سادت حالة من الارتباك الدبلوماسي اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا استعدادًا لتنفيذ المطالب المصرية لمناقشة الطلب المصري الرسمي بإخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية للتفتيش الدوري اليوم، خاصة أن هذا الطلب خرج لأول مرة بتأييد جميع الدول العربية والإسلامية وغالبية الدول العالمية الصديقة.

وانطلق المؤتمر السنوى للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته الـ59، أمس الأول الإثنين، في العاصمة النمساوية فيينا مقر الوكالة، ويستمر خمسة أيام، ويعد المؤتمر الأهم في تاريخ الوكالة حيث سيناقش الاتفاق النووى الإيراني، إضافة إلى طلب مصر ودول عربية أخرى مناقشة الملف النووى الإسرائيلي.

وكشف مصدر رفيع المستوى، عن تقدم الوفد المصرى في المؤتمر، بطلب رسمى لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وتطبيق بنود الاتفاقية الدولية بالتفتيش على إسرائيل.

وقد أعرب خبراء الطاقة الذرية وخبراء الوكالة السابقين على أن هذا الطلب لم يكن الأول من نوعه، وأن إسرائيل ستنجح كالعادة في الإفلات من الضغوط المصرية المدعومة دوليا، مبينين أن المطالب المصرية المشروعة دائما ما تخرج بالرفض نتيجة للتحالف "الأنجلو- أمريكي" الذي يتقدم بقرار الاعتراض "فيتو" لصالح تل أبيب.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمود بركات الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة العربيةأ على أن "تل ابيب" لا يهمها حجم التأييد الذي حظي به الطلب المصري، وان هذا التأييد طالما خرج من اصوات بعيدة عن نطاق "واشنطن" و"لندن"، ضعيف جدا، مشيرا إلى أن الحكومات الإسرائيلية دأبت على نغمة تهييج الرأي العام العالمي وتخويف الكثير من الدول قبل كل اجتماع.

وأوضح بركات أهمية الاستمرار في تقديم الشكاوي المصرية والعربية للمجتمع الدولي وللوكالة حتى وأن كانت ستخرج بنفس القرار بعدم اخضاع المنشات النووية للتفتيش، للحفاظ على القضية ومشروعيتها، مؤكدا أهمية البحث عن بدائل أخرى في المفاوضات، على رأسها البحث عن ضمانات بعدم تأثير تلك المفاعلات علي البيئة العامة، أو من خلال التهديد المباشر كما تفعل إسرائيل، خاصة أن مصر لا تخشى أي تهديد نووي إسرائيلي لأنها لن تقف مكتوفة الأيدي.

أما الدكتور إبراهيم العسيري كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أشار إلى الفشل الكبير الذي دائما ما تحققه مناقشات الوكالة حول المنشآت النووية الإسرائيلية، مبينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحتى بريطانيا لن تسمحا بفرض أي عقوبات أو رقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية.

وقال العسيري، إن إدعاءات رئيس الأركان الإسرائيلي السابق حول أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لها حق امتلاك المفاعلات النووية، وتهديداته بأن كل الوسائل مقبولة لحرمان العرب من التكنولوجيا النووية، تؤكد مدى سيطرة "تل أبيب" على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومدى إدراكها للمساندة الأمريكية لها.