انتقل الى رحمة الله تعالي احد ابرز الصحفيين المصريين العاملين في عمان وهو الزميل شوقي حافظ الذي ذاع صيته في سلطنة عمان كلها.. وفي هذا المصاب الجلل يتقدم الصحفيون المصريون في في الكويت وموقع مصريون في الكويت بخالص العزاء للزملاء الصحفيين المصريين في عمان كما نتقدم بخالص العزاء لاسرة الفقيد ولاسرة تحرير جريدة الوطن العمانية التي عمل بها الفقيد لسنوات عديدة وليس احق بالحديث عن المغفور له من اسرة تحرير الصحفية التي عمل بها والذين سطروا الكلمات التالية في وداع الفقيد. 
الزميل شوقي حافظ في ذمة الله

فقدت أسرة تحرير (الوطن) قلمًا مبدعًا ورمزًا من رموزها الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة والمهنة، حيث غيَّب الموت الزميل شوقي حافظ بعد معاناة وصراع مع المرض، وتردد على المستشفيات في جمهورية مصر العربية متوكلًا على الله آخذًا بالأسباب لعل البارئ عز وجل يتمم له رحلته في العلاج بالشفاء ويخلصه من معاناته، غير أن قدر الله كان أعجل من إرادة الزميل وعزمه، ولا راد لقضاء الله القائل "لكل أجل كتاب". و" فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".شوقي حافظ
ويعد الزميل أحد أولئك الجنود الذين تربعوا على عرش الصحافة، وعايشوا النهضة الإعلامية في السلطنة، حيث عمل مديرًا لمكتب (الوطن) في محافظة ظفار مواكبًا منجزات النهضة المباركة ومسيرة الخير والبناء في المحافظة، وناقلًا أمينًا بالكلمة والصورة إنجازات هذا العهد الزاهر، ثم انتقل إلى المقر الرئيسي لـ (الوطن) ليكمل مسيرته الصحفية مسطِّرًا بقلمه الغزير الكلمات الوطنية وموثقًا ما يتحقق على هذه الأرض الطيبة من إنجازات.
وللزميل الراحل شوقي حافظ زاوية يكتب فيها في الصفحة الأخيرة تحت اسم (أقول لكم)، حيث بنى من خلالها علاقة حميمية بينه وبين القارئ، وبين (الوطن) وبين قرائها الكرام، وذلك لما يمتاز به قلمه من جمع بين الفكاهة وخفة الدم والسخرية في قالب أدبي رصين، وما يحمله من مضامين كبرى في عبارات شيقة تمثل مدرسة أدبية في حد ذاتها. وكم أبحر بنا شوقي حافظ في بحار المعرفة، وكم علق بقلمه العذب على قضايا مصيرية بأسلوب بديع، حيث كان الهم العربي هاجسًا في وجدانه، فقد كانت كلماته تنبض بمناصرة القضايا العربية لا سيما القضية الفلسطينية، ما جعل شهرته تطبق الآفاق وتكوُّن حالة عشق أبدي وإدمان بين القارئ الكريم وبين زاوية (أقول لكم)، لتترافق الابتسامة التي يرسمها الزميل شوقي حافظ على شفاه قرائه أول الصباح مع أول رشفة شاي، لما يحمله قلمه من مهارة التعامل مع اللغة والإدراك لأغوار النفس البشرية واللتين يصنع منهما المفارقة التي كانت سمة بارزة في أعماله الأدبية. لقد جال قلم شوقي حافظ بنا في عوالم لا تحدها حدود، وجعلت ملكته الأدبية من مقاله محور اهتمام قرائه على مدى أكثر من ربع قرن من العطاء الممتد في صحيفة (الوطن)، حيث كان "يقول لنا" في كل صباح كلمة تجعلنا ننتظر الصباح التالي لنتابع لوحة جديدة أو مشهدًا حواريًّا هادفًا أو تحليلًا دقيقًا لظاهرة أو موقف. فالزميل كان أستاذًا ومعلمًا يدرك قيمة الكلمة وأثرها وتأثيرها، وكم هي أمانة في عنق الكاتب. ومن ثم كان ارتباطه بقرائه عبر مقالاته ممتدًّا وتواصله معهم غير منفصم، حيث كان آخر مقال له تم نشره بتاريخ 30/10/2010م بعنوان (عندما تنفق الطيور).
وبدورنا لا نملك من أمر الله شيئًا سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يوسع عليه في قبره وينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ويسكنه فسيح جناته ويلهم آله وذويه ويلهمنا وقراءه الأعزاء الصبر الجميل (إنا لله وإنا إليه راجعون).

أسرة تحرير (الوطن)