ساد في الوسط السياسي بعد المصالحة القطرية المصرية بعض التلميحات من جانب بعض الدوائر القريبة من السلطة الحاكمة في تركيا بإمكانية المصالحة التركية مع مصر، شرط أن تبدأ مصر في خطوات المصالحة أولًا ما جعل دبلوماسيون يؤكدون أن تركيا تعاني من العنجهية السياسية التي لن تقبلها مصر.
وقال السفير عزمي خليفة، مساعد وزير الخارجية السابق، إن بوادر المصالحة المصرية التركية تبدو بعيدة في ظل الكبر الذي تعاني منه أنقرة من أخذ الخطوات الرسمية فى سبيل مصالحة حقيقية، لافتا إلى أن تصريحات بعض الدوائر السياسية القريبة من الحكومة التركية غير مجدية في ظل التعنت التركي بضرورة أن تسعى مصر من أجل المصالحة وتركيا هي من عليها أن تتدلل بالاستجابة للمطلب المصري على حد وصفه.
وتابع "لا أرى أي بوادر للمصالحة لأن تركيا قالت إن المصالحة التركية المصرية مشروطة بأن تتخذ مصر إجراءات من شأنها حفظ حقوق الإنسان، ما يعنى التدخل السافر في شئون مصر الداخلية".
وشدد "خليفة" على التعنت التركي بالتدخل في الشئون المصرية وما أعلنه أردوغان من حقه في التدخل في الشئون المصرية بحجة أنه سليل الدولة العثمانية.
وأوضح، السفير السابق، أن تركيا هي الخاطئة وليس من حقها التدخل في الشئون المصرية ، كما أن المصالحة التي أشارت إليها لا تطرح على صفحات الجرايد، فلابد أن تكون هناك خطوات جادة من تركيا من خلال السفارة المصرية في تركيا أو السفارة التركية في مصر.
وأوضح" خليفة" أن السياسة لا تحتمل العداوة المطلقة أو الصداقة المطلقة لافتا، أن مصر لم تعادى تركيا ولكنها اتخذت مجموعه من الإجراءات التي من شأنها تقويم السياسة التركية وليس توقيع عقوبات مثل سحب السفير المصري.
وأضاف، أن تركيا فشلت دوليا في عضوية مجلس الأمن، وفشلت في تمرير بعض قرارات بخصوص قبرص في منظمة المؤتمر الإسلامي، بالإضافة أن الشوارع في أنقرة مشتعلة بالمظاهرات، بالإضافة إلى التعاون التركي الخليجي الذي بدأت تضعف أواصره، منوها كل ذلك سيجعل تركيا بين شقي الرحى ويجعلها تخطو نحو المصالحة في النهاية.
وقال مختار غباشي، نائب المركز العربي، إن هناك اتجاها عربيا إلى حد كبير إلى استدعاء الدور المصري إلى المقدمة مرة أخرى لافتا أن مشكلة العالم العربي يفتقد إلى القائد وأن مصر أصبحت مطلوبة كي تقوم بدورها القيادي والفاعل في المنطقة بأكملها
وأشار"غباشى" أن الدور الخليجي على وجه الخصوص، الكويت والإمارات، عازم النية على استدعاء القيادة المصرية مشيرا إلى أن الدول العربية تدرك جيدا أن الجيش المصري والدولة المصرية هي الوحيدة الصامدة، لذلك يتم التعامل مع مصر كقضية دولة ولا يعنيها الحاكم وليست قضية أسس وأعراف كما أن المصالح تلعب دور كبير للغاية
وأضاف، نائب المركز العربي، أن السيسي مستعد للوقوف بهذا الدور الذي تهيؤه له دول الخليج كما أن قطر ودول الخليج تحاول الضغط على تركيا، نظرا لخصوصية العلاقات بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي الذي من مصلحته أن تصل العلاقات المصرية التركية إلى حد أدنى من التوافق.