اكد الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب الوطني ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة تمثل خطوة مهمة علي الطريق رغم انها كشفت المزيد من السلبيات والايجابيات.
وقال مبارك في كلمته امام اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب الوطني من اعضاء مجلس الشعب في مركز المؤتمرات امس ـ ان هذه الانتخابات مثلت تجربة جديدة بعد التعديلات الدستورية لعام2007 باعتبارها اول تطبيق لما ارسته هذه التعديلات من أحكام بما في ذلك المقاعد الجديدة لكوتة المرأة بمجلس الشعب والدور المهم والمستقل للجنة العليا للانتخابات. ودعا الرئيس مبارك الحزب الوطني وباقي الاحزاب للتمعن في دروس هذه الانتخابات بإيجابياتها وسلبياتها دعما للتعددية واثراء لحياتنا الحزبية والسياسية.
واشار الرئيس إلي انه كرئيس لمصر- كان يود لو حققت باقي الاحزاب نتائج افضل ولم تهدر جهودها في الجدل حول مقاطعة الانتخابات ثم التوجه لخوضها والمشاركة فيها ثم اعلان البعض عن الانسحاب منها تشكيكا في نتائجها..
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
الأخوة والأخوات أعضاء الهيئة البرلمانية..
أرحب بكم جميعا.. واعبر لكم عن تهنئتي بفوزكم في انتخابات مجلس الشعب.. وعن تهنئتي للسيد رئيس المجلس ووكيليه.. بثقة الحزب وهيئته البرلمانية.
لقد بدأ الحزب الوطني الاستعداد لهذه الانتخابات.. منذ الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب عام2005, وكان أول الطريق لاستعدادنا لانتخابات2010, هو الوفاء بما التزمنا به أمام مجلس الشعب, وما وعد به برنامجي في الانتخابات الرئاسية الماضية.
بذلنا جهودا مضنية لتنفيذ هذا البرنامج.. علي كافة محاوره. واصل الحزب عملية تنسيق مستمرة مع حكومته وهيئته البرلمانية.. من أجل التفاعل مع المتغيرات والمعطيات الجديدة للواقع المصري.. بما تقتضيه من تطوير في السياسات.. وإعادة ترتيب للأولويات.
كان هدف الحزب ولا يزال خلق واقع جديد.. وإحداث تغيير ملموس في حياة المواطن المصري.. في كل محافظة ومدينة ومركز وقرية.. علي امتداد ارض الوطن.
تفاعل الحزب الوطني مع المجتمع.. بمشكلاته وهمومه وآماله وتطلعاته.. واجه المشككين في سياساته.. دافع عن رؤيته وبرامجه وتوجهاته.. وأثبت بما لا يدع مجالا للشك اننا علي الطريق الصحيح.. بانجازات أحدثت تغييرا كبيرا بكافة مناحي الحياة.. علي مدي السنوات الخمس الماضية.
وفضلا عن ذلك.. فقد استعد الحزب للانتخابات الأخيرة.. بعمل تنظيمي جاد ومتجدد.. أفرز قيادات وكوادر قادرة علي تحمل المسئولية.. وانتقل الحزب لمرحلة جديدة تضع الالتزام الحزبي فوق أي اعتبار آخر.. فجاءت ترشيحاته للانتخابات لتطرح أمام الناخبين.. قيادات واعدة.. قادرة علي حمل همومهم وتطلعاتهم الي البرلمان الجديد.
إنني أتوجه بالإشادة لقيادات الحزب وكوادره ومرشحيه.. من فاز منهم ومن لم يحالفه التوفيق.. وأقول أن هذه الانتخابات بما كشفت عنه من ايجابيات وسلبيات هي خطوة مهمة علي الطريق. فلقد مثلت تجربة جديدة بعد التعديلات الدستورية لعام2007, في أول تطبيق لما أرسته هذه التعديلات من أحكام.. بما في ذلك المقاعد الجديدة لكوتة المرأة بمجلس الشعب, والدور المهم والمستقل للجنة العليا للانتخابات.
كما جاء ما شهدته الانتخابات من تجاوزات.. ليعكس سلوكيات سلبية ومرفوضة من بعض المرشحين ومؤيديهم.. نسعي جاهدين لتغييرها الي الأفضل. سلوكيات ندينها.. حاولت الافتئات علي إرادة الناخبين.. باستخدام المال.. واللجوء للعنف والترهيب. سلوكيات وتجاوزات.. تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات بدور مسئول ومحايد ومتوازن.. كما تعاملت معها أجهزة الدولة بما يضمن سلامة الانتخابات والناخبين.
وعلي أية حال.. فان هذه التجاوزات لا تنفي حقيقة أن الانتخابات قد تمت.. في الغالب الأعم من الدوائر.. بما يتفق مع صحيح القانون والإجراءات.. وبعيدا عن العنف والانحراف والتجاوز.
والآن.. وقد انتهت الانتخابات.. بما يصاحبها من صخب معتاد منذ بدايات القرن الماضي.. فان علينا أن نتعلم من دروسها.. كي نخلص لما يمكن اتخاذه من إجراءات.. علي المستويين التشريعي والتنفيذي.. لندفع بتجربتنا الديمقراطية خطوات أبعد الي الأمام.
لقد أسعدني كرئيس للحزب.. ما حققه مرشحونا من نجاح.. لكنني كرئيس لمصر كنت أود لو حققت باقي الأحزاب نتائج أفضل.. وكنت أود لو لم تهدر جهودها في الجدل حول مقاطعة الانتخابات.. ثم التوجه لخوضها والمشاركة فيها.. ثم إعلان البعض الانسحاب منها.. تشكيكا في نتائجها.
إنني أدعو الحزب الوطني وباقي الأحزاب.. للتمعن في دروس هذه الانتخابات.. بايجابياتها وسلبياتها.. دعما للتعددية. وإثراء لحياتنا الحزبية والسياسية.. كهدف نلتزم به.. لا نحيد عنه.. ونواصل السعي من أجله.
الإخوة والأخوات..
ان الأغلبية الكبيرة التي حازها الحزب.. تلقي عليه وعلي أعضاء هيئته البرلمانية.. مسئولية ضخمة وأمانة كبري.
أمامنا مرحلة مهمة لتنفيذ برنامج الحزب.. علي المستوي القومي ومستوي المحليات والدوائر.
ان تنفيذ برنامج الحزب.. واستكمال ما حققناه من خطوات الإصلاح.. يحتم المضي في تطوير بنيتنا التشريعية.. وتلك هي مسئولية الهيئة البرلمانية للحزب.. في فصل تشريعي عاشر.. نبني خلاله علي ما حققناه من تطوير حتي الآن.
إنني أؤكد ثقتي في أعضاء الهيئة البرلمانية.. وقدرتهم علي تحمل مسئوليتهم في الرقابة والتشريع.. بامانة والتزام.. كما أشدد علي ضرورة التنسيق مع الحزب والحكومة.. والتكامل مع أعضاء الهيئة البرلمانية بمجلس الشوري.. وتعزيز التواصل مع دوائرهم الانتخابية.. ومع مشكلات المواطنين وتطلعاتهم.
إنني أتطلع لأداء رفيع تحت قبة البرلمان.. يرقي لأهمية المرحلة المقبلة.. يجتهد لتحقيق رؤية الحزب وأهدافه وبرنامجه الانتخابي.. ويمد جسور الحوار والتفاعل مع باقي نواب الشعب.. من الأحزاب والمستقلين.
إننا نبدأ بالدورة البرلمانية المقبلة.. مرحلة جديدة من العمل الوطني..وأمامنا عمل شاق يبني علي ما حققناه خلال السنوات الخمس الماضية. ان علي الحزب الوطني وقياداته وهيئته البرلمانية والحكومة.. البدء من اليوم في تنفيذ البرنامج الانتخابي للحزب.. فتلك هي أولويتنا القصوي.. وذلك هو شاغلنا الشاغل.. وهذا ما تعهدنا به أمام الشعب.. وهو ما نلتزم جميعا بتنفيذه.
أقول ان أمامنا عملا شاقا.. يضع قضية الاستثمار والنمو والتشغيل في صدارة أولوياته. عمل شاق وجهد مستمر.. يرتقي بما يقدم للمواطن المصري من الخدمات في شتي المجالات. عمل شاق ودؤوب.. من أجل تشريعات وإجراءات تنفيذية.. تحقق عدالة وتوزيع عوائد وثمار النمو والتنمية.. وتعطي الأولوية للمناطق والقري والأسر الأكثر احتياجا. عمل شاق ومتواصل.. يوسع قاعدة المشاركة الشعبية بتمكين أكبر للمحليات.
عمل شاق وجهود تشتد الحاجة اليها.. خلال المرحلة المقبلة.. كي نحقق معا آمال المصريين وطموحاتهم وأحلامهم.. بمناقشات جادة تثري عملنا البرلماني.. تعي المعطيات الجديدة لمجتمعنا وتلبي احتياجاته..وتتعامل بجرأة وشجاعة مع قضايا الداخل المصري وقضايا الخارج.
الأخوة والأخوات..
إن أحلامنا ليست أحلاما مؤجلة.. وإنما هي تطلعات مشروعة قابلة للتحقيق. لقد وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح.. ونعلم وجهتنا والسبيل لبلوغها والوصول إليها.. نملك الرؤية الواضحة للمستقبل.. ولدينا العزم والتصميم علي تحويلها لواقع ملموس.. علي أرض مصر.
لكم جميعا تهنئتي وتمنياتي بالتوفيق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.