وسط حالة من الارتباك, تسود أسواق صناعة الغزل والنسيج نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار الغزول المستوردة, تقرر تشكيل لجنة من قيادات وزارة الصناعة والمنتجين للتوصل إلي حلول فورية للأزمة.
وعرضها علي وزير التجارة والصناعة لاتخاذ ما يلزم من قرارات بشأنها. وخلال اجتماع عقد مساء أمس الأول في اتحاد الصناعات المصرية, ضم عددا من المسئولين, حذر أصحاب المصانع من أن استمرار النقص الحالي في الغزول والأقطان يهدد بتوقف الإنتاج في مصانع النسيج والملابس, كما يؤدي إلي عدم قدرة المصانع علي الوفاء بتعاقداتها التصديرية.
وكانت مصانع الغزل والنسيج المحلية قد واجهت نقصا حادا في الغزول المستوردة خلال الفترة الأخيرة, بعد أن قررت حكومتا الهند وباكستان وقف تصدير الأقطان والغزول إثر الانخفاض الحاد في إنتاج البلدين, بعد أن اجتاحت الفيضانات ملايين الأفدنة المزروعة بالقطن.
وقد أدي قرار منع التصدير إلي ارتفاع أسعار الغزول في الأسواق العالمية بنسبة100% في عشرة أشهر, بينها زيادة بلغت30% خلال الأيام الأربعين الماضية.
محليا, شهدت أسعار الغزول التي تنتجها شركات القطاعين العام والخاص ارتفاعات بصورة شبه يومية, نتيجة زيادة الطلب من مصنعي الملابس بعد اختفاء الغزول المستوردة, حيث تقوم الشركات المحلية بتوفير نسبة تتراوح بين40% و50% من حجم ما تحتاج إليه مصانع النسيج والملابس, الذي يدور حول300 ألف طن غزول سنويا.
وقد دعت الشركات المصنعة الدولة إلي اتخاذ قرار بمنع تصدير القطن المصري حتي تنتهي الأزمة العالمية, غير أن محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج وصف هذا الاقتراح بأنه غير عملي, لأن مصر تنتج القطن طويل التيلة, الذي يتميز بارتفاع أسعاره لجودته, كما أن معظم احتياجات المصانع المحلية هو من الغزول التي تنتج من الأقطان العادية منخفضة السعر, مشيرا إلي أن قيمة القطن المصري ذي الجودة الفائقة, عندما يتم استخدامه في أي قطعة ملابس, يتم تصديرها للخارج, تزيد علي قيمة تصدير هذه القطعة بالكامل, دون احتساب عناصر التكلفة الأخري.
وقد تدخلت في الأزمة اللجان النقابية بالشركات المتأثرة بنقص القطن الخام والغزول, حيث أرسلت تقارير عاجلة للنقابة العامة للغزل والنسيج تحذر من الآثار الناجمة عن نفاد المخزون من الغزول في هذه الشركات, كما طالبت الجمعية المصرية لمنتجي الملابس والمنسوجات بوقف تصدير القطن الخام, مؤكدة أن المخزون الاستراتيجي للأقطان بمصانع الغزل لا يتجاوز احتياجاتها لشهرين.