"حفظ الدين على أصوله المستقرة، وما أجمع عليه سلف الأمة"، أول مهمة من مهام خليفة المسلمين كما أورد الماوردي في الأحكام السلطانية"، لكن بعض خلفاء المسلمين الذين تولوا أكبر منصب دنيوي فى الدولة الإسلامية لم يقوموا بهذه المهمة، بل كانت أفعالهم مناقضة لها.. سنعرض بعض هذه المواقف:
 
 
 
هدم الكعبة
 
في عهد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية قام جيشه بحصار مكة لتحصّن عبدالله بن الزبير فيها، فتمت محاصرة الكعبة، ورموها بالمنجنيق، دون النظر إلى حرمتها، فاحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة، وتهدم سقفها، فقام ابن الزبير بعد ذلك بهدمها، وإعادة بناءها من جديد.
 
وذكر الطبري في تاريخ الأمم والملوك، ونقل عنه ابن كثير في "البداية والنهاية"، أن ابن الزبير هدم الكعبة، بعدما مال جدارها من رمي المنجنيق، حيث هدم الجدار حتى وصل إلى أساس إبراهيم.
 
تمزيق القرآن
 
أما الخليفة الوليد بن يزيد، ففتح المصحف يوما، فأول ما قرأ "وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ"، فأخذ سيقه ومزق المصحف، وقال:
 
"أتوعد كل جبار عنيد *** فأنا ذاك جبار عنيد"
 
"إذا ما جئت ربك يوم حشر *** فقل يارب مزقنى الوليد"
 
وروى هذه القصة الماوردي فى كتابه أدب الدنيا والدين.
 
 
آخر عهدي بك
 
أما الخليفة عبدالملك بن مروان، فأخبروه أنه أصبح خليفة للمسلمين وهو يجلس في المسجد يقرأ القرآن، فأمسك بالمصحف وأطبقه، وخاطبه بقوله "هذا آخر عهدي بك"، كما أورد الذهبي في "سير أعلام النبلاء".