كثيرا ما تعاني جنوب افريقيا من الجفاف الذي قد يستمر لسنوات طويلة، في هذه القارة توفر المياه ملجأ أساسيا للهروب من درجات الحرارة القصوى. وبالنسبة للأسماك فإن جفاف هذه المياه يعني موتها لا محال، ولكن ليس بالنسبة للسمكة الرئوية التي يمكنها العيش دون ماء لمدة تصل لأربع سنوات.
وفقاً لفيلم وثائقي من إنتاج قناة "بي بي سي"، فإن السمكة الرئوية تجري بعض التعديلات في جسدها لضمان بقائها في محيط حار وجاف. إذ يحتوي بطن هذه السمكة على أكياس قابلة للانتفاخ تعمل على تخزين الاكسيجين، ولتوسيعها تبتلع السمكة الوحل ثم تخرجه مرة أخرى من خلال الخياشيم، هذه العملية تمكنها أيضا من توفير مساحة خارجية إضافية حولها تسمح لها بتجديد الهواء.
للهرب من الحر تختبئ هذه الأسماك في الوحل وتغطي نفسها بالمخاط. وعندما يجف المخاط تصبح هذه الأسماك صلبة ومناسبة لصنع الطوب.
سنوات الجفاف في إفريقيا قد تطول وتضطر هذه الأسماك للانتظار داخل الطوب للأربع سنوات قبل أن تتحسن الأحوال الجوية ويأتي المطر ليحررها من جمودها فتدب الحياة فيها مرة أخرى وتبدأ بتحريك عضلاتها، ورغم طول سنوات جمودها يبقى فيها ما يكفي من القوة لتسحب نفسها خارج الطوب وتعود إلى المياه بعد طول سنين.