مطاردون في الخارج أو في غياهب السجون قابعون، حالت التهم الموجهة إليهم أو الإرهاب الذي سلكوه دون حضور جنازات ذويهم، اكتفوا فقط بنعي صغير على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ببعض عبارات الأسى والحزن، رحل أفراد من عائلاتهم دون توديعهم في اللحظات الأخيرة، وكان النعي على "تويتر" هو العامل المشترك بينهم.

يعتبر طارق الزمر، رئيس حزب التنيمة، والهارب في تركيا أبرز الشخصيات التي لم تستطع توديع ذويهم، حيث توفيت أمس والدته "آسيه عبد المجيد الزمر" التي زعموا أنها "أم المجاهدين"، وأيضًا تعتبر والدة "عبود الزمر" المشارك الأكبر في قتل الرئيس الراحل "أنور السادات"، والذي اعترف قبل ذلك بالاشتراك في اغتياله.

لم يستطع الإرهابي الهارب "طارق الزمر" من حضور جنازة والدته، بسبب هروبه إلى تركيا في نوفمبر 2013، واكتفى الزمر بتوديعها عن طريق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في تغريدة له: "ما أقسى الحياة من بعدك.. لم أشعر بوفاة أبي، الذي توفى منذ عامًا وأنا خارج مصر إلا اليوم، حيث فقدت أمي أيضًا، "رحم الله أمى ورحم الله معها جيلًا كاملًا".

وعن والدته، قال الزمر: "كانت طوال عمرها الطويل تحب الضحك والمرح، وكانت تقول دائمًا لو توقفت عن الضحك سأموت في نفس اليوم، كانت دائمًا ترى نفسها في سن العشرين، لدرجة أنها كانت تمازحني منذ أن تجاوزت الثلاثين، بأنى لست ابنها، فكيف تنجب من هو أكبر منها".
وعلى صفحات الفيس بوك التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، هلل لها النشطاء ووصفها بعض المؤيدين بأنها "أم المجاهدين"، أما الجانب المناهض للجماعة وصفوها بأنها "أم الإرهابيين" كناية عن عبود وطارق الزمر، وكانت الصفحة الرسمية لحزب البناء والتنمية أكدت أن طارق الزمر يمر بحالة صعبة عقب وفاتها.
كما نعى الزمر والدته على "تويتر" قُدم العزاء له عبر نفس الوسيلة من الهارب "أيمن نور" رئيس حزب "غد الثورة" على صفحته، فقال ناعيًا الزمر: "قلبي مع أخي طارق الزمر، بعد رحيل المغفور لها والدته، بينما يحرم من وداعها بعد أن حرم منها 30 عامًا غفرالله لها وألهمه صبرًا علي فراق الفردوس."
الإعلامي "أيمن عزام" كان من ضمن المطاردون في الخارج والذين لم يستطيعوا حضور عزاء ذويهم، فتوفي والده في يونيه 2013، وكان عزام هرب إلى قطر في نوفمبر، وأصبح على قوائم الممنوعين من دخول مصر، فرفضت سلطات الداخلية السماح لعزام بالحضور إلى مصر لتلقى العزاء في والده.
مما اضطره الى إقامة صلاة الغائب عليه في الدوحة، وسلك طريق الزمر في نعيه على صفحات التواصل الاجتماعي "تويتر" بكلمات مقتضبة: "توفى أبي ومعلمي، إلى رحمة الله أسألكم له الدعاء وأن ينزله الله منزلًا مباركًا ببركة من السماء، ولله ما أخذ وله ما أعطى وإنا لله وإنا اليه راجعون".
يعتبر الإعلامي "أيمن عزام" من كوادر قناة الجزيرة التي تؤدي دورها في التخريب والدعوة للتحريض على أكمل وجه، وظل في قطر بعد قرار النائب العام بوضعه على قائمة الترقب والوصل.
"محمد البلتاجي" القيادي البارز في جماعة الإخوان الإرهابية، أنضم إلى تلك القائمة عقب وفاة ابنته "أسماء البلتاجي"، خلال فض اعتصام رابعة والتي تضاربت الأقاويل في شأن تلك الواقعة، فلم يستطع البلتاجي حضور عزائها؛ لأنه كان مطارد وقتها.
وأخذ طريق سابقيه في تقديم النعي لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بقوله: ''ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة ‫ أسماء البلتاجي لم أرتو من صحبتك في تلك الحياة القصيرة، خاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة، آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة، ما منعني من ذلك خوف على أجل ولا خوف من سجن ظالم".
كما أن الأقوال تضاربت كثيرًا في وفاة نجل مرشد الجماعة الإرهابية "محمد بديع" خلال أحداث رمسيس، والذي لم يستطيع حضور عزائه خوفًا من الملاحقات الأمنية له قبيل القبض عليه، وتوجيه تهم التخابر مع منظمات أجنبية وغيرها.