- يعرض لنا الكاتب الشاب إسلام إسماعيل صاحب كتاب ( رأيت الشيطان) والذي أطلق روايته الثانية منذ أيام قليلة بعنوان (الذى كان يحب لاقيس) تجربته ويكتبها بقلمه ونعرضها هنا كي يستفيد منه كل من يريد إقتحام مجال الكتابة .
 
يقول إسلام : 
لقد أتيت الى الدنيا لا أعرف شى، ثم وجدت علامات تركها من سبقونى، تعلمت منها واستفدت الكثير، وكنت حريص دائما على تسجيل يومياتى منذ الطفولة المبكرة، كما كنت أعشق القراءة بالذات فى القرآن الكريم ، كما كنت أعشق كتابة موضوعات التعبير وشجعتنى مُدرستى الفاضلة التى لا أنساها أبدا (أبلة  ثُريا) والتى كانت تشجعنى على القراءة والكتابة، مما أهلنى فى نهاية المرحلة الابتدائية لأن ألقى كلمة يومية فى الاذاعة المدرسية.
 
كما كنت أحاول كتابة الشعر ولكن لم يستهوينى مثل النثر، وفى الاعدادى اشتركت فى مسابقة لللقصص القصيرة فى المدرسة وكتبت ثلاثة قصص وكافأونى بقطعة جاتوه واكلاسير لحمل الكتب، لم أعرف هل فزت أم لا ولا أعرف أين ذهبت هذه القصص ولا حتى أذكرها، وفى الثانوية داومت على قراءة الشعر ثم دخلت كلية دار العلوم طمعا فى اتقان اللغة العربية ولكنى لم أشعر بالشغف نحو الدراسة وتعرفت فى عامى الأول على فريق المسرح وقضيت بعد ذلك ثلاثة سنين منتسب بالكلية إسما وأنا لا أذهب إلا للمسرح وبعد مرور 3 سنوات قررت ترك كلية دار العلوم والإلتحاق بكلية الآداب قسم الفلسفة.
ورغم معارضة الجميع ورغم ان القرار يبدو غير منطقى الا انه من افضل القرارات التى اتخذتها فى حياتى، وفى قسم الفلسفة بدأت التعرف على الثقافة بالمعنى الحقيقى ولم يمنعنى حبى للدراسة من الالتحاق بفريق المسرح، كممثل وبعد ذلك مخرج ومؤلف وأثناء دراستى كانت لى عدة تجارب منها كتابة مسرحية بعنوان (أنا مبسوط قوى) بعد التخرج شغلتنى الحياة ثم تزوجت وعندما علمت انى على وشك أن اصبح أب قررت أنى يجب أن اترك شىء لمن يأتى بعدى وبدأت كتابة كتاب رأيت الشيطان وهو مجموعة مقالات تجمع خلاصة تجاربى وخبراتى وأفكارى التى كونتها فى أعوامى الثلاثين، أناقش فيه قضايا شائكة مثل الالحاد والتطرف ثم قررت أن أنشر الكتاب فبحثت فى الموضوع وواجهتنى صعوبات كثيرة لأن دور النشر الكبيرة لا ترد أصلا ودور النشر الشبابية تستغل سعينا للحلم فتضع كل الاعباء المادية على الكاتب وتعطيه نسبة صغيرة من الارباح لا تزيد عن 30% فى أفضل الحالات، وقمت بالفعل بنشر الكتاب وتحملت النفقات، وفى أثناء ذلك انهيت روايتى الأولى (الذى كان يحب لاقيس) التى خرجت من المطبعة الاسبوع الحالى ومن المفترض أن يقام حفل التوقيع لها نهاية الشهر الجارى.
 
ولأني عانيت كثيرا أحاول أن أفيد من يأتى بعدى فأصبحت أكتب عن تجربتى مقال كل يوم أربعاء وأنشره على صفحتى على الفيسبوك وفى نفس الوقت أعمل على مشروع رواية جديدة قد ينتهى خلال العام القادم باذن الله، كما أكرس الكثير من وقتى لدراسة مبادىء الدعايا والتسويق للكتب ولاحظت أن أغلب المصادر فى الموضوع انجليزية ولذلك بدأت فى عمل دليل للتسويق والدعايا للكتب ليفيد كل من يحتاج الى هذه المعلومات التى أعتقد أنها لا تقل أهمية للكاتب عن الكتابة والنشرلأن الكتب المنشورة بدون تسويق ودعايا جيدة ستبقى على الرفوف.
 
وفى النهاية أنصح الكاتب الشاب بالثقة فى الله وفى موهبته و بالصبر وتحديد الهدف وتطوير نفسه كل يوم وعدم التوقف عند الكتابة بل عليه القيام بالدعايا لكتابه وترويجه.