزل قول الله تعالي: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
يوم غزوة أحد قال النبي صلى الله عليه للجيش: "استووا. استقيموا" فينظر النبي صلى الله عليه فيري سيدنا سوادا رضي الله عنه لم يستو فقال النبي صلى الله عليه: "استو يا سواد" فقال سواد رضي الله عنه: "نعم يارسول الله ووقف، ولكنه لم يستو، فجاء النبي صلى الله عليه بسواكه ونغز سوادا رضي الله عنه في بطنه" وقال: "استو يا سواد".
فقال سواد رضي الله عنه: "أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني من نفسك"ـ أي اجعلني أقتص منك ـ فكشف النبي صلى الله عليه عن بطنه الشريف، وقال: "اقتص يا سواد" فانكب سواد رضي الله عنه علي بطن النبي صلى الله عليه يقبلها وهو يقول: "هذا ما أردت" وأضاف: "يارسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك".