هاجم عصام تليمة، مدير مكتب الدكتور يوسف القرضاوى السابق، جماعة الإخوان، واصفا إياها بأنها مصابة بداء العجزة والازدواجية، مطالباً الإخوان بالتخلى عما سماه "الطبطبة"، مشبهاً مواقفها بالفلاح سائق الحمار للخواجة. وقال "تلمية"، فى مقالة عبر أحد المواقع الموالية لجماعة الإخوان، "يحاول الإخوان الحصول على توافق، وظهور لأفراد بجانبهم من غير الإسلاميين، فيدللون فيهم، أو غير مسلمين، ثم يكتشفون أنهم لم يحسنوا تقدير الأمور، وبدلا من حسم الأمر وبيان الحقيقة، يزدادون فى جرعة الطبطبة على الشخص، أو الكيان، وكأن على رأسهم بطحة، وقد حدث هذا من الإخوان فترة حكمهم، وبعد حكمهم". وأضاف تليمة، "تراهم وكأن الدعوة والجماعة حائط مائل، آيل للسقوط، يخشون عليه من نسمة الهواء، فلا داعى لكشف فلان المكشوف أنه يسرب للأمن أخبار الجماعة، أو أنه متجاوز، وعليه تجاوزات واضحة، السكوت عليها يؤذن بخراب على الدعوة والأفراد، وذلك –للأسف- من باب الحفاظ على هيبة الدعوة، وكأنهم أحرص على الدعوة والإسلام من محمد بن عبد الله صلى الله عليه سلم، الذى رجم ماعزا والغامدية، وقطع يد المخزومية التى سرقت، ولم يقل: أخشى أن يفقد الناس الثقة فى الإسلام، وتهتز صورة الدين فى أذهانهم، ناسين أن الصورة تهتز وتخدش بالصمت المريب على تجاوز من يتجاوز، وعلى خطأ من يخطئ، كائنا من كان، فكم من أناس تركوا الدعوة لعلة الصمت حيال من تجاوز، أو أنه رأى سياسة الكيل بمكيالين، فالحسم والحزم فى مواقف، بينما التباطؤ والطبطبة فى مواقف أخرى. وأضاف "تليمة"، "يذكرنى الإخوان فى سياسة الطبطبة هذه بالقصة التى تحكى لنا فى الريف المصري: أن خواجة غير مسلم مشى فى الريف، وكان أحد الفلاحين يسوق له الحمار، فسمع الخواجة صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يتلو القرآن، فأعجبه الصوت والقرآن فأسلم، وبينما يمر الفلاح به إذ مروا على مسجد يرفع فيه الآذان رجل سيئ الصوت جدا، فأمسك الفلاح بخطام الحمار وهو يخاطبه: حا حا لاحسن يكفر!! وكأن مسئولية الإيمان والكفر صارت مسئولية الرجل سائق الحمار، ولذا فهو يسرع الخطا به، وكأن الإسلام سر قوته وضعفه، فى حلاوة صوت قارئ للقرآن، أو نشاز صوت مؤذن آخر، ناسين أن القوة والضعف تتمثل فى قوة تنفيذ المبادئ، والحسم فيها، وعدم قبول التجاوز، وليس فى قوة الشكل، وظهوره بالمتماسك والقوي، بينما يغض الطرف عن الأخطاء.