أقام المكتب الثقافى المصري بالكويت مؤخرًا ندوة أدبية تحت عنوان «شعراء النشيد الوطني بين مصر والكويت» تحت رعاية السفير عبدالكريم سليمان، سفير مصر بالكويت.

وقال الملحق الثقافى، الدكتور نبيل بهجت، في بداية الندوة إنها تأتي في إطار الاحتفال بالأعياد الوطنية لدولة الكويت الشقيقة والسعي للتركيز على رموز الفكر الوطني في كلا البلدين والذين أسهموا إلى حد بعيد في التأصيل لمفاهيم الوطنية وصناعة صورة تحمل اسم مصر والكويت وتزرع في الأجيال على تعاقبها حب أوطانهم.

وأضاف: «ليس في هذا المجال مثل الاحتفاء بأولئك الذين كتبوا كلمات الأناشيد الوطنية التي تغنت بها الأجيال وحملت أصدق المعاني الوطنية التي نحرص على تثبيتها في الوجدان».

وأشار «بهجت» إلى أن «ما تمر به الأمة العربية من أحداث يحتاج إلى استدعاء رموز التنوير والحداثة والوطنية لمقاومة التحديات التي تطل عليها من كل حدب وصوب وتهدد أمن وسلامة شعوبها»، مؤكدًا أن «فى الكويت أيضًا يعد الشاعر والمثقف العربى أحمد العدواني واحدًا من الذين ساهموا في تشكيل الوعي والمعرفة ليس في الكويت وحدها ولكن في الوطن العربي بأسره وهو من صاغ النشيد الوطنى لدولة الكويت».

وأدار الندوة الشاعر عبدالمنعم سالم، الذي قدم الرائدة الإذاعية والإعلامية الكويتية أمل عبدالله والتي تحدثت عن النشيد الوطني الكويتي وذكرت أنه قبل عام 1978 لم يكن هناك نشيد وطني بالكويت إذ كان هناك السلام الأميري، والذي هو عبارة عن مجموعة مارشات عسكرية تم توليفها كي تعزف كسلام أميري منذ عام 1951 مع بداية حكم الشيخ عبدالله السالم.

وأضافت: «في عام 1973 تم تأسيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب وأوكلت لهذا المجلس مهمة إيجاد نشيد وطنى وفق مقاييس عصرية، وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض في عام 1975 وأقيمت مسابقة أسفرت عن عرض 78 نصا على لجنة مكونة من الشيخ سعد العبدالله والشيخ نواف وأحمد البشر الرومى وعبدالعزيز العتيبي وعبدالرزاق البصير، ويوسف السيسي ورتيبة الحفني مع رئيس موسيقى الجيش ورئيس موسيقى الشرطة، ولكن اللجنة رأت أنه لا يوجد بين تلك النصوص ما يصلح لأن يكون نشيدًا وطنيًا».

وأشارت «عبدالله» إلى أن مجلس الوزراء قرر اعتماد كلمات أغنية الشاعر أحمد العدوانى «يا دارنا يا دار» التي كتبها لأم كلثوم ولحنها رياض السنباطي ولم ينجح هذا الاقتراح، وتم تكليف الشاعر أحمد العدواني بتأليف نص للنشيد الوطني الكويتي وكان هذا في عام 1977.

وأوضحت أن النص الذي كتبه أحمد العدواني تم تنظيم مسابقة لتلحينه واشترك بها 21 ملحنًا وفي النهاية تم الاستقرار على لحن لإبراهيم الصولة وتم اعتماد النشيد الوطني والسلام الأميري وتم استخدامه مع بداية حكم الشيخ جابر الأحمد.

وقالت الإذاعية أمل عبدالله إن الشاعر أحمد العدواني له الكثير من الاسهامات في الحياة الثقافية الكويتية والعربية وله العديد من الإنجازات التي أثرت في وجدان الكويتيين والعرب.

وبدوره، قال الدكتور محمد عليم إن «نشيد وطني لمصر ظهر عام 1923 وتم العمل به حتى عام 1936 وهو نشيد اسلمى يا مصر؛ كتبه مصطفى صادق الرافعي، ولحنه صفر علي»، لافتًا إلى أنه «قبل هذا النشيد كان هناك ما يسمى بالسلام الملكي والذي استخدم منذ عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل الذي طلب من الموسيقار الإيطالي فيردي تأليفه».

وأضاف «عليم» أن مصر بعد ثورة 1952 استخدمت «نشيد الحرية»؛ من تأليف كامل الشناوي وتلحين الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقد استخدم جزء منه في نشيد «الجمهورية العربية المتحدة» التي جسدت الوحدة بين مصر وسوريا.

وتابع: «في عام 1960 تم استبدال النشيد الوطنى المصري ووقع الاختيار على نشيد والله زمان يا سلاحي وتم استخدامه حتى عام 1979 حيث بدأ استخدام النشيد الحالي بلادي بلادي»، لافتًا إلى أنه تم تغيير بعض الكلمات من نص الشيخ يونس القاضي وأعاد الموسيقار محمد عبدالوهاب توزيع اللحن في عام 1982.