وكأن الزمن لم يمر، وكأنها لم تغب عن جمهورها ما يقرب من عشر سنوات كاملة، وكأنها لا تزال تقدم برامجها الشهيرة على شاشة التليفزيون المصرى، وكأن «صباح الخير»، و«مساء الخير»، و«فكر ثوانى واكسب دقايق»، و«اخترنا لك» تُعرض فى مواعيدها المعتادة التى يحفظها الناس عن ظهر قلب: صباح الاثنين ومساء الأربعاء وعصر الخميس ومنتصف ليل الجمعة.
عاد الزمن للخلف فجأة عندما أطلت المذيعة نجوى إبراهيم على المشاهدين فى برنامجها الجديد «بيت العائلة» عبر فضائية «النهار» مساء الأحد الماضى، لتصل ما انقطع بينها وبينهم، إن كان ثمة شىء انقطع بالفعل. نجوى إبراهيم، المذيعة والممثلة، صاحبة أشهر برامج المنوعات والمسابقات والأطفال والمرأة فى تاريخ التليفزيون المصرى، وصاحبة الأدوار السينمائية المميزة على شاشة السينما.
بدأت العمل داخل مبنى ماسبيرو الشهير فى ستينات القرن الماضى، حين تقدمت لاختبار المذيعات ولم تكد تتم عامها السادس عشر، اجتازت الفتاة الصغيرة الاختبارات بنجاح ليتم تسجيلها فى إدارة الأطفال، حيث قدمت برنامج «عصافير الجنة» خلفاً للمذيعة الراحلة سلوى حجازى.
وهو البرنامج الذى شهد ميلاد شخصية «بقلظ»، ذلك الأراجوز الخشبى صاحب الصوت الرفيع الحاد، الذى استخدمته «ماما نجوى» لتعليم ملايين الأطفال داخل مصر وخارجها سلوكيات لا يزال عدد كبير منهم يتذكرها، رغم مرور السنين. ومن برامج الأطفال إلى برامج المنوعات التى بدأتها «نجوى» بـ«6 على 6»، و«10 على 10»، و«100%»، وكانت من أوائل المذيعات اللاتى نزلن الشارع بكاميرات برامجهن.
لتسجل فقرات شديدة الحيوية فى برامج «صورة» و«فكر ثوانى واكسب دقايق»، وبالإضافة إلى تقديم البرامج على شاشة التليفزيون لمعت «نجوى» على شاشة السينما، فى دور «وصيفة» فى الفيلم الشهير «الأرض» الذى أخرجه الراحل يوسف شاهين، وعرض للمرة الأولى فى عام 1970، محققة بدورهاً نجاحاً كبيراً، مهد لها الطريق للمشاركة فى أفلام أخرى مثل «فجر الإسلام»، و«خائفة من شىء ما»، و«الرصاصة لا تزال فى جيبى»، و«حتى آخر العمر»، و«بعيداً عن الأرض»، و«المدمن».
ورغم الغياب الطويل عن شاشة التليفزيون كمقدمة برامج، فإن نجوى عادت للظهور مرة أخرى منذ سنوات قليلة فى مسلسل تليفزيونى حمل عنوان «قيود من نار»، ثم دور البطولة أمام الزعيم عادل إمام فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» الذى عرض فى رمضان الماضى، قبل أن تعود لممارسة مهنتها القديمة كمذيعة فى برنامجها الجديد «بيت العائلة».